يا رفيقي نحن قوم قد هُدينا للرشادْ
غير أنّا قد تنكّبْنا الصراطْ
تارةً ذاتَ اليمينِ
وتارةً ذاتَ الشمالْ
دونما أدنى سدادْ
وانهزمنا
نقتفي المحتلّ في كل الدروبْ
فدخلنا كل جحرٍ
وعزفنا كل لحنٍ
وقرعنا كل طبلٍ
وتجرّعنا سموماً من زعافْ
وتهافتنا على أعتابهم دون هوادةْ
لا نبالي بين غثٍ وسمينْ
أَوْهَمونا أننا ضدّ التقدمْ
إنْ تمسّكنا برب العالمينْ
فاستجبنا وا لِذُلّيْ
ونبذنا شرعة الرحمنِ منْ خلف الظهورْ
لنقاسي آفةَ التغريبِ والهَدْم اللعينْ
يا رفيقي نحن كنا ذات يوم خيرَ أمةْ
غير أنّا اليوم نقتاتُ الفتاتْ
نشتري كلّ مُلِمّةْ
نحتفي بالفسق في كلّ المنابرْ
صار للإفساد فينا ألف رايةْ
تحتها تُرْتابُ منّا ألفُ غايةْ
هتّكوا أستارنا باسم التحررْ
فهنا جوقةُ رقصٍ
وهنا حلقةُ فكرٍ تستضيف المارقينْ
وهنا هرْجٌ ومرْجٌ باسم أزياء الفصولْ
وهنا ألفُ قناةٍ لمديح الزعماءْ؛
مُلهَمٌ فينا وفينا، عبقريٌّ في الذكاءْ
يقتفي همّي بأستار الخفاءْ
بَلْ ينام خاوياً دون عشاءْ
والخلاصة:
هشّموا أوصالنا باسم الحضارةْ
حطّموا كل إشارةْ
باسم تجديد الخطابْ
مزّقوا أركاننا كل ممزّقْ
صار كل الناس يفتي ويحدثْ
في المُلِمّات العظامْ
هيئة الإفتاءِ تفتي في الفطامْ
... وسُحقنا تحت أقدام الطغاة...
يا رفيقي إنّ شعري ليس شعراً
بل رسالةْ
ربّما أخطأتُ فيها بالقوافي
ربما أخطأتُ بالأوزان سهواً
دونَ قصدٍ
ذاتَ مرةْ:
قلت أني لست شاعرْ؛
لم أُجدْ نظمَ القوافي
طولَ عمْري
بل أناورْ
لست شوقي أو لبيدْ
لا أزاحم منْ تكسّبَ بالمديح من النشيدْ
غير أني إنْ نظمتُ الشعر يوماً
فهو من نبض الوريدْ
... يا رفيقي إن شعري ليس شعراً
ً بل وصيّةْ
لِلذي في قلبهِ بعض البقيّةْ
سطّرتْها أدمُعي في مقلتيَّ
أينعتْ دعوة خيرٍ من مُحبٍّ
أُمةً يرجو لها كل فلاحٍ
ومكاناتٍ عليّةْ
أمّةً يرجو لها تحطيمَ
أوتادِ الخنوعْ
منْ ركاب التّبعيةْ
علّنا نرجع يوماً
فنقود البشريةْ