بائعو القدس
قد كنتُ أعلَمُ أنَّهم أعداءُ
فهُمُ هُمُ حكّامُنا العُمَلاءُ
باعُوا عروبتَهم وباعُوا دِينَهم
فبأيِّ ذُلِّ خسارةٍ قد باؤوا؟!
يا لابسِينَ نِعالَكم بوجوهِكم
هل مِثلُ هذا في الزمانِ غباءُ؟!
فلتُخبِرونا عن جموعِ جيوشِكم
وسلاحِكم، يا أيُّها الزعماءُ
هي كي تصونَ عروشَكُم وكروشَكُم
مهما أريقَت في البلادِ دماءُ
هي كي تدافِعَ عن لصوصِ عصابةٍ
دَمَويَّة ألعابُها الأشلاءُ
تتشاطرونَ على شعوبِ بلادِكُم
وكأنَّهم في أرضِهم أُجَراءُ
وتُتاجرونَ بقُدسِنا، معَ أنَّكُم
همَلٌ لدَى وقعِ القَنا وغُثاءُ
والقدسُ تنزفُ كلَّ يومٍ قهرَها
والمسجِدُ الأمَويُّ والشَّهباءُ
لن يَفدِيَ الأعراضَ وغْدٌ ساقِطٌ
والمَجدُ ليسَ ينالُهُ الجُبَناءُ
هل فاقدٌ شرفاً يُقاسُ بثائرٍ؟!
وهل اللئامُ مع الكرامِ سَواءُ؟!
فلَكَم سئِمنا مِن شِعارٍ كاذبٍ
ولكَم تلطَّى خلفَهُ السُّفَهاءُ!
القدسُ تَطهُرُ باشتعالِ دمائِنا
لم يَكفِ نصرَ الأنبياءِ دعاءُ
فإذا أضاعَ القدسَ حُكّامُ الخَنا
سيُعِيدُها الأحرارُ والشُّرفاءُ
محمد محمود قاسم