محرابٌ للبوحِ
مِنْ أيْنَ أبْدَأُ والْمَسَافَةُ جائرَةْ؟!
وَجَعٌ لِأوّلهِ يُئَوّلُ آخِرَهْ
يَا قِبْلَةَ الْعُشَّاقِ أيّةُ شاعِرٍ؟
كتبَ القصيدَ ولمْ يَذُقْكِ مَشَاعِرَهْ
أَرَقِيْ علَيْكِ وَكيفَ يأْمَنُ عاشِقٌ
عَسَسٌ لنَجْمَتِهِ الدّياجِيْ سَاهِرَةْ
أنَا كَيفَ أُهْدَى من جهاتٍ وُجِّهَتْ
لِلْقِبْلَةِ الأُوْلى رؤىً متآمِرَة؟!
مُذ َمرّ ِمنكِِ الْأنْبِيَاءُ بِخاطِريْ
لُغَةً تُؤَبْجِدُهَا دُروبٌ صَابِرَةْ
آمَنْتُ بالصَبْرِ النبيِّ مُكَفْكِفاً
دَمْعاً تُنَهّدهُ عُيُونٌ كافِرَةْ
فكأنّ رُوْحي مِنْ قداستِكِ اسْتَوَتْ
مِحْرابَ بوحٍ بالقبابِ مُجَاهِرَةْ
أَوَكُلّمَا يَا قُدْسُ شَاخَتْ جِلْدَةٌ
لحضارةٍ لَبسَتْ رؤاكَ الناضِرَةْ!
تَهْفُوْ لِطيْنَتِكَ المَطَامِعُ فِتْنَةً
لا تَسْلِبُ الألْبَابَ إلا شَاغِرَةْ
لَمّا ابْتَسَمْتَ رُؤَى الزَّمَانِ تَبَسّمَتْ
حتّى وَجَمْتَ بعينِ جُرْمٍ باسِرَةْ
بُحْ لِيْ بِنَزْفِكَ إنّ كلْمَكَ شَاعِرٌ
وَكِلَامُ خطوي في دروبكَ شَاعِرَةْ
أنَا خَالِدٌ وَمَتَىْ تُبَشِّرُ رُؤْيَتِى
أنَّ الوَلادَةَ لَمْ تَعُدْ لَكَ عَاقِرَةْ
أَتُرَى تَأخَّرَ عَنْ إزَارِكَ خالدٌ
وُرُؤاهُ تَزْأَرُ إذْ أَخَالُ نَوَاظِرَهْ
وإلى حِصَارِكَ يا حَبيبُ أُحسّهُ
قلقاً يُجَيّشُ للفؤادِ عَساكِرَهْ
حَبِلَتْ سَحَابُكَ بالرُعُودِ ولَمْ تَزَلْ بُشْرَى وعودكَ في المرايا خاسِرَةْ
لَكَ سِدْرَةُ الْأَسْمَاءِ مِنْ كَلِمِ السَمَا
فَلِمَا سَقَطْتَ بِجُرْفِ هَارِ الْخَاطِرَةْ
أتَخُطُّ صَوْمَعَةَ الْمتونِ هوامشٌ
وملامحي تَمْحُو الخطوطَ العَابِرَةْ
أَوْ يَطْمِسُ النِسْيَانُ عَاصِمَةَ الهُدَى
والتينِ والزَيْتُونِ طَلْعُ الذاكِرَةْ
أمَّنْ يَحُدّكَ مِنْ غيَابِ صَلَاتِنا
وَقُلُوْبُنَا دَوْمَاً إِلِيْكَ مُسافِرَةْ
حتّى وإنْ طَمَسوكَ عَنّا لا نَرَى
إلا الْعُرُوْبةَ في نُقوشِكَ زاخِرةْ
تَبْقَى فلَسْطِينٌ أُمُومَةُ قُدْسِنَا
مِنْ أَوّلِ الآمادِ حَتّى الآخِرَةْ
وَيْكَ النجاسة لا تَحُطُّ قداسةً
وخُطَى المُدنّسِ حِطةٌ في الطاهِرَةْ
باللهِ يا حطينُ فِيْمَا لَمْ نُحِطْ
خُطِّيْ لنا دَرْباً يُعِيْدُ الدائِرَةْ
لا يَكتُبُ التأريخَ سيفٌ عاجزٌ
وَيراعهُ تَحتَاجُ كَفاً قادِرَةْ
أوْ يَسْتَعِيدُ الْحقَّ حِبرُ صَحائفٍ
صفحاً تُحرّفِهُا حُروْفٌ قَاهِرَةْ
أَيَّانَ بالفَاروْقِ تَصْدَحُ بَكَّةٌ
لِلْقُدْسِ وَابن العاصِ أُذْنُ الْقَاهِرَةْ
قم يا صلاحَ الدينِ مَورَ قصيدةٍ
تُفْشِيْ القِيَامَةَ مِنْ قُبُورٍثائِرَةْ
واقْصُصْ إلى الأقصى ذُبُولَ خريفِهِ
تأتي بأيلولِ الأماني عاطرَةْ
كي يربحَ الأمطارَ وعدٌصَرْصرٌ
والرعدُ بالأشعارِ ريحٌ ماطِرَةْ
واللهُ أقْسَمَ بِالضّحَى ووداعُنا
وعْداً بِمَنْ أسْرَى سَنَبْلُغُ آخِرَهْ
خالد عبد الله/اليمن