حارة السعدية.. موطن الأولياء والشهداء والمساجد بالقدس

  • الثلاثاء 20, أغسطس 2024 10:34 ص
  • حارة السعدية.. موطن الأولياء والشهداء والمساجد بالقدس
حارة "السعدية" إحدى حارات الحي الإسلامي في البلدة القديمة لمدينة القدس، تضم مقابر عدد من الأولياء والشهداء. يقطنها الفلسطينيون وتشهد من حين لآخر محاولات من الاحتلال الإسرائيلي للاستيلاء على بعض بيوتها، ويتصدى لها السكان.
حارة السعدية.. موطن الأولياء والشهداء والمساجد بالقدس
الجزيرة نت
حارة "السعدية" إحدى حارات الحي الإسلامي في البلدة القديمة لمدينة القدس، تضم مقابر عدد من الأولياء والشهداء. يقطنها الفلسطينيون وتشهد من حين لآخر محاولات من الاحتلال الإسرائيلي للاستيلاء على بعض بيوتها، ويتصدى لها السكان.
تتميز الحارة بوجود عدد كبير من مقامات الأولياء والشهداء والمساجد العريقة، ومنها مقام الشيخ ريحان ومقام الشيخ مكي ومقام الشيخ البسطامي ومقام الشيخ المولوي.
الموقع
تقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس بين باب الساهرة وباب العامود، وبالقرب من المسجد الأقصى المبارك.
يحدها من الشمال سور القدس الذي أنشأه السلطان العثماني سليمان القانوني، ومن الشرق عقبتا الشيخ حسن ودرويش ضمن منطقة باب حطة، ومن الجنوب النزل النمساوي، ومن الغرب سويقة باب العامود.
ومن المنافذ الرئيسية لهذه الحارة -التي أغلب سكانها من المسلمين- باب الساهرة شمال المدينة، حيث الطريق إلى المسجد الأقصى المبارك.
سبب التسمية
سميت بهذا الاسم نسبة إلى سكانها من بني سعد (المعروفين بالسعديين)، وهم إحدى القبائل التي جاءت مع الفاتح صلاح الدين الأيوبي لاستعادة القدس من أيدي الفرنجة (الصليبيين) قبل 800 عام.
وهي من الحارات التي لا تزال تحافظ على تراثها المعماري الإسلامي، وكانت تسمى أيضا حارة الأكراد نسبة للأكراد الذين قدموا مع القائد صلاح الدين الأيوبي وأقاموا فيها.
وتسمى كذلك حارة المشارقة نسبة للمسيحيين الذين سكنوها أيام الصليبيين، لكن الاسم الذي عرفت به أكثر هو "حارة السعدية".
ومن سكان حارة السعدية شيوخ الطرق المختلفة مثل شيخ الأزبكية (النقشبندية) وشيخ الزاوية الهندية وشيخ المولوية وشيخ الخلوتية وشيخ السعدية وشيخ الزاوية القادرية وشيخ الزاوية البسطامية ومشايخ المذاهب الأربعة.
المعالم الأثرية
لعل أهم ما يميز هذه الحارة كثرة الكنوز الرائعة من الآثار الإسلامية ومنها:
دير راهبات صهيون: الذي يضم ديرا كبيرا حديثا وكنيسة ومتحفا صغيرا وبِركة رومانية وبقايا آثار قديمة.
الزاوية الهندية: التي سميت بهذا الاسم نسبة للعالم الصوفي الهندي "بابا فريد شكركنج"، الذي قدِم لمدينة القدس قبل نحو 800 عام، وهو ممن رابطوا فيها وتمسكوا بها وسكنوا فيها، وينتمي لطائفة "الشيستي" الصوفية في الهند، وقد أقام في القدس 40 يوما ثم عاد إلى الهند.
وبعده جاء العديد من مريديه وأتباعه إلى القدس في طريقهم إلى الحج وبقوا فيها، ومن ثم أنشئت الزاوية الهندية وسُجِّلت وقفا هنديا إسلاميا خيريا.
مسجد ومقام الشيخ مكي: يقع قرب باب الساهرة، وتحديدا على يمين الداخل إلى داخل مدينة القدس القديمة من الباب المذكور تجاه المسجد الأقصى، ويقابل مدرسة القادسية.
أصل بنائه ضريح مقام الولي الشيخ مكي، وهو أبو القاسم مكي بن عبد السلام الرميلي. كان مفتي الشافعية في بيت المقدس، وعاصر الاحتلال الصليبي لمدينة القدس.
فبعدما اجتاح الصليبيون مدينة القدس ألقوا القبض عليه وطلبوا من الناس فدية بعدما عرفوا مكانته عندهم، ولكن لانشغال الناس وهروبهم بأجسادهم دون أموالهم لم يفتده أحد.
فربطه الصليبيون ورجموه حتى استشهد، وبعد فتح صلاح الدين الأيوبي القدس، وفي فترة الأيوبيين عموما تم إحياء المدينة وبناء المساجد، فبني مسجد الشيخ مكي لإحياء ذكراه.
ولأن الضريح أو المقام بات مهجورا، تطوّع بعض المجاورين له سنة 1982 بتشكيل لجنة عرفت بـ"لجنة مسجد الشيخ مكي" بهدف إعماره وفتحه للصلاة لخلو المنطقة من المساجد.
وبعد صدور موافقة دائرة الأوقاف في القدس على تشكيل هذه اللجنة وإنجاز المخططات والتقديرات اللازمة، بوشر بتعمير وترميم المكان، وافتتح مسجدا في السنة نفسها بمساحة تبلغ 24 مترا مربعا.
وفي العام التالي أدخل التيار الكهربائي إليه وافتتحت فيه مكتبة صغيرة، كما أعيد ترميمه وتكحيل جدرانه الخارجية عام 1984.
مسجد المئذنة الحمراء
وهو من أهم المباني التي بنيت في العهد العثماني، ويتألف من مبنى ومصلى يقع في الناحية الجنوبية الغربية، ومن مئذنة طويلة تمتاز بتصميم معماري متأثر بالعمارة المملوكية، وهي من المآذن الدائرية التي ترتكز على قاعدة مربعة فوق الأرض على عكس المآذن المحمولة على أبنية.
أنشأ هذا المسجد الشيخ علاء الدين علي بن شمس الدين محمد الخلوتي حوالي عام 940هـ/1533م، وأُطلق عليه في النصف الأول من القرن السادس عشر اسم "مسجد الشيخ علي الخلوتي"، ثم أطلق عليه أهل القدس اسم "مسجد المئذنة الحمراء" نسبة إلى شريط أحمر كان يحيط شرفة مئذنته من أعلى.
تقع عقبة الشيخ ريحان في حارة السعدية داخل أسوار البلدة القديمة من القدس، وتنسب العقبة إلى الصحابي أبو ريحان الأسدي الذي سكن مدينة القدس بعد فتحها، وتمتاز بطابعها المعماري القديم الذي حافظ عليه سكانها حتى اليوم.
مسجد الحنابلة
مسجد الحنابلة، أو مسجد الشيخ ريحان، مسجد أثري يعود تاريخه إلى العصر العثماني في فلسطين.
يقع في عقبة المولى (عقبة الراهبات)، وتحده شرقا زاوية الشيخ علي الخلوتي التي تقطنها عائلة علوي، وغربا عقبة الشيخ ريحان نسبة للموقع، وشمالا دار طوغان بك.
بُني المسجد أيام السلطان العثماني أحمد الأول عام 1611م، وليست له مئذنة. ويُعرف أيضا باسم مسجد الشيخ ريحان، وهو من المساجد التي افتتحت عام 1979 بعد أن كان مدفنا.
مسجد الشيخ لؤلؤ
يقع على الحد الغربي لحارة السعدية في بداية سويقة باب العامود، وتحديدا على يسار الداخل من هذا الباب، وفي أول الطريق المتجه إلى حارة السعدية.
يوجد ضمن مجمع عرف تاريخيا بالزاوية اللؤلؤية المنسوبة إلى واقفها بدر الدين لؤلؤ غازي، عتيق الملك الأشرف شعبان بن حسين (778-764هـ/1376-1362م)، الذي وقف المدرسة بحي الواد في العام 775هـ/1373م.