القدس وأزقتها تكتسي حُلّة رمضان
القدس – بيان الجعبة - وكالة سند للأنباء
بفرحة يشوبها الحذر، اكتست مدينة القدس المحتلة حلّتها استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك، واحتضان زوّارها الذين يقصدون المدينة وبلدتها القديمة بمئات الآلاف، تبرّكا بالمسجد الأقصى واغتنامًا لأجر الصلاة فيه، رغم إجراءات الترهيب والمنع التي تفرضها سلطات الاحتلال على عشاق الأقصى.
على أسوار القدس القديمة وأبوابها، تبدو حلّة رمضان وقد زينت فضاء القدس، تبعث في نفوس المقدسيين والفلسطينيين الوافدين إليها من كل مكان حبّا وشوقًا، فأضواء الزينة وفوانيس رمضان وأصوات النشيد والروحانيات التي تنبعث من زقاق البلدة القديمة، كفيلة بأن تنسيك مشقة الوصول.
وإلى جانب حبال الزينة والأضواء التي تملأ زقاق البلدة القديمة، يحظى المسجد الأقصى بالحصة الأكبر من الاهتمام والتجهيز استعدادًا لاستقبال المصلين والمعتكفين، حيث عملت لجان الإعمار فيه على نصب مظلات في الساحات لتقي المصلين من أشعة الشمس، كما عمل أهالي القدس بتعاون مع أهالي الداخل المحتل على تنظيف وتهيئة الساحات والمصليات في المسجد.
اكتمال تجهيزات المسجد الأقصى
مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب، يقول إن دائرة الأوقاف بكل طواقمها تعمل بأعلى مستوى لترتيب وتهيئة مرور شهر رمضان المبارك بأريحية على كافة المصلين الوافدين للأقصى.
ويضيف الخطيب في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "دائرة الأوقاف الإسلامية بدأت منذ شهرين بترتيب كل ما يتعلق في إحياء شهر رمضان في المسجد الأقصى، حيث رتبت برامجها المتعلقة بالشؤون الدينية، بما تحويه من دروس دينية يومية في المسجد على مدار الساعة".
وتابع: "كما رتبت (دائرة الأوقاف) جداول المؤذنين والأئمة لصلوات التراويح وخُطب الجمعة، وأنهت كل التجهيزات المتعلقة بالناحية الدينية للشهر الكريم في الأقصى".
وأنهت "الأوقاف" ترتيباتها في الناحية الصحية وحالات الطوارئ التي قد تحدث مع الوافدين للأقصى، حيث لفت "الخطيب" النظر إلى التعاون الكبير بين الأوقاف الإسلامية واللجان الطبية؛ "ستعمل 11 جمعية صحية لتقديم الخدمات للمصلين في أرجاء المسجد الأقصى كافة".
وفيما يتعلق بوجبات الإفطار التي تقدّم للصائمين في المسجد الأقصى، يشير ضيفنا إلى أن موائد إفطار المصلين والوافدين والمعتكفين في المسجد الأقصى ستكون حاضرة كما العادة خدمة لزواره.
ويكمل: "تكية خاصكي سلطان الواقعة عند باب الناظر، أحد أبواب الأقصى، ستعمل بكل طاقتها لتوفر وجبات الإفطار للعائلات الميسورة والمستورة في مدينة القدس".
أما عن وحدات الخدمات فيشير "الخطيب" إلى أنه تم الانتهاء منها، حيث كان هناك عملًا دؤوبًا على مدار أسبوعين لتنظيف وتهيئة وترتيب جميع مصليات وقباب وساحات الأقصى، بمشاركة محمودة من آلاف المقدسيين والفلسطينيين القادمين من مدن الداخل المحتل.
ويُشدد على أن جميع لجان النظام ولجان الكشافة ستعمل جنبًا إلى جنب مع حراس المسجد الأقصى وسدنته.
ويناشد الخطيب جميع المصلين الوافدين للأقصى بالاستجابة والتعاون الكامل مع لجان النظام وحراس الأقصى للمحافظة على هدوء ونظافة المسجد، مطالبًا بالتزام الهدوء والتحلي بالصبر عند الدخول والخروج من وإلى المسجد في أوقات الازدحام.
استعدادات التجار..
ورغم الوضع التجاري المتهالك لمدينة القدس جراء التضييقات والسياسات الإسرائيلية بحق التجار، إلا أن شهر رمضان المبارك يشكل لتجار المدينة فسحة أمل لتنظيم وترتيب أوضاعهم المالية.
رئيس لجنة التجار المقدسيين حجازي الرشق، يوضح لـ "وكالة سند للأنباء" أن تجار مدينة القدس عامة والبلدة القديمة على وجه الخصوص، بدؤوا منذ أشهر بتجهيز بضائعهم ومحلاتهم لاستقبال الشهر الفضيل، حيث تنشط فيه الحركة التجارية مما يُعدل سوقها طوال العام.
ويضيف: "التاجر في القدس يعتمد طوال العام على شهر رمضان المبارك؛ لتصريف بضائعه وتسديد الالتزامات المتراكمة عليه طوال العام، نتيجة مضايقات الاحتلال المستمرة بالمداهمات الضرائبية والحجوزات ومصادرة البضائع".
ويبيّن حجازي أن استعدادات التجار للشهر الفضيل تنقسم إلى مواسم، حيث قبل شهر منه تنشط الحركة التجارية على حبال الزينة والفوانيس والنثريات المتعلقة بجمالية الشهر وزينته في بيوت المقدسيين، فيما تنتقل هذا الحركة خلال الأسبوعين الأوائل من الشهر على محلات المواد التموينية والحلويات والمشروبات الرمضانية والخضار والفاكهة وكل ما يتعلق بمائدة الإفطار.
وخلال الأسبوعين التاليين من الشهر، فتنتعش باقي الشرائح التجارية كمحلات الألبسة والأحذية والهدايا متجهزاً واستعدادًا لعيد الفطر السعيد، في حين تتركز الحركة في آخر يومين من الشهر على مبيعات الحلويات والسكاكر، وفق "حجازي".
ويأمل "حجازي" أن يمر شهر رمضان على تجار القدس بإيجابية تغلق فجوة تردي الأوضاع الاقتصادية والتجارية في المدينة.
ويتابع: "تنغيص الاحتلال وتصعيده الميداني تجاه الوافدين للأقصى والقدس خلال الشهر تؤثر بشكل كبير على التجار المقدسيين، فعمليات الاعتقالات والمطاردة قد تقلل من الحركة التجارية، وتعمّد الاحتلال استخدام ورش المياه العادمة على المحلات بشكل مباشر يُتلف البضائع ويمنع تصريفها للقوى الشرائية".
ويرى حجازي أن الاحتلال بدأ مند أشهر بتأجيج موقف شهر رمضان، عبر نشر أخبار وتقارير حول تصعيد محتمل في رمضان، ناهيك عن تفريغ وحدات خاصة للقدس ومضاعفة أعداد جنوده في شوارع المدينة.
ويختم بالقول: "الاحتلال يحاول من خلال ذلك كله خلق ذريعة لإغلاق البلدة القديمة والشوارع التجارية والأسواق، لكن نتمنى أن يمر شهر رمضان بكل خير على القدس وتجارها وأهلها وزوارها".
القدس – بيان الجعبة - وكالة سند للأنباء
بفرحة يشوبها الحذر، اكتست مدينة القدس المحتلة حلّتها استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك، واحتضان زوّارها الذين يقصدون المدينة وبلدتها القديمة بمئات الآلاف، تبرّكا بالمسجد الأقصى واغتنامًا لأجر الصلاة فيه، رغم إجراءات الترهيب والمنع التي تفرضها سلطات الاحتلال على عشاق الأقصى.
على أسوار القدس القديمة وأبوابها، تبدو حلّة رمضان وقد زينت فضاء القدس، تبعث في نفوس المقدسيين والفلسطينيين الوافدين إليها من كل مكان حبّا وشوقًا، فأضواء الزينة وفوانيس رمضان وأصوات النشيد والروحانيات التي تنبعث من زقاق البلدة القديمة، كفيلة بأن تنسيك مشقة الوصول.
وإلى جانب حبال الزينة والأضواء التي تملأ زقاق البلدة القديمة، يحظى المسجد الأقصى بالحصة الأكبر من الاهتمام والتجهيز استعدادًا لاستقبال المصلين والمعتكفين، حيث عملت لجان الإعمار فيه على نصب مظلات في الساحات لتقي المصلين من أشعة الشمس، كما عمل أهالي القدس بتعاون مع أهالي الداخل المحتل على تنظيف وتهيئة الساحات والمصليات في المسجد.
اكتمال تجهيزات المسجد الأقصى
مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب، يقول إن دائرة الأوقاف بكل طواقمها تعمل بأعلى مستوى لترتيب وتهيئة مرور شهر رمضان المبارك بأريحية على كافة المصلين الوافدين للأقصى.
ويضيف الخطيب في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء": "دائرة الأوقاف الإسلامية بدأت منذ شهرين بترتيب كل ما يتعلق في إحياء شهر رمضان في المسجد الأقصى، حيث رتبت برامجها المتعلقة بالشؤون الدينية، بما تحويه من دروس دينية يومية في المسجد على مدار الساعة".
وتابع: "كما رتبت (دائرة الأوقاف) جداول المؤذنين والأئمة لصلوات التراويح وخُطب الجمعة، وأنهت كل التجهيزات المتعلقة بالناحية الدينية للشهر الكريم في الأقصى".
وأنهت "الأوقاف" ترتيباتها في الناحية الصحية وحالات الطوارئ التي قد تحدث مع الوافدين للأقصى، حيث لفت "الخطيب" النظر إلى التعاون الكبير بين الأوقاف الإسلامية واللجان الطبية؛ "ستعمل 11 جمعية صحية لتقديم الخدمات للمصلين في أرجاء المسجد الأقصى كافة".
وفيما يتعلق بوجبات الإفطار التي تقدّم للصائمين في المسجد الأقصى، يشير ضيفنا إلى أن موائد إفطار المصلين والوافدين والمعتكفين في المسجد الأقصى ستكون حاضرة كما العادة خدمة لزواره.
ويكمل: "تكية خاصكي سلطان الواقعة عند باب الناظر، أحد أبواب الأقصى، ستعمل بكل طاقتها لتوفر وجبات الإفطار للعائلات الميسورة والمستورة في مدينة القدس".
أما عن وحدات الخدمات فيشير "الخطيب" إلى أنه تم الانتهاء منها، حيث كان هناك عملًا دؤوبًا على مدار أسبوعين لتنظيف وتهيئة وترتيب جميع مصليات وقباب وساحات الأقصى، بمشاركة محمودة من آلاف المقدسيين والفلسطينيين القادمين من مدن الداخل المحتل.
ويُشدد على أن جميع لجان النظام ولجان الكشافة ستعمل جنبًا إلى جنب مع حراس المسجد الأقصى وسدنته.
ويناشد الخطيب جميع المصلين الوافدين للأقصى بالاستجابة والتعاون الكامل مع لجان النظام وحراس الأقصى للمحافظة على هدوء ونظافة المسجد، مطالبًا بالتزام الهدوء والتحلي بالصبر عند الدخول والخروج من وإلى المسجد في أوقات الازدحام.
استعدادات التجار..
ورغم الوضع التجاري المتهالك لمدينة القدس جراء التضييقات والسياسات الإسرائيلية بحق التجار، إلا أن شهر رمضان المبارك يشكل لتجار المدينة فسحة أمل لتنظيم وترتيب أوضاعهم المالية.
رئيس لجنة التجار المقدسيين حجازي الرشق، يوضح لـ "وكالة سند للأنباء" أن تجار مدينة القدس عامة والبلدة القديمة على وجه الخصوص، بدؤوا منذ أشهر بتجهيز بضائعهم ومحلاتهم لاستقبال الشهر الفضيل، حيث تنشط فيه الحركة التجارية مما يُعدل سوقها طوال العام.
ويضيف: "التاجر في القدس يعتمد طوال العام على شهر رمضان المبارك؛ لتصريف بضائعه وتسديد الالتزامات المتراكمة عليه طوال العام، نتيجة مضايقات الاحتلال المستمرة بالمداهمات الضرائبية والحجوزات ومصادرة البضائع".
ويبيّن حجازي أن استعدادات التجار للشهر الفضيل تنقسم إلى مواسم، حيث قبل شهر منه تنشط الحركة التجارية على حبال الزينة والفوانيس والنثريات المتعلقة بجمالية الشهر وزينته في بيوت المقدسيين، فيما تنتقل هذا الحركة خلال الأسبوعين الأوائل من الشهر على محلات المواد التموينية والحلويات والمشروبات الرمضانية والخضار والفاكهة وكل ما يتعلق بمائدة الإفطار.
وخلال الأسبوعين التاليين من الشهر، فتنتعش باقي الشرائح التجارية كمحلات الألبسة والأحذية والهدايا متجهزاً واستعدادًا لعيد الفطر السعيد، في حين تتركز الحركة في آخر يومين من الشهر على مبيعات الحلويات والسكاكر، وفق "حجازي".
ويأمل "حجازي" أن يمر شهر رمضان على تجار القدس بإيجابية تغلق فجوة تردي الأوضاع الاقتصادية والتجارية في المدينة.
ويتابع: "تنغيص الاحتلال وتصعيده الميداني تجاه الوافدين للأقصى والقدس خلال الشهر تؤثر بشكل كبير على التجار المقدسيين، فعمليات الاعتقالات والمطاردة قد تقلل من الحركة التجارية، وتعمّد الاحتلال استخدام ورش المياه العادمة على المحلات بشكل مباشر يُتلف البضائع ويمنع تصريفها للقوى الشرائية".
ويرى حجازي أن الاحتلال بدأ مند أشهر بتأجيج موقف شهر رمضان، عبر نشر أخبار وتقارير حول تصعيد محتمل في رمضان، ناهيك عن تفريغ وحدات خاصة للقدس ومضاعفة أعداد جنوده في شوارع المدينة.
ويختم بالقول: "الاحتلال يحاول من خلال ذلك كله خلق ذريعة لإغلاق البلدة القديمة والشوارع التجارية والأسواق، لكن نتمنى أن يمر شهر رمضان بكل خير على القدس وتجارها وأهلها وزوارها".