ما بينَ أوراقي و نزفِ المحبرة .. للشاعر مصطفى العبيدي

  • الجمعة 11, مارس 2022 07:14 م
  • ما بينَ أوراقي و نزفِ المحبرة .. للشاعر مصطفى العبيدي
ما بينَ أوراقي و نزفِ المحبرة حَضَّرْتُ أرواحًا، جَلَبتُ المقبرة
ما بينَ أوراقي و نزفِ المحبرة 
حَضَّرْتُ أرواحًا،  جَلَبتُ المقبرة 

خاطبتُ موتى كاشِفًا عن رُكبَتي 
يا أيُّها الفاروقُ أيقظ حيدرة 

فأجابني ماذا دهاكَ أَجبتُهُ
والحزنُ يملأُ حشرجاتِ الحنجرة 

في القُدسِ أبناءُ القرودِ حَواكِمٌ
و العجزُ فينا سيِّدي ما أَقدَرَه 

زوجَ البتولِ لذي فقارِكَ فقرُنا 
يا سيِّدي إنَّ السيوفَ مُكَسَّرَة 

فالآنَ قومي بينَ شَعْبٍ ساخِرٍ
مِن حالهِ أمّا الملوكُ فمسخرة 

حُكّامُنا عِندَ اليهودِ عَتِيُّهُمْ
ضَبْيٌ و أَجبَنُهُم علينا قَسْوَرَة 

لوثاتُهُم عن كُلِّ هجوٍ قد عَلَتْ
و لَرُبَّما يعلو الّذي ما أَحقَرَه 

يا كُلَّ لفظٍ خادِشٍ وُ مُقَبَّحٍ
يا كُلَّ وصفٍ للمعاني المُنكَرَة 

عُذْرًا إذا دَنَّستُ قافِيَتي بِهِمْ
صفحًا ، مُسامَحَةً و أرجو المعذِرة 

يا أُمَّتي هل مِن أَبِيٍّ قد نجى 
للآنَ حَيٌّ وَفَّرَتْهُ المجزرة

كيما يُشارِكَني الحياةَ بِعِزَّةٍ
أَو أن نموتَ فموتُنا ما أَفخَرَه 

أو أن يعيشَ و أن يموتَ لِنُصرتي 
أو أن أموتَ مناضِلًا كي أَنصُرَه 

ما أَرخَصَ القدس الحبيبة عند من
كانوا حميرًا للعدوِ مُسَخَّرة 

مَن كانَ مِن صَدَأِ المعادِنِ أصلُهُ
لا تعجَبَنَّ لِزُهدِهِ بالجوهرة 

ما أَنذَلَ الأَسماع إن صُمَّت ولم 
تأبَه إذا سَمِعَتْ صُراخَ المُجبَرة 

يخشونَ مِن ماذا فكانَ سكوتُهم ؟!!
أَوَ ظَلَّ شيءٌ بعدَها كي نخسَرَه؟!! 

أتعِس بِهِمْ مِن مِلَّةٍ إن يدخلوا 
جَدَلًا جِنانَ الخُلدِ أمست مُقفِرة 

مصطفى عبد الله عودة العبيدي