أنينُ القدس
أحمد آل أحمد.. الأردن
أَنَّتْ فما وَجَدتْ للظلمِ تِرياقا .... إلّا حُماةً على الأسوارِ عُشّاقا
لاقتْ منَ الكَربِ ما لاقتْ، وذائِدُها .... لوحدِهِ ، الموتَ في ساحاتِها لاقى
هذا هو الحرُّ ما ساءتْ مشاربُهُ ..... فقدَّمَ الروحَ إعلاناً وإحقاقا
الحقُّ أبلجُ لا يَخفى لذي بَصَرٍ .... لوِ اِعتراهُ غروبٌ عادَ إشراقا
وأُمُّهُ ، أيُّ أمٍّ ! أودِعَتْ جَلَداً ... لِتُودِعَ الأرضَ أحلاماً وأحداقا
يا أُمُّ صَبرُكِ شأنٌ ليسَ ندركُهُ .... حَتّى تشبّهَ بالخنساءَ أو فاقا
والقاعدون على آلامِها اجتَمَعوا .... قد أشبعوها خطاباتٍ وإخفاقا
وكُلَّما اجتَمعوا ازدادتْ مَصائِبها ..... واستمرأوا في ظلالِ الذلِّ إطراقا
القدسُ شارةُ نورٍ عَزَّ حاملُها .. والذلُّ عمَّ إذا ما ليلُها حاقا
انظرْ إليها دماءُ الحُرِّ تَرفِدُها ... واسْمَعْ مآذِنَهاَ يطلُبنَ إعتاقا
أَنصتْ لها فَجموعُ الحقِّ هادرةٌ... وارفَع لِتَسمُوَ للمعراجِ أعناقا
في القدسِ يَعبقُ مسكٌ لا يُسَطِّرُهُ .... منْ يكتُب المجدَ أحباراً وأوراقا
بلْ بالنفوسِ دماءً فوق تُربَتِهِا .... تسمو ، فَتحضُنُها حبّاً وأشواقا
في ساحها جاسَ قلبٌ مثلَ صَخرَتِها .... مضى يُتَبِّرُ ما أعلوهُ إحراقا
أسرى إليها ونورُ الحَقِّ في يَدِهِ .... ولا يزالُ برغمِ الَموتِ خَلّاقا