نداء مؤسسة القدس الدولية:
مدينة القدس
مع وصول عدوان موسم الأعياد اليهودية الطويل على المسجد الأقصى المبارك إلى نهايته، وما شهده المسجد الأقصى فيه من عدوان، ومحدودية الرد والاشتباك دفاعاً عن المسجد الأقصى وهويته الإسلامية المهددة فإننا في مؤسسة القدس الدولية نتوجه بالنداء الآتي إلى الأمة العربية والإسلامية بمختلف مكوناتها:
أولاً: لقد شهد المسجد الأقصى في هذا العدوان أسوأ محاولة لتغيير هويته الدينية منذ احتلاله، بالسعي العملي لتحويله إلى مقدس مشترك عبر فرض الطقوس التوراتية فيه، تمهيداً للإحلال الديني فيه وتحويله إلى هيكل يهودي خالص كما يتوهم الكيان الصهيوني. لقد شهد الأقصى نفخ البوق فيه علناً مرتين، وإدخال القرابين النباتية إليه، واقتحامه بالزي الكهنوتي الأبيض، وفرض الطقوس العلنية داخله، وفرض تلك الطقوس على أبوابه من كل الجهات شمالاً وغرباً وجنوباً بصلوات موسيقية في القصور الأموية، بحيث كانت لا تسمع إلا الصلوات التوراتية في ساحاته ومصلياته على مدار ساعات، وهذه السيطرة الصوتية على المسجد تقصد طمس هويته الإسلامية، وإحلال هوية توراتية في مكانها، وهي عدوان لم يسبق أن شهده المسجد الأقصى منذ احتلاله.
ثانياً: لقد كانت شرطة الاحتلال رأس حربة تهويد الأقصى، ففرضت أطواقاً على البلدة القديمة ومداخل الأقصى، واعتدت على الثلة القليلة من المرابطين في باب السلسلة، ومنعت دخول من هو دون السبعين عاماً إليه، وأغلقته في وجه المصلين منذ ما قبل الفجر وحتى الساعة الثالثة مساء. لا بد للأمة أن تدرك اليوم وقبل فوات الأوان أن مشروع تهويد المسجد الأقصى وتبديل هويته ليس مشروع جماعات استيطانية، بل هو مشروع الكيان الصهيوني بحكومته ومختلف أجهزته التي تكرس له كل إمكاناتها، وهو عقدة الصراع التي لا بد أن تكون في مركز الوعي والعمل، والانتصار المؤقت له ثم الانشغال عنه بهمومٍ أخرى يمنح الاحتلال فرصة تقدمٍ مجاني كان من الممكن منعه، وما يزال.
ثالثاً: يحرص الاحتلال على خنق صوت الأقصى بتواطؤ من شبكات التواصل الاجتماعي الغربية، وعلى إخماد كل نقطة اشتباكٍ من حوله حتى من الثلة القليلة من المبعدين على باب السلسلة، بالعدوان الهمجي والاعتقال والإبعاد، ليظهر أن هذا الإحلال الديني الذي يمارسه محل تسليم وقبول، وأن طقوسه التوراتية في الأقصى ليست محل اعتراضٍ إسلامي، وهذا ما يوجب على الأمة بكل مكوناتها أن تواصل رفض هذا العدوان، وأن تبادر إلى مختلف أشكال التحرك لمواجهته، وأن تستديم الاشتباك دفاعاً عن الأقصى كما فعل الشباب الثائر في غزة، إلى أن تتهيأ فرصة قريبة للانفجار وفرض التراجعات على الاحتلال، كما سبق أن فعلت هبات القدس السبع على مدى السنوات العشر الماضية.
رابعاً: نتوجه إلى أهلنا في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل عام 1948 بأن تجديد روح الرباط بات تحدياً واجباً، ولا بد أن لا نسلم لهذا العزل على المسجد الأقصى، فمهما بلغت قوة الاحتلال وصلفه فإن المد البشري من المرابطين قادر على كسر الحصار عنه، وإن الإرادة الشعبية هي بوابة المعركة وسلاح النصر فيها، وقد أثبتت طوال تاريخها بأنها قد تتأخر لكنها لا تغيب، فلنعمل ولنعد العدة لاستنهاضها واستعادة الأقصى إلى صدارتها حتى تحين لحظة الفرصة لمواجهةٍ جديدة، خصوصاً وأننا أمام محطات عدوان قريبة قادمة في شهر ديسمبر/ كانون الأول نهاية هذا العام، وفي شهر آذار/مارس 2024 متزامنة مع الأسبوع الثاني من شهر رمضان، فلنعقد العزم ولنعد العدة.
خامساً: نتوجه إلى الأمة العربية والإسلامية بمختلف قواها الحية، بأن الأقصى لا بد أن يبقى قبلة الوعي وعنوان الفعل والاستنهاض، فمعركته تكثيف رمزي لمعركة الأمة المركزية مهما تكاثرت الهموم، والاجتماع تحت رايته هو بوابة الوحدة وتجاوز الجراح وجدران الدم، وإذا كان التحرك الجماهيري خارج فلسطين قد اعتاد أن يكون صدىً للاشتباك داخل فلسطين، فإن علينا أن نعمل على المبادرة، وعلى أن لا يغيب الفعل الشعبي العربي والإسلامي في لحظات استفرادٍ صعبة بالأقصى كهذه اللحظات.
أخيراً، فإننا نتوجه للنظام الرسمي العربي بأن التطبيع والمسؤولية عن المقدسات لا يجتمعان، فكيان الاحتلال يخوض معركة طمس وإحلال ديني في الأقصى، في تصعيد لحربه الإحلالية ضد فلسطين بجغرافيتها وشعبها ومقدساتها، والتطبيع مع مثل هذا المشروع الإحلالي محكوم بالفشل، ويطرح تساؤلات كبرى حول الغطاء العربي والإسلامي لتهويد الأقصى، ويهدد بالتالي بنقل الأزمة إلى الداخل العربي والإسلامي، وهو نهج لن يحل الأزمات الرسمية العربية ولن يحقق المشروعية الموهومة لمن يطلبونها، بل سيكون محملاً بالعجز والأزمات فقط.
مؤسسة القدس الدولية
القدس... نحميها معًا .. نستعيدها معًا
بيروت في 4-10-2023
مدينة القدس
مع وصول عدوان موسم الأعياد اليهودية الطويل على المسجد الأقصى المبارك إلى نهايته، وما شهده المسجد الأقصى فيه من عدوان، ومحدودية الرد والاشتباك دفاعاً عن المسجد الأقصى وهويته الإسلامية المهددة فإننا في مؤسسة القدس الدولية نتوجه بالنداء الآتي إلى الأمة العربية والإسلامية بمختلف مكوناتها:
أولاً: لقد شهد المسجد الأقصى في هذا العدوان أسوأ محاولة لتغيير هويته الدينية منذ احتلاله، بالسعي العملي لتحويله إلى مقدس مشترك عبر فرض الطقوس التوراتية فيه، تمهيداً للإحلال الديني فيه وتحويله إلى هيكل يهودي خالص كما يتوهم الكيان الصهيوني. لقد شهد الأقصى نفخ البوق فيه علناً مرتين، وإدخال القرابين النباتية إليه، واقتحامه بالزي الكهنوتي الأبيض، وفرض الطقوس العلنية داخله، وفرض تلك الطقوس على أبوابه من كل الجهات شمالاً وغرباً وجنوباً بصلوات موسيقية في القصور الأموية، بحيث كانت لا تسمع إلا الصلوات التوراتية في ساحاته ومصلياته على مدار ساعات، وهذه السيطرة الصوتية على المسجد تقصد طمس هويته الإسلامية، وإحلال هوية توراتية في مكانها، وهي عدوان لم يسبق أن شهده المسجد الأقصى منذ احتلاله.
ثانياً: لقد كانت شرطة الاحتلال رأس حربة تهويد الأقصى، ففرضت أطواقاً على البلدة القديمة ومداخل الأقصى، واعتدت على الثلة القليلة من المرابطين في باب السلسلة، ومنعت دخول من هو دون السبعين عاماً إليه، وأغلقته في وجه المصلين منذ ما قبل الفجر وحتى الساعة الثالثة مساء. لا بد للأمة أن تدرك اليوم وقبل فوات الأوان أن مشروع تهويد المسجد الأقصى وتبديل هويته ليس مشروع جماعات استيطانية، بل هو مشروع الكيان الصهيوني بحكومته ومختلف أجهزته التي تكرس له كل إمكاناتها، وهو عقدة الصراع التي لا بد أن تكون في مركز الوعي والعمل، والانتصار المؤقت له ثم الانشغال عنه بهمومٍ أخرى يمنح الاحتلال فرصة تقدمٍ مجاني كان من الممكن منعه، وما يزال.
ثالثاً: يحرص الاحتلال على خنق صوت الأقصى بتواطؤ من شبكات التواصل الاجتماعي الغربية، وعلى إخماد كل نقطة اشتباكٍ من حوله حتى من الثلة القليلة من المبعدين على باب السلسلة، بالعدوان الهمجي والاعتقال والإبعاد، ليظهر أن هذا الإحلال الديني الذي يمارسه محل تسليم وقبول، وأن طقوسه التوراتية في الأقصى ليست محل اعتراضٍ إسلامي، وهذا ما يوجب على الأمة بكل مكوناتها أن تواصل رفض هذا العدوان، وأن تبادر إلى مختلف أشكال التحرك لمواجهته، وأن تستديم الاشتباك دفاعاً عن الأقصى كما فعل الشباب الثائر في غزة، إلى أن تتهيأ فرصة قريبة للانفجار وفرض التراجعات على الاحتلال، كما سبق أن فعلت هبات القدس السبع على مدى السنوات العشر الماضية.
رابعاً: نتوجه إلى أهلنا في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل عام 1948 بأن تجديد روح الرباط بات تحدياً واجباً، ولا بد أن لا نسلم لهذا العزل على المسجد الأقصى، فمهما بلغت قوة الاحتلال وصلفه فإن المد البشري من المرابطين قادر على كسر الحصار عنه، وإن الإرادة الشعبية هي بوابة المعركة وسلاح النصر فيها، وقد أثبتت طوال تاريخها بأنها قد تتأخر لكنها لا تغيب، فلنعمل ولنعد العدة لاستنهاضها واستعادة الأقصى إلى صدارتها حتى تحين لحظة الفرصة لمواجهةٍ جديدة، خصوصاً وأننا أمام محطات عدوان قريبة قادمة في شهر ديسمبر/ كانون الأول نهاية هذا العام، وفي شهر آذار/مارس 2024 متزامنة مع الأسبوع الثاني من شهر رمضان، فلنعقد العزم ولنعد العدة.
خامساً: نتوجه إلى الأمة العربية والإسلامية بمختلف قواها الحية، بأن الأقصى لا بد أن يبقى قبلة الوعي وعنوان الفعل والاستنهاض، فمعركته تكثيف رمزي لمعركة الأمة المركزية مهما تكاثرت الهموم، والاجتماع تحت رايته هو بوابة الوحدة وتجاوز الجراح وجدران الدم، وإذا كان التحرك الجماهيري خارج فلسطين قد اعتاد أن يكون صدىً للاشتباك داخل فلسطين، فإن علينا أن نعمل على المبادرة، وعلى أن لا يغيب الفعل الشعبي العربي والإسلامي في لحظات استفرادٍ صعبة بالأقصى كهذه اللحظات.
أخيراً، فإننا نتوجه للنظام الرسمي العربي بأن التطبيع والمسؤولية عن المقدسات لا يجتمعان، فكيان الاحتلال يخوض معركة طمس وإحلال ديني في الأقصى، في تصعيد لحربه الإحلالية ضد فلسطين بجغرافيتها وشعبها ومقدساتها، والتطبيع مع مثل هذا المشروع الإحلالي محكوم بالفشل، ويطرح تساؤلات كبرى حول الغطاء العربي والإسلامي لتهويد الأقصى، ويهدد بالتالي بنقل الأزمة إلى الداخل العربي والإسلامي، وهو نهج لن يحل الأزمات الرسمية العربية ولن يحقق المشروعية الموهومة لمن يطلبونها، بل سيكون محملاً بالعجز والأزمات فقط.
مؤسسة القدس الدولية
القدس... نحميها معًا .. نستعيدها معًا
بيروت في 4-10-2023