بدأت عام 2018 بسبب الحصار.. تجدد مبادرة "سامح تؤجر" الشعبية بغزة

  • الأحد 21, أبريل 2024 10:42 ص
  • بدأت عام 2018 بسبب الحصار.. تجدد مبادرة "سامح تؤجر" الشعبية بغزة
في خطوة تعكس روح التسامح والتكافل بين أركان المجتمع الفلسطيني، أطلق أصحاب محال تجارية مبادرة "سامح تؤجر" لمسامحة الشهداء والجرحى والمفقودين وأصحاب المنازل المدمرة في قطاع غزة.
بدأت عام 2018 بسبب الحصار.. تجدد مبادرة "سامح تؤجر" الشعبية في غزة
رفح- تامر حمدي - وكالة سند للأنباء
في خطوة تعكس روح التسامح والتكافل بين أركان المجتمع الفلسطيني، أطلق أصحاب محال تجارية مبادرة "سامح تؤجر" لمسامحة الشهداء والجرحى والمفقودين وأصحاب المنازل المدمرة في قطاع غزة.
وتأتي هذه الحملة في ظلّ استمرار المجازر المروعة بفعل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع للشهر السابع تواليًا.
وأعلن تجار وحرفيون انضمامهم للحملة، وأكد زين الدين أبو حسين؛ صاحب مخبز وسط رفح دعمه وتأييده للحملة لا سيما وأنها تأتي لمسامحة فئة واسعة من الشعب الفلسطيني الذين وقعوا ضحايا لآلة الحرب الإسرائيلية.
وقال أبو حسين (27 عاما) لـ "وكالة سند للأنباء"، إنه قد سامح كل مواطن استدان منه مالًا أو اشترى منه خبزًا ولم يدفع قبل أن يرحل شهيدًا أو يعتقل لدى الاحتلال أو يُهدم منزله بسبب الحرب.
وحث "أبو حسين" جميع التجار وأصحاب الحرف في غزة على المشاركة في المبادرة ومسامحة ضحايا الحرب ونشر التكافل بين السكان "في ظل المحرقة الإسرائيلية المتواصلة ضد شعبنا".
من جانبه، رأى البائع يونس الكردي، في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء"، أن المبادرة تُظهر حجم التكافل والوحدة بين سكان غزة، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن "الفلسطينيين متحدون أمام العدوان الإسرائيلي الهمجي بحق شعبنا".
وقال الكردي، وهو نازح من غزة إلى رفح ويمتلك بسطه لبيع المواد الغذائية، إنه يجب نشر ثقافة "العفو والمسامحة" بين الفلسطينيين، وتحديدًا في هذا الوقت الذي يتعرض له الشعب بأكمله لـ "حرب ملعونة".
وحظيت الحملة بمشاركة واسعة من أصحاب المحال التجارية والحرف في مختلف أنحاء قطاع غزة. ووصف ميكانيكي السيارات فارس عبد العال الحملة بأنها "خطوة مهمة وتظهر المعدن الأصيل للشعب الفلسطيني وحالة التكافل بين مختلف أركانه".
وأعلن عبد العال (30 عامًا) مسامحته أي شهيد أو أسير أو مفقود عليه أموال لصالح ورشته ولم يقم بتسديدها، راجيًا من الله تعالى أن تنتهي الحرب ويعم السلام في مختلف مناطق قطاع غزة.
من جانبها، باركت النازحة أم العبد أبو سرية حملة "سامح تؤجر"، وقالت لـ "وكالة سند للأنباء": "الجميع في غزة تضرر جرار الحرب وبالعافية قادرين يوفرن أكلا وشربا لأطفالهم".
وأعربت المسنة الفلسطينية عن أملها أن يسامح الفلسطينيون بعضهم البعض لا سيما في محنة الحرب. مشددة على أنها مستعدة للعودة إلى منزلها المدمر في غزة والعيش في خيمة فوق ركامه.
من جانبه، قال الشاب سلام طه إن الدين الإسلامي حث الناس على التسامح والعفو، معتبرًا أن حملة سامح تؤجر "في صميم الدين والعقيدة الإسلامية".
وأضاف طه وهو من سكان رفح لـ "وكالة سند للأنباء"، أن أعلن مسامحته لمواطنين استدانوا منه مالًا وأخبر عوائلهم بذلك. مؤكدًا أن المسامحة هذه تُظهر معدن الشعب الأصيل في مواجهة الاحتلال وآلة حربه.
أما محمد نصر فقال "اليوم المسامحة في هذه الحرب شيء ممتاز كثير ويعبر معدن شعبنا الأصيل في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.
وشدد المواطن محمد نصر على أن حملة "سامح تؤجر" تُساعد على نشر ثقافة التسامح وتعزيز الوحدة الوطنية وبناء جسور التواصل بين مختلف مكونات الشعب الفلسطيني.
وحملة "سامح تؤجر" التي تأتي امتدادا للمبادرة التي انطلقت عام 2018، مع تشديد "إسرائيل" والولايات المتحدة الحصار المالي والاقتصادي على قطاع غزة الذي يقطنه 2.4 مليون نسمة.
ويمثّل إحياء الحملة في هذا التوقيت أمل لسكان قطاع غزة في ظل الحرب الإسرائيلية المروعة التي تسببت في استشهاد حوالي 34 ألف فلسطيني وإصابة وفقدان عشرات الآلاف معظمهم من الأطفال والنساء.