"محمد مطور".. فتى مقدسي أفقدته رصاصة إسرائيلية عينه
فلسطين أونلاين
على أَسِرّة مستشفى العيون "سان جون" في مدينة القدس المحتلة يستلقي الفتى محمد مطور، غارقًا في النوم بعد خروجه من غرفة العمليات لتركيب عين صناعية لتُعوضه عن عينه التي فقدها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في أبريل الماضي.
وخضع محمد 17 عامًا، طوال الأشهر الماضية لسلسلة عمليات في عينه اليسرى، وتهيئتها لتركيب عين صناعية، للتخفيف من معاناته.
وفقد مطور، عينه في العاشر من أبريل/ نيسان الماضي، برصاصة معدنية مغلّفة بالمطاط، أطلقتها عليه قوات الاحتلال المقتحمة لبلدة الرام شمال مدينة القدس المحتلة. فداءً للقدس ولم ينسَ مطور الذي أُجريت له العملية أول من أمس، معاناته طوال الأشهر الماضية، ولا سيما بعد أن فقد عينه اليسرى، وشعوره بالوحدة، ومحاولة تجنب الآخرين.
ويعود مطور بذاكرته إلى الوراء، ليقول لصحيفة "فلسطين": "بعد أن تناولت طعام الإفطار خلال شهر رمضان الماضي، خرجتُ برفقة أصدقائي لنُفاجَأ بإطلاق الرصاص باتجاهنا من قِبل جيش الاحتلال، لأُصاب بعيني اليسرى".
ولم يُخفِ استغرابه عما تعرّض له من إصابة، لكونه لم يكن مشاركًا بالمواجهات التي اندلعت في البلدة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال. ورغم فقدان مطور عينه إلا أنه بدا متماسكًا ويُردّد: هي فداء للقدس والمسجد الأقصى المبارك وللشهداء، ولن يرهبنا الاحتلال، ولن ترهبنا بنادقه ورصاصاته. إعاقة دائمة واتهم إياد مطور، والد الفتى، جيش الاحتلال بالتعمد في استهداف ابنه، مضيفًا:
لم يكن نجلي يُشكّل خطرًا على أحد، متمنيًا أن يستعيد نشاطه وحيويته بعد إجراء عمليته.
وتساءل: "ما الذنب الذي ارتكبه محمد لتُطلق عليه قوات الاحتلال النار وتقتلع عينه؟"، محمّلًا الاحتلال المسؤولية الكاملة عما حصل له والتسبب بإصابته بإعاقة دائمة.
وبالعودة إلى وقت الإصابة يُلفت إلى أنّ زوجته، أُغمي عليها وصُدمت بعد أن سمعت أنّ ابنها "محمد" فقد عينه، لافتًا إلى أنّ الاحتلال رفض إجراء عمليته في مدينة القدس بسبب المنع الأمني.
ويلفت إلى أنّ عمليته كانت وقتها في مستشفى العيون، حينها وصلتهم رسالة من "الارتباط الفلسطيني" بأنّ محمدًا مرفوض، وممنوع من دخول القدس، لتبقى الرصاصة في عينه إلى ثاني يوم، وتم تحويله إلى مستشفى نابلس وهناك تم إزالة الرصاصة.
ودعا مطور كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية والتي تعنى بالطفولة للاطّلاع على معاناة الأطفال في الأراضي الفلسطينية، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المرتكبة بحقهم.
وتتعمد قوات الاحتلال استهداف المناطق الحساسة في أجساد الفلسطينيين خاصة الأطفال منهم خلال المواجهات والاشتباكات، بهدف خلق إعاقات حركية وعاهات مستديمة في صفوفهم.
تعمُّد إسرائيلي من جهته، قال مدير برنامج المساءلة القانونية بالحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد قطيش: إنّ الاحتلال تعمد استهداف الفتى مطور بعينه بينما كان برفقة زملائه، ولم يكن مشاركًا بأيّ مواجهات.
وبيّن قطيش، في حديث لصحيفة "فلسطين" أنّ منظمته وثّقت استشهاد 2200 طفل في الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ عام 2000 حتى اللحظة، إضافة إلى إصابة عشرات الآلاف من الأطفال بأماكن مختلفة من الجسم، وغالبيتها تركّزت في الأجزاء العلوية من الجسم.
وأكد أنّ جيش الاحتلال يستخدم أسلحة ممنوعة لفضّ المتظاهرين وقمعهم، دون التزام المعايير الدولية للتعامل مع المتظاهرين السلميين، وخاصة الأطفال منهم فتطلق النار بشكل مباشر عليهم بهدف قتلهم، رغم أنهم لا يُشكّلون خطرًا عليها.
وأشار إلى أنّ منظمته، وثّقت العديد من الحالات التي فقد خلالها أطفال إحدى العينَين، لافتًا إلى أنّ الاحتلال لا يتوانى في إطلاق النار باتجاههم، مُرجعًا ذلك لعدم محاسبته على الجرائم التي يرتكبها؛ الأمر الذي زاد من تغوُّله عليهم.
فلسطين أونلاين
على أَسِرّة مستشفى العيون "سان جون" في مدينة القدس المحتلة يستلقي الفتى محمد مطور، غارقًا في النوم بعد خروجه من غرفة العمليات لتركيب عين صناعية لتُعوضه عن عينه التي فقدها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في أبريل الماضي.
وخضع محمد 17 عامًا، طوال الأشهر الماضية لسلسلة عمليات في عينه اليسرى، وتهيئتها لتركيب عين صناعية، للتخفيف من معاناته.
وفقد مطور، عينه في العاشر من أبريل/ نيسان الماضي، برصاصة معدنية مغلّفة بالمطاط، أطلقتها عليه قوات الاحتلال المقتحمة لبلدة الرام شمال مدينة القدس المحتلة. فداءً للقدس ولم ينسَ مطور الذي أُجريت له العملية أول من أمس، معاناته طوال الأشهر الماضية، ولا سيما بعد أن فقد عينه اليسرى، وشعوره بالوحدة، ومحاولة تجنب الآخرين.
ويعود مطور بذاكرته إلى الوراء، ليقول لصحيفة "فلسطين": "بعد أن تناولت طعام الإفطار خلال شهر رمضان الماضي، خرجتُ برفقة أصدقائي لنُفاجَأ بإطلاق الرصاص باتجاهنا من قِبل جيش الاحتلال، لأُصاب بعيني اليسرى".
ولم يُخفِ استغرابه عما تعرّض له من إصابة، لكونه لم يكن مشاركًا بالمواجهات التي اندلعت في البلدة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال. ورغم فقدان مطور عينه إلا أنه بدا متماسكًا ويُردّد: هي فداء للقدس والمسجد الأقصى المبارك وللشهداء، ولن يرهبنا الاحتلال، ولن ترهبنا بنادقه ورصاصاته. إعاقة دائمة واتهم إياد مطور، والد الفتى، جيش الاحتلال بالتعمد في استهداف ابنه، مضيفًا:
لم يكن نجلي يُشكّل خطرًا على أحد، متمنيًا أن يستعيد نشاطه وحيويته بعد إجراء عمليته.
وتساءل: "ما الذنب الذي ارتكبه محمد لتُطلق عليه قوات الاحتلال النار وتقتلع عينه؟"، محمّلًا الاحتلال المسؤولية الكاملة عما حصل له والتسبب بإصابته بإعاقة دائمة.
وبالعودة إلى وقت الإصابة يُلفت إلى أنّ زوجته، أُغمي عليها وصُدمت بعد أن سمعت أنّ ابنها "محمد" فقد عينه، لافتًا إلى أنّ الاحتلال رفض إجراء عمليته في مدينة القدس بسبب المنع الأمني.
ويلفت إلى أنّ عمليته كانت وقتها في مستشفى العيون، حينها وصلتهم رسالة من "الارتباط الفلسطيني" بأنّ محمدًا مرفوض، وممنوع من دخول القدس، لتبقى الرصاصة في عينه إلى ثاني يوم، وتم تحويله إلى مستشفى نابلس وهناك تم إزالة الرصاصة.
ودعا مطور كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية والتي تعنى بالطفولة للاطّلاع على معاناة الأطفال في الأراضي الفلسطينية، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المرتكبة بحقهم.
وتتعمد قوات الاحتلال استهداف المناطق الحساسة في أجساد الفلسطينيين خاصة الأطفال منهم خلال المواجهات والاشتباكات، بهدف خلق إعاقات حركية وعاهات مستديمة في صفوفهم.
تعمُّد إسرائيلي من جهته، قال مدير برنامج المساءلة القانونية بالحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد قطيش: إنّ الاحتلال تعمد استهداف الفتى مطور بعينه بينما كان برفقة زملائه، ولم يكن مشاركًا بأيّ مواجهات.
وبيّن قطيش، في حديث لصحيفة "فلسطين" أنّ منظمته وثّقت استشهاد 2200 طفل في الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ عام 2000 حتى اللحظة، إضافة إلى إصابة عشرات الآلاف من الأطفال بأماكن مختلفة من الجسم، وغالبيتها تركّزت في الأجزاء العلوية من الجسم.
وأكد أنّ جيش الاحتلال يستخدم أسلحة ممنوعة لفضّ المتظاهرين وقمعهم، دون التزام المعايير الدولية للتعامل مع المتظاهرين السلميين، وخاصة الأطفال منهم فتطلق النار بشكل مباشر عليهم بهدف قتلهم، رغم أنهم لا يُشكّلون خطرًا عليها.
وأشار إلى أنّ منظمته، وثّقت العديد من الحالات التي فقد خلالها أطفال إحدى العينَين، لافتًا إلى أنّ الاحتلال لا يتوانى في إطلاق النار باتجاههم، مُرجعًا ذلك لعدم محاسبته على الجرائم التي يرتكبها؛ الأمر الذي زاد من تغوُّله عليهم.