مناجاة على أعتاب الأقصى .. للشاعر د . أحمد جاد

  • الجمعة 11, مارس 2022 09:56 م
  • مناجاة على أعتاب الأقصى .. للشاعر د . أحمد جاد
حَتَّامَ تَصْـرُخُ فيْ فَضَاكَ وَتَغْضَبُ ؟ وَإِلَىْ مَتَىْ تَشْكُوْ الْقُيوْدَ وَتُرْهَبُ ؟
مناجاة على أعتاب الأقصى
                                   شعر : د . أحمد جاد
حَتَّامَ تَصْـرُخُ فيْ فَضَاكَ وَتَغْضَبُ ؟
 
وَإِلَىْ مَتَىْ تَشْكُوْ الْقُيوْدَ وَتُرْهَبُ ؟
  
وَالْطَّيْرُ قَدْ نَفَضَ الْـجَنَاحَ مُؤَذِّناً
 
وَالْأَيْكُ نَاحَتْ وَالْبَلَابِلُ تَثْغُبُ
  
وَالْدَّمْعُ يَنْزِفُ مِنْ مَآذِنِكَ الّتِيْ
 
تَأْبَىْ جَوَانِحُهَا الْـهَوَانَ وَتَجْنُبُ
  
يَا ثَالِثَ الْحَرَمَيْنِ لَوْ أَبْصَـرْتَنَا
 
لَعَلِمْتَ أَنَّا بِالْـمَنَاسِكِ نَلْعَبُ
  
يَا جَامِعَ الْأَخْيَارِ فِيْ أَكْنَافِهِ
 
كُلٌّ إلَيْكَ بِعُمْرِهِ يَتَقَرَّبُ
  
مُخْضَـرَّةٌ أَكْنَافُهُ لِـحُمَاتِهِ
 
مُحْمَرَّةٌ لِعِدَاتِهِ تَتَلَهَّبُ
  
أَتَبِيْتَ أُوْلَى الْقِبْلَتَيْنِ مُكَبَّلاً
 
وَنَبِيْتُ فِيْ نَعْمَائِنَا نَتَقَلَّبُ ؟!
  
مَنْ لَمْ يَعِشْ لِلْقُدْسِ عَاشَ لِغَيْرِهِ
 
وَيُسَارِعُ الْشَّهْوَاتِ فِيْمَا يَطْلُبُ
  
مَنْ عَاشَ يُدْنِيْ رَأْسَهُ لِعِصَاْبَةٍ
 
هَيْهَاتَ فِيْ سَاحِ الْوَغَىْ يَتَخَضَّبُ
  
مَنْ عَاشَ زَهْرَةَ عُمْرِهِ في بَاطِلٍ
 
لِلْحَقِّ كَيْفَ يَثُوْرُ أَوْ يَتَغَضَّبُ ؟
  
مَنْ كَانَ ظَهْراً لِلْيَهُوْدِ بَأَهْلِهِ
 
هَيْهَاتَ لَيْسَ بُمُرْجِعٍ مَا يُغْصَبُ!!
  
فَدَعِ الْعُرُوْبَةَ تَسْتَطِيْلُ بِنَفْطِهَا
 
وَنَسَتْ مَفَاخِرَهَا تَمِيْمُ وَيَعْرُبُ
  
وَاسْمَعْ جُيُوْشَ الْعَازِفِيْنَ بِأَرْضِنَا
 
تَتَهَدَّدُ الْـجَيْشَ الْـمُغِيْرَ وَتُرْهِبُ
  
وَانْظُرْ صَوَارِيخَ الْنِّسَاءِ مُعَدَّةً
 
تَدَعُ الْعَدُوَّ بِحَيْرَةٍ يَتَقَلَّبُ
  
إنَّا دُعَاةُ قَصَائِدَ الْـحَرْبِ الّتِيْ
 
وَنَهُبُّ إنْ كُسِـرَ الْلِّوَاءُ فَنَشْجُبُ
  
لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقاً فيْ قَلْبِنَا
 
لَرَأَيْتَنَا يَوْمَ الْوَغَىْ نَتَقَلَّبُ
  
أَوْ كَانَ قَدْرُكَ فِى الْقُلُوْبِ رَأَيْتَنَا
 
نَحْمِيْ حِمَاكَ وَلِلْعِدَا نَتَرَقَّبُ
  
لَكِنَّنَا يَا قُدْسُ ظِلُّ مَآتَةٍ
 
وَالْسَّيْفُ يَخْفِضُ مَنْ يَشَاءُ وَيَنْصِبُ
  
وَاذْكُرْ حَمَاسَ بِخَيْلِهَا وَرِجَالِـهَا
 
فَهُمُ الْصَّوَاعِقُ فِى الْوَرَىْ إِنْ حُوْرِبُوْا
  
قَوْمٌ عَلَى صَوْنِ الْـمَبَادِئِ نُشِّؤُا
 
وَتَهَيَّؤُا لِعِدَاتِهِمْ وَتَأَهَّبُوْا
  
نَصَبتْ صَوَارِيْخَ الْفَخَارِ بِعِزَّةٍ
 
وَبِالْـخَنَادِقِ لَا تَزَالُ تُرَتِّبُ
  
إِنْ هَدَّدَ الْأَرْضَ الْكَرِيْمَةَ مُجْرِمٌ
 
كَانَتْ إِلَيْكَ بِنَشْـرِهَا تَتَقَرَّبُ
  
صَوْتُ الْـحَقِيْقَةِ إنْ تَخَاذَلَ غَيْرُهَا
 
وَصُمُوْدُهُا فِى الْنَّازِلَاتِ مُجَرَّبُ
  
وَاذْكُرْ كَتَائِبَ عِزِّهَا مُتَفَاخِراً
 
أَهْلُ الْـحُرُوْبِ مِنَ الْشِّهَادَةِ أُشْرِبُوْا
  
فَاسْمَعْ حَمَاكَ الله تِلْكَ قَصِيْدَتِيْ
 
جُهْدُ الْـمُقِلِّ بِقَوْلِهِ يَتَقَرَّبُ
د. أحمد جاد