يا إِخْوة الجُرْحِ البَلِيغِ...
الهَمُّ وَحَّدَ خَطْوَنا نَحْو الحَقِيقَةِ
وَمَسِيلُ أَوْدِيةَ الدِّماءِ الطُّهْرِ يُعْلِنْ:
أَنَّنا عُدْنا – مع الأَلَم المُمِضِّ – إِلى بِدَايَةِ عَهْدِنَا...
أَهلَ الطَّرِيقَةِ والحَقِيقَهْ.
وَلَوْ انَّنَا جَسَدٌ تُمزِّقُهُ المصائِبُ...
والخُطُـــوبُ...
يَهُولُنا تَوْقِيعُها فِينَا...
لِتَشْمَل كُلَّ ناحِيةٍ يُعَطِّر أُفْقَها عَبَقُ الأَذَانْ...
في القُدْسِ...
في لُبْنانَ..
في الأَفَغَانِ..
في قَلْبِ الخَلِيجْ...
في المَشْرِقَيْنْ...
في المَغْرِبَيْنْ...
دُوَلٌ تُطارِدُنا، وَيَنْظِمُ عِقْدَها كُرْهَ العَقِيدَة
لِتَحُولَ دونَ نُهوضِنَا...
هِمماً موحِّدةً جديدة.
* * *
يا إِخوَةَ الجُرْحِ المدمَّى لم تزلْ أجيالُنا تهذي...
لمــــاذا؟...
كَيْفَ؟ كَيْفَ بأُمَّةِ الإِسْلامِ يَحْدُثُ كُلُّ هذا؟
إِنَّ الحقيقةَ مرةٌ يا اخوتي...
والحال أعجَبْ.
ضاعت هُوِيَّتُنا ولفَّ حلومَنا بالجَهْلِ غَيهَبْ
وتخـــومُنا...
وهمـــومُنا...
والناسُ والأفكارُ ملعَبْ
للكفرِ والالحادِ ملعبْ
دُوَلٌ تبادَلُ لهوَها فينا، ونطربْ...
بعدَ ما صِرْنا دُمًى...
ما بين أيديها تَقَلّب.
* * *
يا إِخـــوتي...
حجبتْ وضوحَ الشَّمسِ عن عيني البيارقْ
ومئاتُ آلافِ الهُويّاتِ اللّعينةِ...
في المغاربِ والمَشارقْ
تجتَزُّ أوصالَ التراحمِ...
تَهْدِمُ البنيانَ فوق رؤوس من أَعْلَوْهُ...
"سلمانَ" و "طارِق"...
و "أبي عبيدةَ" و "المثنَّى" و "ابن سينا"
لِيظلَّ أهلُ الحَلِّ فينا...
في اللّذائذِ والنمارِقْ...
يتفـــــاخرونُ...
وينصُبونَ لكلِّ من عَشِقَ الحقيقةَ...
مُرَّ أعوادِ المشانِقْ....
* * *
"جَيحـــونُ"...
مثلَك، يندبُ "الأردنُّ" مسلوبَ الضِّفافْ
والماكرون همُ همُ
والحالمون همُ همُ
في النَّكْبتينِ همُ همُ
وعليهمُ اعتمد الملاحدةُ الصهاينةُ الحصافْ
يتقاسمون جِراحنا سرّاً...
وإِنْ راب الضَحيَة أمرُهم أبدوا الخلافْ.
أبَصرتُ يا "جيحونُ" في "بادشيرَ" من
آياتِ نصر الله للحقِّ علامَة...
فذكَرتُ معركةَ الكرامَةْ.
لكنَّ سجَّانِي أخي..
وسنيُّ ملحمتي عجاف.
* * *
" جيحــــونُ"...
مثلَك، غُيِّضَ "اليرموكُ"...
و "الكلبُ" استحالْ...
رَقراقُه العذْبُ النَّميرُ بلونِ أفئدةِ الرِّجالْ
"قارونُ" عاند سيلَه من همَّهِ...
وغلى "الفـــرات"...
من زفرةِ حرَّى...
ومن عفن الزهورِ الذّابلاتْ
أودتْ بها البلوَى...
وصوَّح خُضْرَها طولُ الجفافْ
ألا تخـــافْ...
من هول ما يجتاجُ أرضَ المسلمينَ...
ألا تخــــــافْ..
* * *
فيجيبُــــني:....
قدرٌ بقاءُ الطُّهر في "جيحونَ"...
- رُغْم الخَسْفِ – يجري سيلُهُ.
قدرٌ دوامُ النَّصَر في أعماقِ كلِّ مجاهدٍ في اللَّهِ...
يســـرى فعلُهُ.
فالآيُ في "الذِّكِرْ الحكيمِ"...
مبشِّرَاتٌ بالغَلَبْ...
للمؤمنينَ الصابرين.
* * *
فيا عقولَ المسلمينَ...
ويا قيادَ المسلمينْ...
خلوا النَّمارِقَ... للخنادقِ
وافتحوا الآفاق للفرسانِ والرهبانِ...
من كلِّ المفارقِ...
واحْطموا هوج المشانِقِ...
حولوا أعوادَها في سُمْرِ أيدينا...
بنــــادِقْ.
* * *
الدوحة 10 رمضان 1404 هـ