أحلامنا .. قصة .. كتبها عبد الغني حمادة

  • الخميس 03, مارس 2022 07:30 م
  • أحلامنا .. قصة .. كتبها عبد الغني حمادة
أبي يبكي!!. لابد أن أمراً جللاً قد حدث!!. ربَّتَ على كتفي، مبتسما، ثم قال: - سنهزم اليهود، ونحرر فلسطين،
أحلامنا....
أبي يبكي!!.
لابد أن أمراً جللاً قد حدث!!. 
ربَّتَ على كتفي، مبتسما، ثم قال: 
- سنهزم اليهود، ونحرر فلسطين، 
وتابع: 
- قم الآن، افتح خُمَّ الدجاج وأطعمهم.
جاء صوت جدي من غرفته:
- لا تصدقوهم، أخبارهم كاذبة.
خرجت، وأنا أحلم، كيف سأرافق أبي إلى الجامع الأموي بدمشق، ثم إلى فلسطين، ونصلي في بيت المقدس، وجامع قبة الصخرة، كما قالت لي أمي، بعد أن نطرد اليهود المغتصبين منها.
كنت أتخيّل القدس بجدران ترابية، وحجارة ضخمة قديمة، وسطح يتسرب منه الماء شتاء، ومئذنة خشبية، تشبه الجامع الأموي بحلب، والذي زرته العام الماضي برفقة أبي.
صرت أحلم، وأنا أطعم الدجاجات كيف سأصبح رئيسا للدولة، وأزور فلسطين المحررة، وألقي خطاباً تاريخياً للأمة العربية من على منبر بيت المقدس، ليتّحدوا تحت راية واحدة!!.
كم كان الحلم سهلاً آنذاك!!.
ولكن ها أنا اليوم، وبعد أكثر من أربعين عاما، ما زلت أحلم، وأرسم صورة الأقصى بجدرانه الترابية العالية في مخيلتي ومزاريبه الحجرية. 
كبرنا، هرمنا، ولم يكبر الحلم.
كبرت ولم يتحقق الحلم بعد!...
عبد الغني حمادة /سوريا