"جبل صهيون".. أحد جبال القدس سيُحوله الاحتلال لموقع سياحي يُزور تاريخها
القدس المحتلة - خاص صفا
ما أن انتهت الأعياد اليهودية حتى باشرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الكشف عن مخططاتها التهويدية في مدينة القدس المحتلة، وتخصيص ميزانيات ضخمة لتنفيذها، وتحويل بعضها إلى مواقع سياحية وأثرية تُروج لروايات تلمودية ولتاريخ عبري مزور.
وأبرز ما تم الكشف عنه، تخصيص ما تسمى "وزارة شؤون القدس والتراث والاستيطان" الإسرائيلية، وشركة "تنمية القدس" (PMI)، أكثر من 2 مليون شيكل لفتح النفق السري "جبل صهيون"، وتحويله إلى موقع تراثي سياحي لسرد الرواية اليهودية عن البلدة القديمة.
وكشفت الوزارة عن أجزاء جديدة من قناة اتصال سرية كانت تُستخدم للربط بين غربي القدس و"جبل صهيون"، استكمالًا للجزء الذي تم الكشف عنه قبل حوالي عام ونصف، في يوم ما يسمى بـ(القدس 2021).
وعمل الاحتلال على تنظيف هذه القناة وتجديدها، وفتحها أمام المستوطنين واليهود من دول العالم والجمعيات المسيحية المتصهينة.
و"جبل صهيون" أو "جبل النبي داود" يقع في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة القدس، ويرتفع عن مستوى سطح البحر بمسافة 777 مترًا، تمتد سفوحه حتى باب الخليل شمالًا، ووادي مأمن الله غربًا، ووادي الربابة جنوبًا، وحتى وادي قدرون شرقًا وقرب باب المغاربة.
وكان العرب اليبوسيون أقاموا حصنهم عليه، وبقي في أيديهم حتى سيطر عليه نبي الله داود عليه السلام، وفي عام 1948، احتلته العصابات الصهيونية، كجزء من محاولة احتلال باب المغاربة الذي كان يضم بعض العائلات اليهودية، لكن فشلت في الاحتفاظ به.
وبعد احتلال القدس عام 1967، سعى الاحتلال وما يزال جاهدًا لتهويد الجبل، وطمس معالمه الإسلامية والمسيحية، كونه غني بالمواقع الأثرية والتاريخية والدينية المهمة، مثل كنيسة "نيامة أو رقاد العذراء"، وكنيسة "صياح الديك"، بالإضافة إلى مسجد النبي داود، والمقبرة الإسلامية، وغيرها.
ويعمل عناصر من جمعية "إلعاد" الاستيطانية كمتطوعين من أجل تحويل الجبل إلى موقع أثري، وساهموا في ترميم وتنظيف النفق والقناة المائية القديمة وفتحها، والتي استخدمت بين عامي 1948- 1967 لتهريب لأسلحة والأموال وإمدادات وتعزيزات للعصابات الصهيونية، وأيضًا خطف الفلسطينيين.
وبحسب وزارة "شؤون القدس"، فإن النفق التي جرى حفره تحت الأرض كان ضيقًا ومبطنًا بالخرسانة ومغطى بصناديق تنتشر عليها طبقة رقيقة من التراب للتمويه.
مشروع تهويدي ضخم
الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول لوكالة "صفا" إن الاحتلال عمل على توسيع قناة المياه الموجودة تحت الأرض في منطقة "جبل صهيون"، والتي تم استخدامها كنفق بعد النكبة الفلسطينية، لكن بعد احتلال القدس لم يعد له أي استخدامات وتم تركه.
ويوضح أن الاحتلال وبعد سنوات من إهمال النفق السري، بدأ بإعادة تنظيفه وترميمه، بحيث رصدت وزارة "شؤون القدس"، والتي تشرف على المشروع، 2 مليون شيكل لأجل ترميمه، وإعادة افتتاحه، وتحويله إلى موقع أثري وسياحي يُزور تاريخ وهوية المدينة المقدسة.
ويشير إلى أن الجبل يقع قرب منطقة النبي داود الملاصقة لحي وادي الربابة، تلك المنطقة التي ستشهد تنفيذ عشرات المشاريع التهويدية، مثل "التلفريك" و"جسر المشاة"، وغيرها، كجزء من مشروع سياحي ضخم للترويج لروايات مصللة حول القدس وتاريخها.
ويضيف أن الاحتلال يستهدف تلك المنطقة، خاصة الممتدة من باب المغاربة حتى وادي الربابة، بالمشاريع التهويدية، لقربها من المسجد الأقصى المبارك، كونها تقع على بعد 350 مترًا من جنوب غربي المسجد، ما بين بابي المغاربة والنبي داود.
وبحسب أبو دياب، فإن المنطقة المستهدفة مهمة وحساسة، تحتوي على كثير من المعالم الأثرية والدينية المهمة، إذ جرى السيطرة على مسجد ومقام النبي داود وتحويله إلى كنيس يهودي.
تاريخ مزور
ويبين أن الاحتلال يريد من خلال مشروعه التهويدي، إيجاد إرث حضاري للعصابات الصهيونية في تلك المنطقة، بما يشكل جزءًا من محاولة تغيير الواقع المقدسي، ولربط الجزء الغربي للمدينة مع جزئها الشرقي بشكل كامل، لإثبات أنها موحدة.
ويؤكد أن حكومة الاحتلال في أواخر عهدها، خاصة مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية، تحاول ضخ ميزانيات وأموال ضخمة لتغيير الوجه الحضاري في القدس، ولإثبات الرؤية اليهودية.
ويمر النفق السري-وفقًا لأبو دياب- تحت أماكن مهمة وذات خصوصية وصلة للمسلمين والمسيحيين، ولن يُستغل فقط للترويج لروايات تلمودية، بل سيستخدم لتسهيل وصول المستوطنين واليهود للمسجد الأقصى والبلدة القديمة، كونه سيصل إلى حائط البراق والأقصى.
ويلفت إلى أن المستوطنين من خلال النفق، سيسيرون تحت الأرض، ويُشاهدون المعالم العربية الإسلامية والمسيحية، مع أدلاء ومرشدين يهود يروون لهم تاريخ يهودي مزيف حول المدينة المقدسة، كما سيُسهل وصولهم للبلدة القديمة.
ويتابع أن النفق سيتم ربطه مع المشاريع التهويدية جنوب الأقصى ووادي الربابة، لتكون حلقة ضمن مسلسل لتهويد القدس كاملًا، وتغيير مشهدها، وعبرنة كل شيء فوق الأرض وتحتها.
وتعمل سلطات الاحتلال على توسيع النفق ليصل طوله إلى 1200 متر، وعرضه قد يصل من 5-7 أمتار، وربما سيتم استخدام جزء منه للحافلات والمركبات لتسريع وزيادة وصول المستوطنين لحائط البراق وباب المغاربة والبلدة القديمة.
من جهتها، قالت وزارة شؤون القدس الإسرائيلية: "إنها تقوم حاليًا بمشروع ترميم للمكان، لفتح الممر السري المهجور وتحويله إلى موقع تراثي سياحي لتمجيد عناصر عصابات البلماح، عبر تقنيات ثلاثية الأبعاد وأفلام وصور ووسائل عرض حديثة للسياح وطلاب المدارس، ومقاطع تتحدث عن تاريخ القدس من وجهة نظر الاحتلال".
وأشارت إلى أنه تم وضع تركيبات الإنارة بالداخل، وعلى السطح الحديدي التي تم تركيبها في مدخل النفق، وتم تغطية مدخله بمجسم من الحديد الصلب، وقد قُطعت فيها أسماء مختلفة من القدس، بحيث يخترق ضوء الشمس الأسماء المثقوبة، ويُومض على الجدران ويُزينها بالإضاءة وبأسماء عناصر تلك العصابات.
وستشهد المنطقة الجنوبية الغربية من البلدة القديمة تطورات ومشاريع تهويدية عديدة، استكمالًا لخطة الوزارة في ترميم وتوسيع واستكمال هذا النفق والقناة القديمة المرتبطة بعدة مشاريع تهويدية في محيط وداخل البلدة.
القدس المحتلة - خاص صفا
ما أن انتهت الأعياد اليهودية حتى باشرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الكشف عن مخططاتها التهويدية في مدينة القدس المحتلة، وتخصيص ميزانيات ضخمة لتنفيذها، وتحويل بعضها إلى مواقع سياحية وأثرية تُروج لروايات تلمودية ولتاريخ عبري مزور.
وأبرز ما تم الكشف عنه، تخصيص ما تسمى "وزارة شؤون القدس والتراث والاستيطان" الإسرائيلية، وشركة "تنمية القدس" (PMI)، أكثر من 2 مليون شيكل لفتح النفق السري "جبل صهيون"، وتحويله إلى موقع تراثي سياحي لسرد الرواية اليهودية عن البلدة القديمة.
وكشفت الوزارة عن أجزاء جديدة من قناة اتصال سرية كانت تُستخدم للربط بين غربي القدس و"جبل صهيون"، استكمالًا للجزء الذي تم الكشف عنه قبل حوالي عام ونصف، في يوم ما يسمى بـ(القدس 2021).
وعمل الاحتلال على تنظيف هذه القناة وتجديدها، وفتحها أمام المستوطنين واليهود من دول العالم والجمعيات المسيحية المتصهينة.
و"جبل صهيون" أو "جبل النبي داود" يقع في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة القدس، ويرتفع عن مستوى سطح البحر بمسافة 777 مترًا، تمتد سفوحه حتى باب الخليل شمالًا، ووادي مأمن الله غربًا، ووادي الربابة جنوبًا، وحتى وادي قدرون شرقًا وقرب باب المغاربة.
وكان العرب اليبوسيون أقاموا حصنهم عليه، وبقي في أيديهم حتى سيطر عليه نبي الله داود عليه السلام، وفي عام 1948، احتلته العصابات الصهيونية، كجزء من محاولة احتلال باب المغاربة الذي كان يضم بعض العائلات اليهودية، لكن فشلت في الاحتفاظ به.
وبعد احتلال القدس عام 1967، سعى الاحتلال وما يزال جاهدًا لتهويد الجبل، وطمس معالمه الإسلامية والمسيحية، كونه غني بالمواقع الأثرية والتاريخية والدينية المهمة، مثل كنيسة "نيامة أو رقاد العذراء"، وكنيسة "صياح الديك"، بالإضافة إلى مسجد النبي داود، والمقبرة الإسلامية، وغيرها.
ويعمل عناصر من جمعية "إلعاد" الاستيطانية كمتطوعين من أجل تحويل الجبل إلى موقع أثري، وساهموا في ترميم وتنظيف النفق والقناة المائية القديمة وفتحها، والتي استخدمت بين عامي 1948- 1967 لتهريب لأسلحة والأموال وإمدادات وتعزيزات للعصابات الصهيونية، وأيضًا خطف الفلسطينيين.
وبحسب وزارة "شؤون القدس"، فإن النفق التي جرى حفره تحت الأرض كان ضيقًا ومبطنًا بالخرسانة ومغطى بصناديق تنتشر عليها طبقة رقيقة من التراب للتمويه.
مشروع تهويدي ضخم
الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول لوكالة "صفا" إن الاحتلال عمل على توسيع قناة المياه الموجودة تحت الأرض في منطقة "جبل صهيون"، والتي تم استخدامها كنفق بعد النكبة الفلسطينية، لكن بعد احتلال القدس لم يعد له أي استخدامات وتم تركه.
ويوضح أن الاحتلال وبعد سنوات من إهمال النفق السري، بدأ بإعادة تنظيفه وترميمه، بحيث رصدت وزارة "شؤون القدس"، والتي تشرف على المشروع، 2 مليون شيكل لأجل ترميمه، وإعادة افتتاحه، وتحويله إلى موقع أثري وسياحي يُزور تاريخ وهوية المدينة المقدسة.
ويشير إلى أن الجبل يقع قرب منطقة النبي داود الملاصقة لحي وادي الربابة، تلك المنطقة التي ستشهد تنفيذ عشرات المشاريع التهويدية، مثل "التلفريك" و"جسر المشاة"، وغيرها، كجزء من مشروع سياحي ضخم للترويج لروايات مصللة حول القدس وتاريخها.
ويضيف أن الاحتلال يستهدف تلك المنطقة، خاصة الممتدة من باب المغاربة حتى وادي الربابة، بالمشاريع التهويدية، لقربها من المسجد الأقصى المبارك، كونها تقع على بعد 350 مترًا من جنوب غربي المسجد، ما بين بابي المغاربة والنبي داود.
وبحسب أبو دياب، فإن المنطقة المستهدفة مهمة وحساسة، تحتوي على كثير من المعالم الأثرية والدينية المهمة، إذ جرى السيطرة على مسجد ومقام النبي داود وتحويله إلى كنيس يهودي.
تاريخ مزور
ويبين أن الاحتلال يريد من خلال مشروعه التهويدي، إيجاد إرث حضاري للعصابات الصهيونية في تلك المنطقة، بما يشكل جزءًا من محاولة تغيير الواقع المقدسي، ولربط الجزء الغربي للمدينة مع جزئها الشرقي بشكل كامل، لإثبات أنها موحدة.
ويؤكد أن حكومة الاحتلال في أواخر عهدها، خاصة مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية، تحاول ضخ ميزانيات وأموال ضخمة لتغيير الوجه الحضاري في القدس، ولإثبات الرؤية اليهودية.
ويمر النفق السري-وفقًا لأبو دياب- تحت أماكن مهمة وذات خصوصية وصلة للمسلمين والمسيحيين، ولن يُستغل فقط للترويج لروايات تلمودية، بل سيستخدم لتسهيل وصول المستوطنين واليهود للمسجد الأقصى والبلدة القديمة، كونه سيصل إلى حائط البراق والأقصى.
ويلفت إلى أن المستوطنين من خلال النفق، سيسيرون تحت الأرض، ويُشاهدون المعالم العربية الإسلامية والمسيحية، مع أدلاء ومرشدين يهود يروون لهم تاريخ يهودي مزيف حول المدينة المقدسة، كما سيُسهل وصولهم للبلدة القديمة.
ويتابع أن النفق سيتم ربطه مع المشاريع التهويدية جنوب الأقصى ووادي الربابة، لتكون حلقة ضمن مسلسل لتهويد القدس كاملًا، وتغيير مشهدها، وعبرنة كل شيء فوق الأرض وتحتها.
وتعمل سلطات الاحتلال على توسيع النفق ليصل طوله إلى 1200 متر، وعرضه قد يصل من 5-7 أمتار، وربما سيتم استخدام جزء منه للحافلات والمركبات لتسريع وزيادة وصول المستوطنين لحائط البراق وباب المغاربة والبلدة القديمة.
من جهتها، قالت وزارة شؤون القدس الإسرائيلية: "إنها تقوم حاليًا بمشروع ترميم للمكان، لفتح الممر السري المهجور وتحويله إلى موقع تراثي سياحي لتمجيد عناصر عصابات البلماح، عبر تقنيات ثلاثية الأبعاد وأفلام وصور ووسائل عرض حديثة للسياح وطلاب المدارس، ومقاطع تتحدث عن تاريخ القدس من وجهة نظر الاحتلال".
وأشارت إلى أنه تم وضع تركيبات الإنارة بالداخل، وعلى السطح الحديدي التي تم تركيبها في مدخل النفق، وتم تغطية مدخله بمجسم من الحديد الصلب، وقد قُطعت فيها أسماء مختلفة من القدس، بحيث يخترق ضوء الشمس الأسماء المثقوبة، ويُومض على الجدران ويُزينها بالإضاءة وبأسماء عناصر تلك العصابات.
وستشهد المنطقة الجنوبية الغربية من البلدة القديمة تطورات ومشاريع تهويدية عديدة، استكمالًا لخطة الوزارة في ترميم وتوسيع واستكمال هذا النفق والقناة القديمة المرتبطة بعدة مشاريع تهويدية في محيط وداخل البلدة.