بُكـــــاءُ المســرى .. للشاعر أدهم النمريني

  • الثلاثاء 08, مارس 2022 11:19 ص
جيـْلٌ يَشيـْبُ وأقصى يَكْتـَوي قَـهْرا والقهرُ يَجْثـمُ في أضلاعــهِ دَهْـــرا
بُكـــــاءُ المســرى
جيـْلٌ يَشيـْبُ وأقصى يَكْتـَوي قَـهْرا
والقهرُ يَجْثـمُ  في أضلاعــهِ دَهْـــرا
وساعةُ الصَّـبْرٍ   لم تَـهْدَأْ  عَقـارِبُـــها
وكُلُّ ثانيـــَةٍ  تَـبكــي على المَــسْرى
الدَّهْــرُ  يكتبُـنا   ذُلًّا بـِصَفْـحَـتِـــهِ
ويهمسُ النّومُ في أُذْنِ النِّـدا  عُـذْرا
متى نرى الخيلَ والرّايـاتِ عاليَــةً
ويلمعُ  الرُّمْـحُ  في أحداقِـنا  فَـخْرا؟
وتستوي في جَبيــنِ الشَّمسِ صَهْوَتُـنا
ويقطرُ السَّـيْفُ  في راحاتِـنا نَـصْرا
ويعصرُ الفجرُ من أحلى مدامِـعِهِ
صُبْحًا  ونملأَُ كاسـاتِ العِـدى قَـهْرا
متى تطلُّ   علينا  بعدَ   صَحْوَتـِـنا
شمسٌ وتصنعُ  في  داراتِـنا بــَـدرا؟
أحلامُــنا بدروبِ  الليــلِ شائِـكَةٌ
ونحنُ مَنْ نحنُ إلّا مَنْ مَشَوا قَسـْرا!
زيتونــةٌ بروابـي القـدسِ  باكيَــةٌ
والزّيـتُ في غُصْنِها لم يَأْبَهِ الْكَسْــرَ
لكنَّــهُ مَـلَأَ  الأَصـداءَ  من  وَجَــعٍ
نـادى  وأذَّنَ في صوتِ الرّجا  جَهْــرا
هَـلّا  سَرَجْتَ صلاحَ الدّينِ  قافيةً
عسى بصَهْـوَتِها تستنهضُ  الفـِكْــرَ
هَـلّا مَدَدْتَ  جُسورًا  في بيارِقِـها
تطيبُ بَـحَّـةُ بَـيتٍ  يكـتوي أَسْــرا
حطّينُ تَذْرفُ  من أجفانِـها زَمَـنًا
ويُسقِطُ  البَغْـيُ في راحاتِـها  زَهْــرا
وَبَحَّةُ القدسِ في الأنحاءِ ينشدُها
نــايٌ تفجَّـرَ في أضلاعــهِ جَفْــرا
بَيّـارَةُ  التّـينِ والليمونِ  تسألُ مَنْ
يزيـلُ عن جـيْدِهـا الأصفادَ والمَكْـــرَ؟
على الرّمالِ يذوبُ  الصّبْرُ من زمنٍ
لعلّ مَـنْ سَمِعوا شادوا لـهُ جِسْـرا
سبعونَ مَرَّتْ وقد باتَتْ بخاصِرَتي
خمسٌ عِجافٌ ومائي لم يَزَلْ مُـرّا
متى يُلَـوِّحُ في كوفِـيَّتي أَسَــدٌ
وخَـلْفَـهُ  أُسْـدُهُ  تستعذبُ   الكَـــرَّ؟
نَـصرٌ يزغردُ  ،  إنْ لاحَـتْ بَشائِـرُهُ
جرحُ السّـنين بـِكَـرّاتِ الفِـدا يَـبْـرا
ونعلنُ العُرسَ في ساحتـِنا طَرَبـا
ويزأرُ البيــتُ في تَكبيـــــرِنا  زَأْرا
*جفرا: من أغاني التراث 
أدهم النمرينــــــــي.