مـا زال شــلال الــهـوى يــتـدفّـقُ
يا قـدس والدنـيـا بـصوتـكِ تـنـطـقُ
..
رغم اتّساع الخـرق والـزمن الـذي
صــرنـا عـلـى أشـلائـه نــتــمــزّقُ
..
يا قدس نـبـقى رغم كلّ جـراحـنـا
قـلـبـاً على أنّـات جـرحـكِ يـخـفـقُ
..
هـتـكَ الـيـهـود ستـار كـلّ عـزيـزةٍ
بـديـارنـا وعـلى الـبـقـايـا أطـبـقـوا
..
كم أهلكوا وكم استـباحوا مَحـرمـاً
فيـنـا وكم زرعـوا الشقـاق وفـرّقـوا
..
فَـلَـقَـتْ عصا صهيـون بحر ضياعنـا
ذي أمّــةُ الــمـلـيـار فــيــهِ تــغـرقُ
..
وتـعـاظـمَ الــطـوفـان لا نــوحٌ هـنـا
يــبـنـي لـنـا فُــلـكـاً بـه نــتــعـلّــقُ
..
كــلّا ولا غــوثٌ يــلــمُّ شــتــاتــنــا
رَغـمــاً بــكـلّ مــتــاهــةٍ نــتــفـرقُ
..
يا قدس ضاعت بعد ضيـعـتكِ الدنـا
بـغـداد والـيـمـن الـسعـيـد وجُـلّـقُ
..
كـلّ المـدائـن أشـعـلـوهـا واللـظى
ما زال يـسعى في الـبـلاد ويُـحرقُ
..
لبسوا قـنـاع الديـن وجـهَ بـشاعـةٍ
زيـفٌ على وجه الحـقـيـقـةِ يُـلصـقُ
..
هل أدرك الـتـاريـخ حجمَ مُـصابـنـا؟
مَن يا صلاح الديـن بـعـدك يـصدقُ؟
..
مَن في ظـلام الـجـبّ يُـدلي دلـوهُ
أمـلاً عـلى كـفّ الـفـجـيـعـة يــورقُ
..
ويـكـون لـلأحـقـاب سبـع سـنـا
ويـكـون لـلأحـقـاب سبـع سـنـابـلٍ
تستأصل السبع العـجـاف وتـمحـقُ
..
يا قدس يا مسرى الرسول ضيـاؤهُ
من صخرة المـعـراج فـيـضٌ مشرقُ
..
ها نـحـن رغـم الـجـرح نـوقـن أنـه
وعـــدٌ إلـــهـيٌّ غـــداً يـــتــحــقــقُ
..
سـيـعـاود الــتـاريـخ فـيـكِ بــهـاءهُ
والشمس من فـيّاض نوركِ تُشرقُ
..
شعر: مثنى ابراهيم دهام