قد كُشفت كلُّ عورةٍ لهمُ
لم تعرفِ السترَ عندها البُهَمُ
في لحظةٍ إنسانيّةٌ أُسرتْ
من هول ما قيدتْ سوءةً تُهَـمُ
تصهينتْ أيدي الحقدِ حاملةً
خناجراً نحو الظهرِ تحتدمُ
في القدس أهوالٌ ليسَ نعرفها
قد عاش فيها أجيالُـنا القممُ
كم بطلٍ لو قد سارَ في قهرٍ
يهزُّ أرضاً من دونها السقمُ
لا تلتفتْ.. هذا مدُّكم وسنٌ
فكلُّ فجرٍ من دونكم ظُلَمُ
منتصراً لونُ العيدِ تابعكم
شفتهُ بالبياضِ تبتسمُ
رسمتهُ قد أطّرتَ ناظرَهُ
في لوحةٍ بالكرامِ تُرتسمُ
قد صغتها.. ما جدوى مخاطرةٍ
إن لم تكن بالتحريرِ تصطدمُ
وكلُّ ما يرتدونَ من سملٍ
سوى قماشٍ يُدعى له العلمُ
وكلُّ ما قد يُبنى بلا قدُسٍ
سوف يُرى كالأحجارِ .. ينهدمُ
جبينكَ الأعلى كانَ غايتَهم
فاستنكفتْ عندَ سحقهم قدمُ
فالقدس لا يُرتجى لها وهنٌ
لكنّها بالأرواحِ تنتظمُ
عباس شكر