الحفريات الإسرائيلية تضاعف خطر الزلازل على المسجد الأقصى ومباني القدس القديمة
القدس| غزة – إيمان شبير - وكالة سند للأنباء
لطالما شكلت الحفريات الإسرائيلية أسفل المسجد الأقصى تهديداً حقيقيًا ومباشرًا له، إلا أن حدوث الزلزال المدمر الذي ضرب الشمال السوري وجنوب تركيا الأسبوع الماضي، وما تبعه من هزات ضربت فلسطين، أثارت مخاوف الفلسطينيين وتساؤلهم حول مدى تأثير هذه الهزات على المسجد الأقصى في ظل استمرار الحفريات أسفله.
وضربت خمس هزات أرضية فلسطين خلال 72 ساعة الأسبوع الماضي، كان آخرها مساء الخميس، وتراوحت قوة تلك الهزات بين 2.7 إلى 4.8 درجات على مقياس ريختر.
جاءت تلك الهزات الأرضية في أعقاب زلزال قوي بشدة 7.7 درجات ضرب مناطق جنوب تركيا وشمالي سوريا فجر الاثنين، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
وانقسمت آراء المختصين في أحاديث منفصلة لـ "وكالة سند للأنباء" حول خطورة الزلازل على المسجد الأقصى؛ منهم من يؤكد خطورة الهزات الأرضية عليه، وآخرون يُعارضون فكرة هدم المسجد الأقصى بفعل الكوارث الطبيعية، "لأن أساساته متينة ولا يُمكن أن يتعرض للهدم"، بحسب وصفهم.
"هزات قدرية واحتلالية"
المختص بعمارة وشؤون القدس، جمال عمرو، يقول إن الهزات التي تحصل في فلسطين من نوعين اثنين، هزات "قدرية" من الله، واحتلالية إسرائيلية من صُنع البشر. مُشيرًا إلى أن فلسطين تاريخيًّا تعرضت للزلزال وهناك تاريخ زلزالي فيها.
وتقع فلسطين، وفقًا لـ "عمرو"، في منطقة زلزالية تمر بمنطقة أريحا وغور الأردن تُسمى "الصدع الأسيوي الأفريقي"، ويعدُّ صدعًا خطيرًا جدًّا.
ويؤكد أن المسجد الأقصى إذا تعرّض لهزةٍ أرضية على مقياس ريختر فوق الـ 7 درجات، سيؤثر عليه وعلى سائر الأبنية في البلدة القديمة بالانهيار.
ويُشير إلى أن فلسطين "تختص" بزلزال من نوع آخر منذ 75 سنة، وهو الاحتلال الإسرائيلي، مُضيفًا: "هذا الزلزال من صنع البشر والكائدين والماكرين بالأقصى، ينسفون البيوت ويدمرونها بالطائرات وبشتى الوسائل".
ويُوضح "عمرو" أن 58 حفرية إسرائيلية تمت في محيط المسجد الأقصى حتى هذه اللحظة، مبينًا أن ذلك أمرًا صادمًا؛ لأنه يتم أمام أعين البشر.
ويستطرد: "الخطر يزداد يومًا بعد يوم في ظل استمرار حفريات الاحتلال أسفل الأقصى، ومنعه لأعمال الصيانة والإعمار في المسجد".
ويستدرك: "في حين أن الحفريات الإسرائيلية لم تتوقف يومًا واحدًا، وتعمل على مدار الساعة من أجل تحقيق هدف الاحتلال المزعوم". منبهًا إلى أن المنازل المحيطة بِـ "الأقصى" تشققت بشكلٍ كبير.
وطالت التشققات "مسطبة أبو بكر الصديق"، كما تسببت تلك الحفريات في إحداث تشققات وهدم في جدران وأرضيات ومباني "الأقصى" والقدس القديمة، وفق ضيفنا.
وتبعًا لـ "عمرو"، فإن التشققات شملت، أيضًا، تساقط الحجارة التاريخية من الأعمدة التاريخية في المصلى القبلي، مُشيرًا إلى أن الاحتلال أزال آلاف الأطنان من الأتربة من تحت جنبات "الأقصى" التي تدعم حجارة البناء.
وقبل أيام قليلة، سقطت حجارة من الجهة الخارجية لمصلى قبة الصخرة بالمسجد الأقصى، تزامنًا مع استمرار الاحتلال في حفرياته.
ويُحذر "ضيف سند" من تمادي الاحتلال والاستمرار في الحفريات وإزالة الأتربة ومنع الترميم في المسجد الأقصى، مُشددًا على أن اللجنة الملكية للإعمار "مشلولة؛ لأن الاحتلال يسيطر على كل المسجد".
وعن أكثر المناطق التي يُسيطر عليها الاحتلال الآن، يخبرنا "عمرو" أنها الزاوية الجنوبية الغربية من ناحية المصلى القبلي، وهي المساحة الكبيرة التي تقع تحت المتحف الإسلامي، وتمتد من باب المغاربة حتى المصلى القبلي، مُعقبًا: "الاحتلال يُريد عمل مفاجأة مُدوّية لافتتاح كنيس في هذه المنطقة".
ويلفت النظر إلى أن الاحتلال افتتح ما مجموعه 101 كنيس حول المسجد الأقصى وفي البلدة القديمة، ويسعى لافتتاح الكنيس رقم 102، مردفًا: "الرقم صادم بكل المقاييس ولا يجوز الصمت عليه".
ويُتابع: "تركيز الاحتلال الآن على باب الرحمة وهو جزء لا يتجزأ من الأقصى، بينما لديه أطماع أكثر خطورة في قبة الصخرة؛ لأنه يسميها (قدس الأقداس) ويتخيل أن الهيكل المزعوم".
ويُعرب "عمرو" عن قلقه إزاء تسلل الاحتلال عبر الآبار الموجودة في ساحة "الأقصى"، وعددها 34 بئرًا للوصول إلى قبة الصخرة، مشيرًا لوجود نفق خطير تحت قبة الصخرة يمتد إلى البلدة القديمة.
"أساسات متينة"..
من ناحيته، يُعارض نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ناجح بكيرات، فكرة هدم المسجد الأقصى نتيجة الهزات الأرضية، مُشددًا على أن "أساسات المسجد متينة ولا يُمكن هدمه".
ويقول "بكيرات" في حديث لـ "وكالة سند للأنباء": "الاحتلال لديه أذرع أمنية متطرفة تُطالب بشكلٍ دائم بإزالة المسجد الأقصى حتى يزعمون أن إزالة المسجد جاءت نتيجة عوامل طبيعية".
ويُشدد على أنه "لا يجوز للمسلمين أن يروّجوا بأن الزلزال سيهدم المسجد الأقصى؛ بذلك ندعم رواية الاحتلال المزعومة أن الأقصى سيزول"، منوهًا إلى أن ثمة زلزال قوي حدث وبقي المسجد الأقصى كما هو.
ويُوضح أن الحفريات هي "عمل غير مشروع، وباطل ومخالف للقانون"، مُعتبرًا أنها "حرب خطيرة جدًّا، تؤثر على المباني والمنازل في مدينة القدس".
وينوه إلى "انعدام" أجهزة قياس سلامة الطبقات السفلية في مباني المسجد الأقصى، مشددًا على أهمية وجود معدات تكنولوجية مخصصة لملاحظة أي حفرية أو إزاحة.
ويُطالب "بكيرات" بوقف الحفريات نهائيًّا لأنها تخالف اتفاقيات جنيف، مُردفًا: "الهدف عسكري بالوصول إلى الأقصى عبر أنفاق وليس حفريات". ومبينًا أن الحفريات تُقدم الرواية التوراتية اليهودية المزيفة؛ لمحاربة الوجود الفلسطيني في كُل أماكن تواجده.
وتمنع سلطات الاحتلال أي أطراف مقدسية من الدخول إلى مناطق الحفريات أو الاطلاع عليها، وفق "ضيوف سند".
تهديد حقيقي
رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد والتهجير ناصر الهدمي، يتفق مع "عمرو" في أن المسجد الأقصى قديم وعمليات الترميم فيه شكلية وقشرية، مُرجحًا أنه مُهدد بالهدم بفعل الهزات الأرضية القوية.
ويقول "الهدمي" لـ "وكالة سند للأنباء": "الاحتلال الإسرائيلي هو أحد أسباب زيادة التهديد بهدم الأقصى؛ لأنه يقوم بمنع الطواقم الفلسطينية الهندسية بفحص جدران وأساسات المسجد".
ويرى "الهدمي" أن الهدف الأساسي للحفريات الإسرائيلية "إتاحة وجود مداخل للاحتلال في حال تعذر اقتحامه للمسجد الأقصى من فوق الأرض". موضحًا أن "الاحتلال لم يُخفِ حرصه الشديد على السيطرة على المسجد فوق الأرض وتحتها".
ويشير إلى أن هذه الحفريات أثرت بشكل كبير على الحركة التجارية في القدس، وخاصة في محيط البلدة القديمة، إذ يتخلل هذه الأعمال إغلاقات لحركة السيارات والحافلات.
القدس| غزة – إيمان شبير - وكالة سند للأنباء
لطالما شكلت الحفريات الإسرائيلية أسفل المسجد الأقصى تهديداً حقيقيًا ومباشرًا له، إلا أن حدوث الزلزال المدمر الذي ضرب الشمال السوري وجنوب تركيا الأسبوع الماضي، وما تبعه من هزات ضربت فلسطين، أثارت مخاوف الفلسطينيين وتساؤلهم حول مدى تأثير هذه الهزات على المسجد الأقصى في ظل استمرار الحفريات أسفله.
وضربت خمس هزات أرضية فلسطين خلال 72 ساعة الأسبوع الماضي، كان آخرها مساء الخميس، وتراوحت قوة تلك الهزات بين 2.7 إلى 4.8 درجات على مقياس ريختر.
جاءت تلك الهزات الأرضية في أعقاب زلزال قوي بشدة 7.7 درجات ضرب مناطق جنوب تركيا وشمالي سوريا فجر الاثنين، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
وانقسمت آراء المختصين في أحاديث منفصلة لـ "وكالة سند للأنباء" حول خطورة الزلازل على المسجد الأقصى؛ منهم من يؤكد خطورة الهزات الأرضية عليه، وآخرون يُعارضون فكرة هدم المسجد الأقصى بفعل الكوارث الطبيعية، "لأن أساساته متينة ولا يُمكن أن يتعرض للهدم"، بحسب وصفهم.
"هزات قدرية واحتلالية"
المختص بعمارة وشؤون القدس، جمال عمرو، يقول إن الهزات التي تحصل في فلسطين من نوعين اثنين، هزات "قدرية" من الله، واحتلالية إسرائيلية من صُنع البشر. مُشيرًا إلى أن فلسطين تاريخيًّا تعرضت للزلزال وهناك تاريخ زلزالي فيها.
وتقع فلسطين، وفقًا لـ "عمرو"، في منطقة زلزالية تمر بمنطقة أريحا وغور الأردن تُسمى "الصدع الأسيوي الأفريقي"، ويعدُّ صدعًا خطيرًا جدًّا.
ويؤكد أن المسجد الأقصى إذا تعرّض لهزةٍ أرضية على مقياس ريختر فوق الـ 7 درجات، سيؤثر عليه وعلى سائر الأبنية في البلدة القديمة بالانهيار.
ويُشير إلى أن فلسطين "تختص" بزلزال من نوع آخر منذ 75 سنة، وهو الاحتلال الإسرائيلي، مُضيفًا: "هذا الزلزال من صنع البشر والكائدين والماكرين بالأقصى، ينسفون البيوت ويدمرونها بالطائرات وبشتى الوسائل".
ويُوضح "عمرو" أن 58 حفرية إسرائيلية تمت في محيط المسجد الأقصى حتى هذه اللحظة، مبينًا أن ذلك أمرًا صادمًا؛ لأنه يتم أمام أعين البشر.
ويستطرد: "الخطر يزداد يومًا بعد يوم في ظل استمرار حفريات الاحتلال أسفل الأقصى، ومنعه لأعمال الصيانة والإعمار في المسجد".
ويستدرك: "في حين أن الحفريات الإسرائيلية لم تتوقف يومًا واحدًا، وتعمل على مدار الساعة من أجل تحقيق هدف الاحتلال المزعوم". منبهًا إلى أن المنازل المحيطة بِـ "الأقصى" تشققت بشكلٍ كبير.
وطالت التشققات "مسطبة أبو بكر الصديق"، كما تسببت تلك الحفريات في إحداث تشققات وهدم في جدران وأرضيات ومباني "الأقصى" والقدس القديمة، وفق ضيفنا.
وتبعًا لـ "عمرو"، فإن التشققات شملت، أيضًا، تساقط الحجارة التاريخية من الأعمدة التاريخية في المصلى القبلي، مُشيرًا إلى أن الاحتلال أزال آلاف الأطنان من الأتربة من تحت جنبات "الأقصى" التي تدعم حجارة البناء.
وقبل أيام قليلة، سقطت حجارة من الجهة الخارجية لمصلى قبة الصخرة بالمسجد الأقصى، تزامنًا مع استمرار الاحتلال في حفرياته.
ويُحذر "ضيف سند" من تمادي الاحتلال والاستمرار في الحفريات وإزالة الأتربة ومنع الترميم في المسجد الأقصى، مُشددًا على أن اللجنة الملكية للإعمار "مشلولة؛ لأن الاحتلال يسيطر على كل المسجد".
وعن أكثر المناطق التي يُسيطر عليها الاحتلال الآن، يخبرنا "عمرو" أنها الزاوية الجنوبية الغربية من ناحية المصلى القبلي، وهي المساحة الكبيرة التي تقع تحت المتحف الإسلامي، وتمتد من باب المغاربة حتى المصلى القبلي، مُعقبًا: "الاحتلال يُريد عمل مفاجأة مُدوّية لافتتاح كنيس في هذه المنطقة".
ويلفت النظر إلى أن الاحتلال افتتح ما مجموعه 101 كنيس حول المسجد الأقصى وفي البلدة القديمة، ويسعى لافتتاح الكنيس رقم 102، مردفًا: "الرقم صادم بكل المقاييس ولا يجوز الصمت عليه".
ويُتابع: "تركيز الاحتلال الآن على باب الرحمة وهو جزء لا يتجزأ من الأقصى، بينما لديه أطماع أكثر خطورة في قبة الصخرة؛ لأنه يسميها (قدس الأقداس) ويتخيل أن الهيكل المزعوم".
ويُعرب "عمرو" عن قلقه إزاء تسلل الاحتلال عبر الآبار الموجودة في ساحة "الأقصى"، وعددها 34 بئرًا للوصول إلى قبة الصخرة، مشيرًا لوجود نفق خطير تحت قبة الصخرة يمتد إلى البلدة القديمة.
"أساسات متينة"..
من ناحيته، يُعارض نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس ناجح بكيرات، فكرة هدم المسجد الأقصى نتيجة الهزات الأرضية، مُشددًا على أن "أساسات المسجد متينة ولا يُمكن هدمه".
ويقول "بكيرات" في حديث لـ "وكالة سند للأنباء": "الاحتلال لديه أذرع أمنية متطرفة تُطالب بشكلٍ دائم بإزالة المسجد الأقصى حتى يزعمون أن إزالة المسجد جاءت نتيجة عوامل طبيعية".
ويُشدد على أنه "لا يجوز للمسلمين أن يروّجوا بأن الزلزال سيهدم المسجد الأقصى؛ بذلك ندعم رواية الاحتلال المزعومة أن الأقصى سيزول"، منوهًا إلى أن ثمة زلزال قوي حدث وبقي المسجد الأقصى كما هو.
ويُوضح أن الحفريات هي "عمل غير مشروع، وباطل ومخالف للقانون"، مُعتبرًا أنها "حرب خطيرة جدًّا، تؤثر على المباني والمنازل في مدينة القدس".
وينوه إلى "انعدام" أجهزة قياس سلامة الطبقات السفلية في مباني المسجد الأقصى، مشددًا على أهمية وجود معدات تكنولوجية مخصصة لملاحظة أي حفرية أو إزاحة.
ويُطالب "بكيرات" بوقف الحفريات نهائيًّا لأنها تخالف اتفاقيات جنيف، مُردفًا: "الهدف عسكري بالوصول إلى الأقصى عبر أنفاق وليس حفريات". ومبينًا أن الحفريات تُقدم الرواية التوراتية اليهودية المزيفة؛ لمحاربة الوجود الفلسطيني في كُل أماكن تواجده.
وتمنع سلطات الاحتلال أي أطراف مقدسية من الدخول إلى مناطق الحفريات أو الاطلاع عليها، وفق "ضيوف سند".
تهديد حقيقي
رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد والتهجير ناصر الهدمي، يتفق مع "عمرو" في أن المسجد الأقصى قديم وعمليات الترميم فيه شكلية وقشرية، مُرجحًا أنه مُهدد بالهدم بفعل الهزات الأرضية القوية.
ويقول "الهدمي" لـ "وكالة سند للأنباء": "الاحتلال الإسرائيلي هو أحد أسباب زيادة التهديد بهدم الأقصى؛ لأنه يقوم بمنع الطواقم الفلسطينية الهندسية بفحص جدران وأساسات المسجد".
ويرى "الهدمي" أن الهدف الأساسي للحفريات الإسرائيلية "إتاحة وجود مداخل للاحتلال في حال تعذر اقتحامه للمسجد الأقصى من فوق الأرض". موضحًا أن "الاحتلال لم يُخفِ حرصه الشديد على السيطرة على المسجد فوق الأرض وتحتها".
ويشير إلى أن هذه الحفريات أثرت بشكل كبير على الحركة التجارية في القدس، وخاصة في محيط البلدة القديمة، إذ يتخلل هذه الأعمال إغلاقات لحركة السيارات والحافلات.