والشعب الفلسطيني يحكي اليوم رحلة الشتات التي قطعها عبر البيادر والبوادي وأحزمة الخيام المهترئة من كثرة الترحال بحثاً عن ملجأ أو منجى ...... أعومٌ مضت وأعوم ستمضى على عشرات بل مئات المآسي وأسوأ النكبات والفضائح، وليس من سلاح سوى الاحتفال بالذكريات التي تناستها الأذهان الجامدة وفقدت الإحساس بها ألوف القلوب المتحجرة:
نسينا مآسي صبرا وشاتيلا وبيروت وطرابلس كما نسينا من قبل مآسي دير ياسين وحيفا ويافا وعكا وفلسطين كلها، ليظهر من بيننا من ينادي بضرورة اللجوء إلى الطرق السلمية في الحل، والكل يعلم أنه ليس من دم يهودي قد أريق، ولا من أرواح يهودية قد أزهقت، ولكنها الدماء العربية هي التي غطت أرض فلسطين ولبنان وسيناء والجولان.
وتسألني عن الزيتونِ والتينِ
وتسألني عن الأقصى
وقد مكروا لحرقِ جدار ِمسجدهِ
ومنبرهِ
وقد فعلوا
ليبنوا الهيكلَ المزعومَ
قد مكروا
ولكنْ خابَ ظنهمُ
فمكرُ الله يكفيني
**
وتسألني عن الزعماءِ إذْ ولَّوا
وجوهاً شطر َأمريكا
لإضلالي وتدجيني
وما عرفوا وما ظنوا
بأنَّ اللهَ يهديني
ويحميني
**
وتسألني عن الدحنونِ
أو عن ديرِ ياسينِ
وعن صبرا وشاتيلا
وتلِّ الزعترِ المخضوبِ
باللونِ الفلسطيني
وعنْ أيلولَ تسألني
ومن ذكراكَ يا أيلولُ ينسيني
**
وتسألني عن النكباتِ والنكساتِ
أو عن حربِ تشرينِ
ونهرِ البارد المكلوم
ملءَ العين يبكيني
وغزة هاشم الشماء
ما زالت تناديني:
أُذبّحُ يا بني قومي
وأنتم لا تُغيثوني
فأشلائي ممزقةٌ
ونزفٌ في شراييني
وعُربٌ ليسَ همّهمُ
سوى إرضاءِ صهيونِ
همُ شركاءُ في خنقي
وتجويعي وتكفيني
ولكني
برغم ِ القهرِ
صامدةٌ
برغمِ الجوعِ
شامخةٌ
برغم القتلِ
باقيةٌ
بحولِ اللهِ
ناصرةٌ أنا ديني
**
وقل لمخيم اليرموكِ
ما بالُ الأُلى زاغوا...
بنادقهمْ أزاغوها إلى صدري.
أجاعوني
فمات جميع أولادي
وجيراني
وقد دُفنوا بلا كَفَنِ
**
وتسألني عن التاريخِ
إذ يحكي حكايتهُ
عن الجرح الفلسطيني
سيحكيها
وسوفَ يظلُّ يحكيها
ونحملُ راية َالتحريرِ للأقصى
برغمِ قوافلِ الشهداءِ والجرحى
برغمِ قوافلِ الأسرى
ورغم َأذى ذوي القربى
فنصرُ اللهِ آتيني
نجم رضوان