"نساء لأجل الهيكل" منظمة نسوية إسرائيلية تسعى لتهويد القدس

  • الخميس 18, سبتمبر 2025 11:31 ص
  • "نساء لأجل الهيكل" منظمة نسوية إسرائيلية تسعى لتهويد القدس
"نساء لأجل الهيكل" منظمة إسرائيلية تأسست عام 2001، وتنشط في مدينة القدس المحتلة بهدف تعزيز وجود الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك.
"نساء لأجل الهيكل" منظمة نسوية إسرائيلية تسعى لتهويد القدس
الجزيرة نت
"نساء لأجل الهيكل" منظمة إسرائيلية تأسست عام 2001، وتنشط في مدينة القدس المحتلة بهدف تعزيز وجود الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك.
وهذه الحركة جزء من شبكة أوسع من المنظمات التي تهدف بشكل رئيس إلى بناء "الهيكل الثالث" على أنقاض المسجد الأقصى المبارك بعد هدمه، وذلك عبر تعزيز التقسيم الزماني والمكاني داخله، وتنظيم طقوس وفعاليات دينية علنية في أرجائه.
النشأة والتأسيس
تأسست "نساء لأجل الهيكل" عام 2001 ضمن ائتلاف "جماعات الهيكل" الذي يضم حركات يمينية إسرائيلية عدة، من أبرزها "أمناء من أجل الهيكل" و"طلاب من أجل الهيكل".
وتسعى هذه الحركة إلى تعزيز المعرفة بشأن "هيكل سليمان المزعوم" بين النساء في إسرائيل، عبر عقد ندوات ودروس تعليمية، وتنظيم اقتحامات دورية للمسجد الأقصى يشاركن فيها مع أطفالهن.
وقد أتاح الاعتراف الحكومي لحركة "نساء لأجل الهيكل" إمكانية العمل بالتنسيق مع منظمات الهيكل الأخرى، والمشاركة في لجان الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). ومن أبرز الناشطات في الحركة ياعيل كابيلو وريفكا شمعون وإينات زيف ورينا أريئيل.
الأيديولوجيا والأهداف
انضمت الحركة إلى اتحاد "جماعات الهيكل" الذي تأسس عام 2013 ويمثل مجموعة من المنظمات الإسرائيلية التي تصب تركيزها على هدم المسجد الأقصى وبناء "الهيكل" المزعوم على أنقاضه، إضافة إلى السيطرة على أراضي الفلسطينيين ومقدساتهم ضمن رؤيتها لإقامة إسرائيل من الفرات إلى النيل.
ويعمل المستوطنون التابعون لـ"جماعات الهيكل" في إطار "القانون الإسرائيلي" مستفيدين من دعم حكومي واسع على الصعيدين السياسي والمادي وحماية أمنية مشددة، خصوصا مع امتداد نفوذهم واتساع رقعة أنشطتهم.
وبلغ عدد الحركات التابعة لاتحاد "جماعات الهيكل" في بداياته 24 منظمة، ثم ارتفع تدريجيا حتى وصل عام 2025 إلى نحو 50 منظمة.
ويشغل ناشطون في تلك المنظمات ما نسبته 15% من مقاعد الكنيست، كما أن نحو نصف وزراء حكومة بنيامين نتنياهو محسوبون عليهم، مستفيدين من قدراتهم السياسية والاقتصادية في سبيل إقامة مشروع "الهيكل" المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى الشريف.
وتتلقى معظم المنظمات دعما ماليا مباشرا من الحكومة، أو من أثرياء الحركة الصهيونية حول العالم بمئات ملايين الدولارات.
وتبني المنظمات -ومن ضمنها "نساء لأجل الهيكل"- ذريعتها على قصة "هيكل سليمان" المزعوم، إذ ترى في هدم المسجد الأقصى وبناء الـ"هيكل" على أنقاضه خطوة تمثل "جوهر الوجود الصهيوني على أرض فلسطين".
فوفق المزاعم "التوراتية" دمر الـ"هيكل" مرتين: الأولى عام 586 ق. م على يد البابليين، والثانية عام 70 م على يد الرومان. ويصر المستوطنون على أن المسجد الأقصى شيد مكان "الهيكل" المزعوم، ولا بد من هدم المسجد لبناء الهيكل في نسخته الثالثة.
وفي سبيل تحقيق أهدافها، تحاول جماعات اليمين الإسرائيلي ومن بينها "نساء لأجل الهيكل" تعزيز وجودها الاستيطاني في القدس ومحيطها، ونشر أفكارها بين الإسرائيليين، مع الدعوة المستمرة لإقامة طقوس علنية داخل المسجد الأقصى.
وقد أدرجت نساء الحركة في خطابهن مفاهيم مثل حقوق الإنسان والديمقراطية وحق "المساواة في أداء الشعائر" بين الجنسين، مما أسهم في توسيع قاعدة تأييدهن في الأوساط الإسرائيلية.
وشرَّع هؤلاء النساء عملهن عبر تقديم مجموعة من الفتاوى الخاصة التي تتوافق مع أيديولوجياتهن. ففي عام 2016، شجعت ناشطات الحركة المستوطنات على إرضاع أطفالهن أثناء اقتحام المسجد الأقصى بهدف "مباركة المولود" وفق زعمهن.
وتتنوع أنشطة "نساء لأجل الهيكل" الاستيطانية، إلا أن أبرز ما تقوم به لتحقيق أهدافها هو ما يلي:
جمع المجوهرات والأحجار الكريمة، وتخزينها لتصبح ضمن صندوق مال "الهيكل" عند إقامته.
تنظيم برامج دورية لاقتحام النساء وأطفالهن المسجد الأقصى، مع تكثيفها في المناسبات مثل الأعياد اليهودية، و"مسيرة الأعلام".
إقامة الصلوات العلنية في المسجد الأقصى المبارك.
تقديم إرشادات حول كيفية تحضير القرابين اللازمة أثناء الاقتحامات.
تحضير الخبز المخمر الأساسي لأداء الطقوس "التوراتية" أثناء الاقتحامات.
تشجيع العرائس على إقامة جزء من شعائر زواجهن -حسب الملة اليهودية- في المسجد الأقصى.
تحضير الصبغ الأحمر المستخدم لصباغة ملابس الكهنة.
منظمة نساء لأجل الهيكل حسابهم على فيسبوك - @נשים למען המקדש
المنظمة تسعى إلى تعزيز المعرفة بشأن "هيكل سليمان" المزعوم بين النساء في إسرائيل (صفحة المنظمة على فيسبوك)
تحضير الـ"باروخيت" وهي الستارة الضخمة التي تجهز هذه الجماعات لوضعها على "الهيكل" المزعوم بعد بنائه.
تنظيم ندوات للتعريف بأيديولوجية الحركة، إضافة إلى حلقات نسوية بيتية لتدارس "الهيكل" المزعوم.
تصميم نماذج للهيكل والترويج لها بين اليهود.
بيع أكياس صغيرة من تراب القدس بزعم أنها من رماد "الهيكل الثاني".
محاولة تغيير اسم باب المغاربة ففي عام 2016 وضعت المنظمات لافتة باسم "باب هليل" نسبة لابنة إحدى مؤسسات الحركة التي قتلت في عملية فدائية فلسطينية نفذها الشاب محمد الطرايرة بمحافظة الخليل.
إطلاق مدرسة دينية عام 2024 تنشط في المسجد الأقصى للنساء والفتيات.
تعليم الأطفال مزاعم "الهيكل الثالث" عبر فريق من معلمات رياض الأطفال.
رفض إسرائيلي
تثير أنشطة "نساء لأجل الهيكل" جدلا في الأوساط الدينية الإسرائيلية، إذ يرى الحاخام دوف ليئور -أحد أبرز المرجعيات الدينية بإسرائيل- منع النساء من دخول المسجد الأقصى، واستثنى الفتيات دون سن الـ12. ويعزى هذا إلى متطلبات خاصة تتعلق بطهارة النساء بشكل يختلف عن الرجال في اليهودية.
ويذكر أن الحاخامية الرئيسة للاحتلال تحرم دخول المسجد الأقصى للجنسين، وتعتبر أن الحرمة مستمرة إلى حين مجيء "المسيح المخلص" الذي سيعيد بناء "الهيكل" وفق مزاعمهم.
غير أن "جماعات الهيكل" ومن بينها "نساء لأجل الهيكل" تتجاهل هذه التعليمات، وتحرض بشكل مستمر على اقتحام المسجد الأقصى وإقامة مختلف الطقوس التوراتية العلنية فيه مثل السجود الملحمي ونفخ بوق الشوفار.