* ربيـع القـدس*
سنَبكي القُـدسَ أيـاماً ،، و نَنْسى
ونُمْضي الـدَّهرَ أشعاراً و هَمْسا
ونغـدو هائمين بلا شُـعورٍ
ونُنكِـرُ قبـلَ عَصْـرِ اليَـومِ أمْـسا
و تُغتَـصَبُ العُـروبَةُ كلّ حـينٍ
و نَلـمسُ رأسَ زاني الحَـيِّ لَـمْسا
نُكـذِّبُ ما تَـراهُ العَيْنُ ،، قَصْـداً
ونَطمسُ فِعلَـةَ الباغيـن طَـمْسا
ونَقطَـعُ ألْـسُنَ الإحساسِ كـيْما
تُحَـدِّثُ عن ظَـلامِ اللَّـيلِ شَمْسا
ونُغلِـقُ أعيُـنَ النّامـوسِ قَـسْراً
ونَنْعـى قبـلَ قَتـلِ النَّفـسِ نَفْـسا
ونَبـدو شامخين ،، بغيـرِ مَجـدٍ
ونَهتُـفُ للـطُّغاةِ نخـافُ حَـبْسا
وصِـرنا والمـذَلَّةَ عِـزَّ صَـحْـبٍ
ونُـدمِـنُ يا حَيـاةَ اليَـأسِ يـأسـا
كأنّ الثّـأرَ ضَـرْبٌ من خَـيالٍ
وعَنتَرُ ما فَـدا من قَبـلُ عَـبْسا
وحُـكّـامُ العُـروبَةِ مثل رِجـسٍ
أميطوا عن عُـروشِ العُـرْبِ رِجْـسا
فـكـيفَ نُحَـرِّرُ الأوطـانَ قُـل لـي
خَـنَعْـنا مُذْ شَـرِبنا الـوَهْنَ كـأسـا
وكـيفَ نُحَـرِّرُ الإنسانَ فــينا
ونأخُـذُ من رُؤى الـثَّوراتِ دَرْسـا
وتَجثُـمُ فَوقَـنا الأصنامُ دهـراً
فـألْـقِ أيا خَـلـيلُ الآن فَـأسـا
إذا النَّمرودُ أوْقَــدَ ألـفَ نـارٍ
ستغدو نـارُهُ بَـرْداً و أنْـسا
فَـذا طِفـلُ الحِجارَةِ جـاءَ يسعى
وأرخَـصَ للـفِـداءِ اليومَ نَـفْسـا
ويَحمِـلُ حَـتفَـهُ في راحَتَيهِ
وينصبُ فـوقَ صَـدْرِ الشَّمسِ عُرسـا
وينفـضُ عـن عزيمَتِنا غـبـاراً
ويَقلَـعُ مِنْ فَـمِ الإِرجافِ ضِرسـا
سَيَقتَحِـمُ الصُّفوفَ بلا سِـلاحٍ
ويدهَسُ حامِـلَ الرَّشاشِ دَهْسـا
يَـرُدُّ البَـغـيَ ،، أو يَـرقـى شـهـيداً
و يَفـدي بالـدِّمـا أقـصىً و قُـدسـا
أحمد شحود - سوريا