((حبيبة القلب)) على البحر البسيط
ياقدس إن الذي أقصـاكِ أقصـانـا
فلا تلـومـي بـهـذا الوضـع إنسـانـا
هـواك مازال يجـري مـلء أوردتي
ويملأ القلب أشواقـا وتـحنـانـا
ولم يـزل يتسامى في تـألقــه
وكـل حـبٍ ذوى في القلب أحيـانـا
أنت الهوى أنت أحلى لحن أغنية
وما سواها بهذا الكون أشجـانـا
فيـروز غنـت فأبكت للدنا ألـماً
وأطربت مهجا فيـنا وآذانــا
واستبعثت همم في كــل أفئـدةٍ
وربـما نـفـضت من بـعضهــا الرانــا
روحي تهيم بها مـن قبـل رؤيتـها
ولم يـزل في هواها القلب ولـهـانـا
أسيـرةٌ أســـرتني في محبتـها
وأشعلت في حنـايـا القلب نيرانـا
أسيـرة أسرت مليـار مسلمةٍ
ومسلـمٍ في هـواهـا حيثما كـانـا
والله ما ذَكـرت للقدس قافية
ولم يفح حرفـها مسكـا وريحـانـا
يا مهبط الوحي يا مسرى الحبيب ويا
مهد الحضارات من أبـكاك أبكانـا
قضية المسلمِ الأولى وقبلتـه
ولا تزالين للأحــرار عنــوانــا
عنك الـرعاة وعـن أوطانهم غفلـوا
مما غـدونـا بعين الغرب قطعانـا
كل الأواصـر قـد صارت ممـزقـة
مـن يـوم حُب الأنـا والحقد أعمـانـا
ومجلس الأمن والفيتـو يكبلـه
فلن نـرى لبني صهيـون إذعـانـا
لو لم تـدع أمـة الإسـلام وحـدتهـا
وديـنها لم تعش في الـذل أزمـانـا
ما كل صمتٍ جـديـرٌ أن نلـوذ بـه
فالصمت لاريب يُذكي الظلم احيانـا
وفي القيود وفي الأغـلال أزمنـةً
تَـركُ الأحبـة من أسبـاب بلـوانـا
يـا أمـة العـرب والإسـلام قاطبـة
أليس بالقـدس رب الكـون أوصـانـا
لكـل طيـفٍ وديـنٍ خيـر حـاضنـةٍ
كانت فكيف غـدت للبـؤس عنـوانـا
مـدينـة السلـم كـل الخلـق تعشقـها
هلِ الوصـال بـمن تـهـواه قـد حـانــا
ما لم تـوار الثرى أجسـادنـا فثقوا
من المحال بهـا نسيـان أقصـانـا
القدس عاصمة الإسـلام مـن أزلٍ
والله غــايتـنا دومـا ومـولانـا