أبو عبيدة.. حديث الجيل القادم!
مختار خواجة
وقف أبو عبيدة على أطلال غزة، حجارة لكنها لا شك ترصف طريق التحرر الطويل، وليس الطوفان إلا محطة من محطاته، وهنا لا بد من وقفات على هامش ما قال الرجل دائم الظهور بالنبرة ذاتها بلا حشرجة..
كشفت غزة ليس عوار مزاعم حقوق الإنسان فقط، بل قصورها عن التصرف في غياب الآليات الرادعة، والتي تمنع إبادة مجتمع كامل، ومحوه، ولم يتمكن أحد من إيقاف ما جرى
لا شك أن الإبادة التي شهدتها غزة كانت تجربة مريرة، ولا شك أن عملية طوفان الأقصى كانت عملية مقاومة بكل المقاييس، وبقدر المرارة يولد الأمل، فشمس اليوم التالي، لن تكون كالأيام الأربعمائة والسبعين السابقة.
لقد مرت على القطاع لحظات من أشد ما يمكن قسوة، واهتزت ضمائر الناس لها حول العالم، وهي تمهيد لتحول حضاري بعيد المدى، يستعيد فيه الإنسان إنسانيته، ويتدارك ما سيفقده منها، لربما نشهد عبر غزة ميلادًا جديدًا لإنسانية تحترم كرامة الإنسان ذاتها، وتدرك أهمية هذا الأمر وأبعاده.
كشفت غزة ليس عوار مزاعم حقوق الإنسان فقط، بل قصورها عن التصرف في غياب الآليات الرادعة، والتي تمنع إبادة مجتمع كامل، ومحوه، ولم يتمكن أحد من إيقاف ما جرى.
وفي المقابل، منحت غزة فرصة للناس لمعرفة قيمنا الحضارية النبيلة في ظروف في غاية القسوة، فاندفع كثيرون لقراءة القرآن، واكتشاف كيف يغير هذا الكتاب العظيم الإنسان من أعماقه، ويساعده في سبر أغواره، ويمنحه القوة اللازمة للمواصلة وضوء الصمود.
لقد شهدنا عبر الأربعمائة والسبعين يومًا الماضية حالات مختلفة لمشاهد عكست قيمًا، ومبادئ كشف عنها معدن الإنسان الفلسطيني، الذي يجري زيت الزيتون في عروقه، فهناك المبادرة، وحسن التصرف، ومقاومة نوازع النفس، وغريزة البقاء في ظرف ضاغط، يكفي لتحويل البشر لوحوش مفترسة، لكن المجتمع الغزي كان في حالة من التعافي، والتعاضد، والتكافل، لم تمنع بروز نماذج مختلفة، لكن الغالب كان مضيئًا نيرًا.
في المقابل، يواجه المشروع الصهيوني مساءلات جادة، فبغض النظر عن مدة بقاء الدولة العبرية، أو قدرتها على الاستمرار، فإن تناقضات السياسة تعكس تناقضات المجتمع، وتفضي لنتائج مستقبلية ليست خافية على أحد، والمنطقة مقبلة على تحولات كبرى، لا تتسع لمعارك جانبية في زحام معركة التحول الكبير.
لقد كان قرار الغزيين واضحًا لن نغادر، لن نهاجر، لن نرتكب خطأ النكبة القديم، بالخوف، والهجرة بسرعة، لن يحدث ذلك مجددًا، سنبقى هنا حتى تقدّر العودة مجددًا
فتح الطوفان بصورة قدرية مخالفة لتوقعات السياسة ومفاهيم تقلباتها أقواسًا في كل الاتجاهات، وأربك الحسابات، وأوقف العالم للحظات يتفرج على الشرق الأوسط، الذي غيره قطاع صغير المساحة، مكتظ بسكان يبدو فعليًا أنهم من نوع آخر، فلديهم إصرار محير على مواصلة الحياة.
سيبقى الحديث عن الحسابات المفضية للطوفان، ولكن المؤكد أن ما حدث قد حدث، وتتابُع الوقائع أدى لنتائج كبيرة للغاية، وهو موقف محير لم تألفه المنطقة، ولا السياسة الدولية منذ وقت طويل حقًا.
أما القضايا الإنسانية لأولئك الطيبين الذين ارتقوا شهداء، وذلك العدد الكبير من المصابين بإصابات ذات أثر بعيد، ودمار البنية التحتية، وما شاكل، فهو أمر ستتكفل بترميمه روح أهل غزة من التكافل، وحب العمل، والجدية، والمقاومة، والرغبة في الصمود، والمواصلة، وإدراك أنهم أصحاب الأرض.
لقد كان قرار الغزيين واضحًا لن نغادر، لن نهاجر، لن نرتكب خطأ النكبة القديم، بالخوف، والهجرة بسرعة، لن يحدث ذلك مجددًا، لن نترك الجورة، وعسقلان، وأسدود ويبنا مرة أخرى، سنبقى هنا حتى تقدّر العودة مجددًا في ميعاد لا ندريه، لكنه على وشك الحدوث في وقتٍ ما نراه اليوم بعيدًا، لكن حين يقع سنشعر كما كان قريبًا.
غزة.. روح الروح ستبقى.
مختار خواجة
وقف أبو عبيدة على أطلال غزة، حجارة لكنها لا شك ترصف طريق التحرر الطويل، وليس الطوفان إلا محطة من محطاته، وهنا لا بد من وقفات على هامش ما قال الرجل دائم الظهور بالنبرة ذاتها بلا حشرجة..
كشفت غزة ليس عوار مزاعم حقوق الإنسان فقط، بل قصورها عن التصرف في غياب الآليات الرادعة، والتي تمنع إبادة مجتمع كامل، ومحوه، ولم يتمكن أحد من إيقاف ما جرى
لا شك أن الإبادة التي شهدتها غزة كانت تجربة مريرة، ولا شك أن عملية طوفان الأقصى كانت عملية مقاومة بكل المقاييس، وبقدر المرارة يولد الأمل، فشمس اليوم التالي، لن تكون كالأيام الأربعمائة والسبعين السابقة.
لقد مرت على القطاع لحظات من أشد ما يمكن قسوة، واهتزت ضمائر الناس لها حول العالم، وهي تمهيد لتحول حضاري بعيد المدى، يستعيد فيه الإنسان إنسانيته، ويتدارك ما سيفقده منها، لربما نشهد عبر غزة ميلادًا جديدًا لإنسانية تحترم كرامة الإنسان ذاتها، وتدرك أهمية هذا الأمر وأبعاده.
كشفت غزة ليس عوار مزاعم حقوق الإنسان فقط، بل قصورها عن التصرف في غياب الآليات الرادعة، والتي تمنع إبادة مجتمع كامل، ومحوه، ولم يتمكن أحد من إيقاف ما جرى.
وفي المقابل، منحت غزة فرصة للناس لمعرفة قيمنا الحضارية النبيلة في ظروف في غاية القسوة، فاندفع كثيرون لقراءة القرآن، واكتشاف كيف يغير هذا الكتاب العظيم الإنسان من أعماقه، ويساعده في سبر أغواره، ويمنحه القوة اللازمة للمواصلة وضوء الصمود.
لقد شهدنا عبر الأربعمائة والسبعين يومًا الماضية حالات مختلفة لمشاهد عكست قيمًا، ومبادئ كشف عنها معدن الإنسان الفلسطيني، الذي يجري زيت الزيتون في عروقه، فهناك المبادرة، وحسن التصرف، ومقاومة نوازع النفس، وغريزة البقاء في ظرف ضاغط، يكفي لتحويل البشر لوحوش مفترسة، لكن المجتمع الغزي كان في حالة من التعافي، والتعاضد، والتكافل، لم تمنع بروز نماذج مختلفة، لكن الغالب كان مضيئًا نيرًا.
في المقابل، يواجه المشروع الصهيوني مساءلات جادة، فبغض النظر عن مدة بقاء الدولة العبرية، أو قدرتها على الاستمرار، فإن تناقضات السياسة تعكس تناقضات المجتمع، وتفضي لنتائج مستقبلية ليست خافية على أحد، والمنطقة مقبلة على تحولات كبرى، لا تتسع لمعارك جانبية في زحام معركة التحول الكبير.
لقد كان قرار الغزيين واضحًا لن نغادر، لن نهاجر، لن نرتكب خطأ النكبة القديم، بالخوف، والهجرة بسرعة، لن يحدث ذلك مجددًا، سنبقى هنا حتى تقدّر العودة مجددًا
فتح الطوفان بصورة قدرية مخالفة لتوقعات السياسة ومفاهيم تقلباتها أقواسًا في كل الاتجاهات، وأربك الحسابات، وأوقف العالم للحظات يتفرج على الشرق الأوسط، الذي غيره قطاع صغير المساحة، مكتظ بسكان يبدو فعليًا أنهم من نوع آخر، فلديهم إصرار محير على مواصلة الحياة.
سيبقى الحديث عن الحسابات المفضية للطوفان، ولكن المؤكد أن ما حدث قد حدث، وتتابُع الوقائع أدى لنتائج كبيرة للغاية، وهو موقف محير لم تألفه المنطقة، ولا السياسة الدولية منذ وقت طويل حقًا.
أما القضايا الإنسانية لأولئك الطيبين الذين ارتقوا شهداء، وذلك العدد الكبير من المصابين بإصابات ذات أثر بعيد، ودمار البنية التحتية، وما شاكل، فهو أمر ستتكفل بترميمه روح أهل غزة من التكافل، وحب العمل، والجدية، والمقاومة، والرغبة في الصمود، والمواصلة، وإدراك أنهم أصحاب الأرض.
لقد كان قرار الغزيين واضحًا لن نغادر، لن نهاجر، لن نرتكب خطأ النكبة القديم، بالخوف، والهجرة بسرعة، لن يحدث ذلك مجددًا، لن نترك الجورة، وعسقلان، وأسدود ويبنا مرة أخرى، سنبقى هنا حتى تقدّر العودة مجددًا في ميعاد لا ندريه، لكنه على وشك الحدوث في وقتٍ ما نراه اليوم بعيدًا، لكن حين يقع سنشعر كما كان قريبًا.
غزة.. روح الروح ستبقى.