لحن الخلود
فضل الفلاحي
مـاذا أغَـنـي و دمـعُ الـعـيـنِ يـنـهـمـرُ
و الـقَـلـبُ كـادَ مِن الأحزانِ يـنـفـطِـرُ
مـاذا أقـولُ و صَـدري ضَـيِّـقٌ حَـرَجٌ
مـا عَـادَ يُـطـربُـنـي عـودٌ و لا وتـرُ
مِـن قـبلِ سـبـعـين عـامًـا يا حـبـيـبتـنا
و الـنـارُ فـي كُـلِّ شِـبـرٍ فِـيـكِ تـسـتَـعِرُ
سَـبـعِـيـن ألـفَ نشِـيـدٍ عـاشِـقـوكِ تَـلَوا
و صـرحُـكِ الدامِـعُ المجـروحُ يحـتضِرُ
لـن تـكـسِـرَ الـقَـيـدَ أقـوالٌ بِـلا عَـمَـلٍ
عَـذراءُ مـا مَـسَّـهـا فَـوقَ الـثـرى بـشَـرُ
ماذا دهى و اعترى الأعرابَ هل ضُرِبوا
بسَـوطِ ذُلِّ مِـن الـمُـحـتَـلِّ أم سَـكِـروا
أم أنَّـهُـم مِـثلَ أصـحابِ الرقِـيـمِ غَـفَوا
و كَـلـبُـهُـم بـاسِـطٌ كَـفَّـيـهِ مُـنـتَـظِـرُ
و أينَ غابَت سُـيوفُ الحَقِّ هل كُسِـرَت
أم أنَّ أصـحـابَـهـا في جُـبـنِـهِـم أُسِـروا
أم أنَّـهـا حَـلـفَـت أن لا تَـمَـسَّ بِـمَـن
جـاروا و لـكِـن عَـلـيـنـا سَوفَ تنـحـدِرُ
أيـنَ الـجُـيـوش الـتي دُكَّـت بـهِـمَّـتِـهـا
مَـعـاقِـلُ الـشَـرِّ هـل يـبـقـى لـهـا أثـرُ
أيـنَ الأيَـادي التي مِـن بأسِـهـا انطـفأت
نارُ المَـجـوسِ و ذَلَّ الـرومُ وانـكـسـروا
فـي عَـصـرِنا أصـبحـت مِلـكًا لـقـادَتِـهـا
تحمي عُـروشًا عـلـيـهـا تسـتـوي حُـمُـرُ
لـم يـبـقَ حـولَ حِـمـانـا حَـارِسٌ يَـقِـظٌ
لا خَـالِـدٌ في الحِمـا يـحـمـي و لا عُـمُـرُ
لا بـارَكَ الـلـهُ فِـي جُـنـدٍ و قُـوّتِـهـم
إن لـم يَحِـنُّـوا لِمـظلـومٍ و ينـتَصِـروا
لا خَـيرَ فِـيـهِـم فَـهُـم أعـدى لأمَّـتِـهِـم
مِـن الـغُـزاةِ إذا فـي أرضِـهـا انـتـشَـروا
يـا ربُّ هَـيـئ كـمـا الـيـرمـوكِ مـلحـمـةً
أو مِـثـلَ حِـطِّـينَ يَـومًـا فـيـهِ نـنـتـصِرُ
و ابعـث حفيدَ صـلاحِ الـدينِ ممـتشِـقًا
سَـيـفَ الـعـدالـةِ لا يُـبـقِـي و لا يـذَرُ
يـغـزُ الـمـدائـنَ يـنـحَـر كُـلَّ طـاغِـيـةٍ
عـاثـتَ فـسـادًا فـلا يحـيـا بـهـا وتـرُ
يَا قُدسُ قُـولِي لِـمَن بَاعُـوا ضَـمَائرَهُـم
بُـعـدًا إلـى الـبَـحـرِ فالـحِـيـتـانُ تنتـظِرُ
صَـبرًا عـلى الكَـربِ إنَّ الكـربَ منـفـرِجٌ
و لَـن تَـدومَ كُـروبٌ قَـومُـهَـا صُـبُـرُ
لَـحـنُ الـخُـلُـودِ سـيَـعـلـو مِـن مـآذِنـنـا
( الـلـهُ أكـبـرُ ) … إنَّ الـحَـقَّ مُـنـتـصِـرُ