الوزير السابق "أبو عرفة".. إبعاد عن مسقط رأسه وحنين للقدس يتجدد ك

  • السبت 08, أبريل 2023 02:35 م
  • الوزير السابق "أبو عرفة".. إبعاد عن مسقط رأسه وحنين للقدس يتجدد ك
ثلاثة عشر عامًا، مرّ شهر رمضان الفضيل فيها على الوزير السابق لشؤون القدس خالد إبراهيم أبو عرفة (62 عامًا)، مثقلًا باللوعة والحنين للمسجد الأقصى والقدس، مسقط رأسه ومربى طفولته وشبابه.
الوزير السابق "أبو عرفة".. إبعاد عن مسقط رأسه وحنين للقدس يتجدد كل رمضان
رام الله - زيد أبو عرة - وكالة سند للأنباء
ثلاثة عشر عامًا، مرّ شهر رمضان الفضيل فيها على الوزير السابق لشؤون القدس خالد إبراهيم أبو عرفة (62 عامًا)، مثقلًا باللوعة والحنين للمسجد الأقصى والقدس، مسقط رأسه ومربى طفولته وشبابه.
وبرفقة النواب المقدسيين أحمد عطون (52 عاماً)، ومحمد طوطح (54 عاماً)، ومحمد أبوطير (73 عاماً)، يُحرم "أبو عرفة" من دخول القدس والصلاة في مسجدها،، بعد أن صدر قرار بإبعادهم عن مدينتهم، ما حرمهم من لذة الصلاة في الأقصى في رمضان، ومن متعة الأجواء المقدسية الخاصة في لياليه.
"نعيش حُرقة البُعد والحرمان يومياً"، بهذه الكلمات بدأ "أبو عرفة" وصف مشاعره وهو مبعد عن القدس للعام الثالث عشر على التوالي، مضيفًا: "تزداد الحُرقة ويزداد الشوق مع كل رمضان، وكل تراويح، وكل ليلة قدر، وكل ذكرى إسراء ومعراج ومولد نبوي، وكل مناسبة".
وبحسرة وألم يتحدث "أبو عرفة" لـ "وكالة سند للأنباء": "تكاد أنفاسنا تُحبس ونحن نرى قطعان المستوطنين يدنسون تراب الأقصى وطهره الشريف برجسهم وطغيانهم بينما نحن مبعدون عنه، نُحرم من عيش أجمل تفاصيل حياتنا في رباه".
ويستذكر ضيفنا تواجده الدائم في المسجد الأقصى منذ نعومة أظفاره حتى إبعاده، وكيف كان يقضي الليالي والأيام في باحات المسجد الأقصى في شهر رمضان، بينما بات يعيش هو وأسرته منذ إبعاده عن القدس مفتقدين للمشاعر المقدسية التي اعتادوا عليها.
وخرج "أبو عرفة" من عائلة مقدسية تسكن رأس العامود، حيث ولد هناك عام 1961، وقدّمت عائلته شقيقه "طارق" شهيدًا بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال في القدس عام 1994 مع رفيق له.
وفي مدارس القدس وحواريها العتيقة، كبر "أبو عرفة" على حبها، ولم يخرجه منها إلا طلبًا للعلم في بغداد بالعراق، ودراسة الهندسة الميكانيكية، ليعود وكله شوق لها بعد تخرجه عام 1981 ويبدأ شق طريقه للعمل بالرسم الهندسي والتجارة مع عائلته في القدس.
إلا أن ذلك كله، لم يمنع "أبو عرفة" منذ عودته بعد تخرجه، من الانضمام للعمل الدعوي والجمعيات الخيرية ودور القرآن الكريم والنوادي، الأمر الذي جعله عرضة للاعتقالات المتلاحقة التي بدأت فور عودته من بغداد.
ويبيّن "ضيف سند"، أنه حمل وزارة شؤون القدس في عام 2006، فيما كان هناك ثلاثة من أعضاء المجلس التشريعي أيضا من أبناء القدس، والذين حملوا هموم المدينة على أكتافهم، الأمر الذي دفع الاحتلال لتهديدهم بالانسحاب من "التشريعي" والحكومة الفلسطينية العاشرة، أو مصادرة إقامتهم في القدس.
سحب الهوية والإبعاد..
وبعد توليه حقيبة شؤون القدس بثلاثة شهور، تعرض الوزير للاعتقال على يد سلطات الاحتلال عام 2006، حيث أمضى عامين ونصف، في حين أمضى النواب المقدسيين الآخرين 4 سنوات.
ولم تكتف سلطات الاحتلال بالتضييق عليهم واعتقالهم لسنوات طويلة، فبعد خروجهم من السجن، تم سحب هوياتهم بشكل فعلي، إضافة لرخص السواقة ثم طلبت منهم مغادرة مدينة القدس ليلجؤوا بعد ذلك لمقر الصليب الأحمر في حي الشيخ جراح بالقدس، لـ 19 شهرا، معلنين رفضهم للإبعاد عن مدينتهم ومسقط رؤوسهم.
لكن شهور الاعتصام في مقر الصليب الأحمر، انتهت باقتحام قوات الاحتلال المقر واعتقالهم لمدد مختلفة والإفراج عنهم عام 2014 في مناطق الضفة (مدينة رام الله) ومنع دخولهم مدينة القدس حتى اليوم، وفق "أبو عرفة".
وعن ذلك يحدثنا: "منذ ذلك اليوم انقطعنا عن المسجد الأقصى والصلاة فيه، وإحياء ليالي رمضان المميزة في باحاته، كما انقطعنا عن أعمالنا وأهلنا وحياتنا الاجتماعية في القدس".
وبحرقة يكمل: "هذا الانقطاع الشديد والطويل عن القدس وحياتنا بمختلف مجالاتها سبب صعوبات ومشاكل كبيرة لنا على أكثر من صعيد".
ورغم الإبعاد والحرمان، لم تتوقف سلطات الاحتلال عن ملاحقة "أبو عرفة" والنواب المبعدين، حيث تعرض بعضهم للاعتقال لأكثر من سبع مرات خلال فترة الإبعاد، جلها تحت سيف الاعتقال الإداري.
تحدّي..
ولأن الألم لا يكسر المقدسيّ، فقد تحدّى "أبو عرفة" إجراءات الاحتلال وظروف الإبعاد القاسية عن مدينته، وأكمل دراساته العليا، وأنجز رسالة الماجستير عام 2015 بعنوان: "المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس بين عامي 1987 – 2015"، تحدث فيها عن الانتفاضتين والهبة التي حصلت في عام 2015".
فيما تبعث صور الزحف البشري الهائل للمسجد الأقصى في شهر مضان السعادة في قلب "أبو عرفة"، فتكون كبلسم يداوي جرحه، ويواسي قلبه المشتاق لسجدة في الأقصى، وعن ذلك يحدثنا: "رؤية المرابطين المقدسيين والمرابطين من كل فلسطين، وهم يهرولون إلى المسجد الأقصى، تتقدمهم النساء والفتية والأطفال وكذلك الشيوخ والعجائز، لا يخشون عدواً ولا قطعاناً ولا سلاحاً، كأنما هم الأقوياء وعدوهم هو الضعيف الجبان، تواسينا وتربت على قلوبنا حتى لو حرمنا من وصاله".
ويختم بالقول: "هذه المشاهد الرائعة تجدد فينا الأمل في العودة الى أقصانا ومنازلنا وأهلينا، وتجدد فينا العزيمة في الدعوة إلى الصبر والثبات والصمود".
ويصل مئات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية والداخل المحتل للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان الفضيل، متحدّين تضييقات الاحتلال ومحاولات عرقلة وصول المصلين للقدس والمسجد الأقصى.