همسة إلى أبي عبيَدة عَامِر بن الجراح
الله أَكْبَرُ، هَذَا ذِكْرُهُمْ عِبَرُ
لِمَنْ تَوَخَّوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ وَادَّكَرُوا
"أَبَا عُبِيْدَةَ" عَلِّمْ أَهْلَ حِقْبَتِنَا
فَنَّ الْقِيَادَةِ، جَلِّيهَا لِمَنْ بَصُرُوا
أَمِينَ أُمَّتِنَا عِلْماً وَمَعْرِفَةً
وَفِي الْحُرُوبِ، بِبَريْ الْهَامِ تَشْتَهِرُ
إمَامُ جُنْدِكَ لِلرَّحْمنِ مُقْتَرِباً
أَمَامَهُمْ فِي الْوَغَى، وَالْحَرْبُ تَسْتَعِرُ
يَرْمُوكُ، يَرْمُوكُ، رَوِّ أَعْظُماً دُفِنَتْ
فِي سَهْلِ حَوْرَانَ،لَمْ يَخْفَ لَهَا خَبَرُ
وَاسْرُدْ عَلَيْنَا - إذَا كُنَّا نَعِي – سِيَراً
تَحْكِي مَوَاقِفَ أَجْدَادٍ لَنَا، غَبَرُوا
هَذِي مَنَازِلُكُمْ - وَاحَسْرَتَا – دَرَسَتْ
يَجْتَاحُهَا الْعَارُ، وَالْحُكَّامُ تَنْتَظِرُ
مَنَ ذَا يُصَدِّقُ أَنَّ الْقُدْسَ وَاقِعَةٌ
فِي مِحْنَةِ الأسْرِ، أَنَّ الأنْبِيَا أُسِرُوا
مَسْرَى النَّبِيِّ، وَأُولَى الْقِبْلَتَيْنِ غَدَتْ
مَرَاتِعَ الْفِسْقِ، فِي سَاحَاتِهَا الْخَطَرُ
يُهَدِّدُ الشَّرْقَ، يَسْعَى حَاقِداً وَبِهِ
إلى "الْمَدِينَةِ" شَوْقٌ آثِمٌ أَشِرُ
يُرِيدُ "يَثْرِبَ"، قَبْرَ الْمُصْطَفَى، أُحُداً
يُرِيدُ "خَيْبَرَ". هَذَا الْقَصْدُ فَاخْتَصِرُوا
وَأَسْلِمُوا أَمْرَكُمْ مِنْ غَيْرِ مَا خَجَلٍ
لِنَسْلِ "فَنْحَاصَ" إنْ أَغْرَاكُمُ البَطَرُ
أَوْ فَاشْعِلُوهَا عَلَى الأعْدَاءِ، مَا بَلَغُوا
نَاراً تَلَظَّى فَلاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ
غَداً تُنَادَوْنَ: يَا أَتْبَاعَ صَفْوَتِنَا
مَاذَا فَعَلْتُمْ مَتَى رَاعَ الْحِمَى كَدَرُ؟
مَاذَا تُجِيبُونَ؟! كُنَّا فِي لَذَائِذِنَا
تَفْرِي بِنَا الرَّاحُ، وَالْغِلْمَانُ، وَالسَّمَرُ
كُنَّا نُسَرِّبُ أَمْوَالاً وَنَرْصُدُهَا
فِي مَخْدَعِ الْغَرْبِ، نُبْلِيهَا، وَنَفْتَخِرُ
كُنَّا نُقَامِرُ، كُنَّا لاَ سَرَاةَ لَنَا
كُلُّ السَّلاطينِ في فَنِّ الْغِوَى مَهَرُوا
غداً تُعَرَّوْنَ حَقاً عِنْدَ بَارِئِكُمْ
يُنْبِي بِمَا تَكْتُمُونَ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ
فَاسْتَدْرِكُوا الأمْرَ، عُودُوا أُمَّةً وَسَطاً
هَذَا نَذِيرٌ بِهِ لله نَعْتَذِرُ
الشاعر د. سليم ارزيقات