لكَ يا أقصى
بـيــانُـكَ يـا أقصى بحـرفـيَ نــاطـقُ
و جرحُـكَ في قلبي لجرحيْ موافـقُ
لقدْ هِجْتَ مَا أكننْتُ ذُخراً مِنَ الأسى
و لـسْـتُ أُرائــي في الأسى أو أنافِقُ
و إنّي إذا مَا كنتُ في الجرحِ غارقــاً
يمـزِّقُـنــي في الـجـرحِ أنَّــكَ غــارقُ
عليَّ قـضَـى عَــهْــدُ الأُخـوَّةِ لـهفَتـي
وتقضـي بـأنْ أخشَـى عليكَ المواثِقُ
فإنْ كـنْتُ لا أرجو اعتنـاقَـكَ شاهداً
فـسـاريـــةٌ روحـي إلــيـكَ تـعــانــقُ
لأنَّــكَ مَـســرى الـنُّــورِ مُنعَرَجُ السّنا
لـتطـفِئَـكَ الأحـقــادُ تَلظـى الحرائقُ
و أنْــتَ عـصـيٌّ و الـنُّفـوسُ أبــيّـــةٌ
فــداءَك تــذوي و الـرُّؤوسُ شواهقُ
و تـعـلـو و أســوارُ الدُّجى مستبِـدَّةٌ
و تـهــزأُ بـالأغــلالِ و هـيَ وثــائـقُ
عـيـونُــكَ يا أقصى و نــازفــةٌ دمــاً
تُـجَـلّـى بــلا زيــفٍ لهنَّ الـحـقــائــقُ
فيمتازُ مَنْ يشري ببَخسٍ و مَنْ غَوَى
و يُعلَـمُ منْ يُغـلـي و مَنْ هوَ صـادقُ
و حـبُّــك لا يُؤتــاهُ إلّا مَــنِ اهـتـدى
فأوفى و لا يُـهـداهُ مَـنْ هــوَ مــارقُ
و بـاسمِـكَ يا أقصى جيوشٌ مُـعَـدَّةٌ
لـغـيـرِكَ غضبَى لـلـمخـازي تُـســابِق
فحـسْـبُ على الأحـرارِ دَورُ حروبِها
و تــدوي انتصـاراً لـلطغـاةِ الـبنـادِقُ
أضـاعَ لـكَ الـزَّحـفُ المقـدّسُ دربَــهُ
و ضَلّـتْ بـأيـدي الـفـاتحينَ البيارقُ
و مـا ضـرَّكَ الـخِـذلانُ و اللهُ نـاصـرٌ
و أنــتَ بنـصـرِ اللهِ لا شــــكَّ واثــقُ
و مـا هُـنْـتَ و الـبَـاغـي يـمُـدُّ ظلالَهُ
و أرضُـكَ نــارٌ و الــسَّـمــاءُ بـــوارقُ
قـبــابُـــكَ يـا أقـصـى و للهِ وَعـــدُهُ
مـظـفَّــرَةٌ لا بُـــدَّ و الـلّـيـلُ زاهــــقُ
#محمد_الجوير
