حـقٌّ عـلى الأيَّـامِ .. للشاعر محمد عصام علوش

  • السبت 12, مارس 2022 12:11 ص
  • حـقٌّ عـلى الأيَّـامِ .. للشاعر  محمد عصام علوش
حـقٌّ عـلى الأيَّـامِ لـيْــس يَـضــيـع مـهـما افـتـرى في كيْده الـتَّـطبـيع
حـقٌّ عـلى الأيَّـامِ لـيْــس يَـضــيـع       مـهـما افـتـرى في كيْده الـتَّـطبـيع

فـالـذِّئبُ والـحـمَـلُ الـوَديـع تعـارفـا       أنَّ الـتَّـعــادي  فـيـهـمـا مَـزروع

والـفـجـر إنْ ثـقِـف الـظَّـلام أزاحـه       ما كان فيه إلى الظَّلامِ  خـضوع

مهـما تـمـادى الـشَّـرُّ في طـغـيـانـهِ       فـلَـسَوْف يَـرجـع لـلـزَّمان ربـيـع

مـا كـان لـلأفـعى سِـوى اسْـمٍ واحدٍ       مَهْـما يُـجَـمِّلْ اِســمَهـا الـتَّـرقـيـع

هـذي فِـلِسطـيـنُ الحـبـيـبـةُ أرضـنا       والـقـدسُ فـيها نـبضُنا الـمَسموع

والـمسجد الأقـصى يُـنـيـر  قـلوبَـنا        كـالصُّبحِ في وجه الـنَّهـارِ بَـديع

مـا كـان لـلـمُـحـتـلِّ شِــبـرٌ عـنـدنـا        فـعـلامَ هَـروَلَ  خـائـنٌ وَرقـيـع؟

أيْـن الـدِّمـاءُ الـزَّاكـيـاتُ تـفـجَّــرت       فسقى الجذورَ الرَّاسيـاتِ نجـيـع؟

أيْـن الـقـوافــلُ قـــدَّمــتْ أرواحَـهـا       مـا زال فــيـهـا لـلـفِــدا يَـنـبــوع ؟

أيْــن الــوفــــاءُ لأمَّــةٍ عـــربــيَّـــةٍ        قالـتْ ثلاثًا (لا) فكـيْـف يَضيـع؟

أيْـن الـشـعـورُ بـإخـوَةٍ قـد عـاركوا       سُـبُـلَ الـعـناء فـكلُّهـم مَـفـجـوع؟
أتضيع تـلـك الـتَّـضحـيـاتُ بـكـذبـةٍ       يُـرجى بهـا الـتَّسلـيـمُ والتَّـركـيع 

أوَمــا أثــــارتْ فــيــكــمُ أنَّـــاتُـــنـا       بعـضَ الـتَّعاطـفِ إنَّ ذا لَـفظـيع

والجوع عشَّشَ في البـطون فـكـدَّها      ما كان لـوْلا الظَّالـمـيـن الجـوع

والـواقـعُ الـمُـرُّ الألــيــمُ يـنـوشــنـا       والوَغد يُمعِن في الأذى ويَروع

فــي كـلِّ يَـــوْمٍ مِـحـنـةٌ ومُـصيـبـةٌ        في كـلِّ يَـوْمٍ نـكـبـةٌ وصـريــع

فــي كـــلِّ يَــــوْمٍ خُـطَّـةٌ خــدَّاعــةٌ       يــدعـو إلـيْـهـا فـاجـرٌ وَوَضـيع

كـمْ كافـح الشَّعـبُ الـبغـاةَ بـصـدرهِ       والحـسُّ فـيـكمْ جـامـدٌ وصقـيـع

أوَ مـا سـمعـتم بالحـصارِ وضَيْـمهِ       أوَما شجاكم صَوتُـنا الـمَوْجوع

إنْ كـان في الـبـأساء مـا يُعـيـيـكـمُ       فـلَـنا إلى مجدِ الجـدودِ رجـوع

وتـربَّـعـوا أنـتـمْ عـلى وَكـسـاتـكـم       مـا كـان يَـوْمًا لـلـذَّلـيـلِ دروع

يـا لـلـقـذارةِ حـيـن يَـسـلُـك عـاهـرٌ       سُبُلَ الـزِّنا ويـقـول ذا مَشروع

يـا لـلـوقـاحةِ حـيــن يُـفـتي فـاجــرٌ       ويـقـولُ: قـالَ مُحـمَّـدٌ وَيَـسوع

يـا لـلـنّـذالـةِ حــيــن يُـهـدي تـاجـرٌ       مـا لـيْس يملِـكُ أو تـراه يَـبـيع

كُفُّـوا عن الأحرار بعـضَ سَفـاهِكمْ      إنَّ الـمُـقـاوِمَ  رأسُــه مَـرفـوع 

ولَسوْف تبقى القدسُ مَربَط خـيْلِـنا       مـا شبَّ فـيـنـا نـاشئٌ ورضيع

وسـتـنـقــلُ الأيَّـامُ  رَجْـعَ هُـتـافِـنـا      أنَّ الأبــيَّ يَـسـوؤه الـتَّـطـبـيـع

محمد عصام علوش