بديل سياسة الشجب
د .وليد عبد الحي
لا أظن أن تصريحات ترامب وسموتريتش وبن غفير بخصوص تهجير غزة والضفة تشكل مفاجأة ، ولا أعتقد ان فرقة منشدي الشجب والإدانة والأسف من وزراء الخارجية العرب قادرة على تعطيل النكبة الثالثة بعد 1948 و 1967، وانما لا بد أن يكون هناك قرار عملي( إجراءات تنفيذية لا تحتمل التأويل والتلاعب) تقوم على الخطوات التالية:
1- عقد مؤتمر قمة سريع للدول العربية التي تطبع مع اسرائيل بشكل مباشر او غير مباشر (مصر والاردن والمغرب والامارات والبحرين وقطر والسودان والسعودية وسلطة التنسيق الامني ) لاتخاذ قرار ينص حرفيا على ” أن تنفيذ اي اجراء- مهما كان – يستهدف تهجير فلسطيني الضفة الغربية او قطاع غزة ، سيؤدي وبشكل فوري الى اعتبار كل الاتفاقيات ومعاهدات السلام وكافة اشكال التطبيع مع اسرائيل لاغية ، ويعني العودة الى الحالة التي كان عليها الوضع بين الطرفين قبل هذه الاتفاقات والمعاهدات.
2- دعوة الجامعة العربية لاجتماع فوري لإنشاء صندوق يطلق عليه “صندوق اعمار قطاع غزة” ،والطلب من الدول العربية تقديم المساعدات لهذا الصندوق طبقا لنسبة تحدد من اجمالي الناتج المحلي للدولة ولسنتين متتاليتين، فلمنع التهجير لا بد من مساعدة سكان غزة على الثبات في وطنهم.
3- دعوة مجلس الامن الدولي للانعقاد لاتخاذ قرار ” يعتبر اي اجراءات لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة ” عملا غير مشروع ويعد عدوانا ، وطلب تعليق عضوية اسرائيل في الامم المتحدة(Suspension ) الى حين اعلانها التراجع عن التهجير.
4- دعوة منظمة التعاون الاسلامي الى اجتماع يُقدم فيه مشروع قرار يطالب بسحب سفراء الدول الاسلامية من اسرائيل ما لم تعلن اسرائيل عن الغاء اي اجراءات للتهجير من الضفة الغربية وقطاع غزة.
ان التراخي في الموقف العربي عام 1947 قاد الى العدوان الثلاثي عام 1956، وهذا أسس لحرب 1967 التي اجبرت العرب على حرب 1973، ومنذ ذلك الحين يحتل الوطن العربي المرتبة الأولى في عدم الاستقرار السياسي عالميا ، وسيقود التراخي هذه الايام الى مزيد من النكبات وعدم الاستقرار، بل قد يفتح الباب ام تفكك بعض الدول العربية استنادا للأقليات العرقية والدينية واللغوية..الخ.
أخيرا ،ادعو وسائل الاعلام العربية الى ترويج هذه الأفكار ، وحض مؤسسات المجتمع المدني العربية على تبني هذا التوجه.
قد يتشكك الكثيرون في ان احدا من العرب الرسميين لن يجرؤ على التحرك بهذا الاتجاه، وأنا – أقف على رأس قائمة هذا البعض المتشكك ، فأنا اعرف ان الدبلوماسية العربية ليست إلا امتدادا “لسوق عكاظ” حيث يتنافسون على من هو أشعر من في السوق، ولا يدرك العرب الحقيقة إلا بعد ان تُحرق لحاهم كما استنتج احد المؤرخين الاسرائيليين وهو شيمون شامير أول سفير لاسرائيل في الاردن وكان قبلها سفيرا في مصر.
اعود للتساؤل : متى سيدرك العرب أن ترامب لا يعير اي اهتمام لهم، وهو يكرر دائما موقفه من نقل السفارة الامريكية للقدس وضمها لاسرائيل لانه مقتنع دائما –كما يردد- ان العرب لا يتجاوزون سياسات الشجب والإدانة، فإذا اضفنا لذلك تصريحاته الاخيرة للتهجير واعتقاده بأن اسرائيل بحاجة للتوسع ،وربطناها بموقف نيتنياهو ،والخرائط الجغرافية التي تظهر تباعا عن حدود اسرائيل ندرك تماما أنه “بلغ السيل الزبى”..وقد نكون على اعتاب النكبة الثالثة.
ان اي بيان عربي(جماعي أو فردي) يقتصر على الشجب والإدانة هو تأييد صريح لتهجير الفلسطينيين وضم الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري وبعضا من القرى والمزارع اللبنانية..ولا تفسير لبيانات الشجب إلا هذا، وهنا اتساءل :ما الفرق بين الاثر العملي لاقتصار موقف اية دولة عربية على الشجب فقط لاسرائيل وبين شجب اسرائيل من قِبل أي فرد عادي عاطل عن العمل ؟ فمن الناحية العملية لا فرق على الاطلاق.
د .وليد عبد الحي
لا أظن أن تصريحات ترامب وسموتريتش وبن غفير بخصوص تهجير غزة والضفة تشكل مفاجأة ، ولا أعتقد ان فرقة منشدي الشجب والإدانة والأسف من وزراء الخارجية العرب قادرة على تعطيل النكبة الثالثة بعد 1948 و 1967، وانما لا بد أن يكون هناك قرار عملي( إجراءات تنفيذية لا تحتمل التأويل والتلاعب) تقوم على الخطوات التالية:
1- عقد مؤتمر قمة سريع للدول العربية التي تطبع مع اسرائيل بشكل مباشر او غير مباشر (مصر والاردن والمغرب والامارات والبحرين وقطر والسودان والسعودية وسلطة التنسيق الامني ) لاتخاذ قرار ينص حرفيا على ” أن تنفيذ اي اجراء- مهما كان – يستهدف تهجير فلسطيني الضفة الغربية او قطاع غزة ، سيؤدي وبشكل فوري الى اعتبار كل الاتفاقيات ومعاهدات السلام وكافة اشكال التطبيع مع اسرائيل لاغية ، ويعني العودة الى الحالة التي كان عليها الوضع بين الطرفين قبل هذه الاتفاقات والمعاهدات.
2- دعوة الجامعة العربية لاجتماع فوري لإنشاء صندوق يطلق عليه “صندوق اعمار قطاع غزة” ،والطلب من الدول العربية تقديم المساعدات لهذا الصندوق طبقا لنسبة تحدد من اجمالي الناتج المحلي للدولة ولسنتين متتاليتين، فلمنع التهجير لا بد من مساعدة سكان غزة على الثبات في وطنهم.
3- دعوة مجلس الامن الدولي للانعقاد لاتخاذ قرار ” يعتبر اي اجراءات لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة ” عملا غير مشروع ويعد عدوانا ، وطلب تعليق عضوية اسرائيل في الامم المتحدة(Suspension ) الى حين اعلانها التراجع عن التهجير.
4- دعوة منظمة التعاون الاسلامي الى اجتماع يُقدم فيه مشروع قرار يطالب بسحب سفراء الدول الاسلامية من اسرائيل ما لم تعلن اسرائيل عن الغاء اي اجراءات للتهجير من الضفة الغربية وقطاع غزة.
ان التراخي في الموقف العربي عام 1947 قاد الى العدوان الثلاثي عام 1956، وهذا أسس لحرب 1967 التي اجبرت العرب على حرب 1973، ومنذ ذلك الحين يحتل الوطن العربي المرتبة الأولى في عدم الاستقرار السياسي عالميا ، وسيقود التراخي هذه الايام الى مزيد من النكبات وعدم الاستقرار، بل قد يفتح الباب ام تفكك بعض الدول العربية استنادا للأقليات العرقية والدينية واللغوية..الخ.
أخيرا ،ادعو وسائل الاعلام العربية الى ترويج هذه الأفكار ، وحض مؤسسات المجتمع المدني العربية على تبني هذا التوجه.
قد يتشكك الكثيرون في ان احدا من العرب الرسميين لن يجرؤ على التحرك بهذا الاتجاه، وأنا – أقف على رأس قائمة هذا البعض المتشكك ، فأنا اعرف ان الدبلوماسية العربية ليست إلا امتدادا “لسوق عكاظ” حيث يتنافسون على من هو أشعر من في السوق، ولا يدرك العرب الحقيقة إلا بعد ان تُحرق لحاهم كما استنتج احد المؤرخين الاسرائيليين وهو شيمون شامير أول سفير لاسرائيل في الاردن وكان قبلها سفيرا في مصر.
اعود للتساؤل : متى سيدرك العرب أن ترامب لا يعير اي اهتمام لهم، وهو يكرر دائما موقفه من نقل السفارة الامريكية للقدس وضمها لاسرائيل لانه مقتنع دائما –كما يردد- ان العرب لا يتجاوزون سياسات الشجب والإدانة، فإذا اضفنا لذلك تصريحاته الاخيرة للتهجير واعتقاده بأن اسرائيل بحاجة للتوسع ،وربطناها بموقف نيتنياهو ،والخرائط الجغرافية التي تظهر تباعا عن حدود اسرائيل ندرك تماما أنه “بلغ السيل الزبى”..وقد نكون على اعتاب النكبة الثالثة.
ان اي بيان عربي(جماعي أو فردي) يقتصر على الشجب والإدانة هو تأييد صريح لتهجير الفلسطينيين وضم الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري وبعضا من القرى والمزارع اللبنانية..ولا تفسير لبيانات الشجب إلا هذا، وهنا اتساءل :ما الفرق بين الاثر العملي لاقتصار موقف اية دولة عربية على الشجب فقط لاسرائيل وبين شجب اسرائيل من قِبل أي فرد عادي عاطل عن العمل ؟ فمن الناحية العملية لا فرق على الاطلاق.