" يا قدس "
القدسُ ضمّخها الجهادُ...
بِدِماء مَن في البَذْلِ جادوا
هي قِبلةٌ للنور أولى...
يهفو لِقُبلَتِها الفؤادُ
واليوم تَندُبُها القوافي..
لِنَحيبِها حنَّ الفؤادُ
يا قُدس عِطرُكِ لا يُضاهى...
وبِطُهرهِ فاحَ الوِدادُ
فيكِ المآذنُ والتَكايا...
أضحى يوشِّحها السوادُ
ومساطِبُ الأقصى تُراثٌ...
وبِمَجدِها نَطَق المِدادُ
يا قُدس نورُكِ في انتحابٍ...
يلهو بِمُقلَتِكِ السُهادُ
عُذراً فقد طالَ انتظاي..
والقَيدُ أحكَمَهُ العِنادُ
القُدسُ تلدَغُها الأفاعي...
وبصَدرِها عاثَ الجرادُ
تَهمي دُموعَ الأسرِ حرى...
وفوارِسُ التطبيعِ سادوا
طلبوا الشهامَةَ بالرَزايا...
يا بؤس من ضلّوا وَحادوا
عَضَّ (الخلافة) نابُ غدرٍ..
وبسُمِّه شُلَّ الجهادُ
واسْتَبسلَ الأوغادُ فيها..
مِن بَعدِ ما سَقطَ العمادُ
يا قُدس وَعدُ الله حقٌ...
في هَدمِ ما مَكَروا وشادوا
والنصرُ يا وَجَعي قريبٌ...
وبسيفِهِ يخبو الفسادُ
سيُحَرَّرُ الأقصى قريباً..
ويُدثِّر الأرضَ الرشادُ
* * * *
غسان عبد الحي حموري
