ولا خذلان !

  • الأربعاء 23, مارس 2022 09:34 ص
  • ولا خذلان !
1. عندما يكون المرء أسيراً لدى عدوّ قاهر لسنوات متطاولات فإنّ نفسه الشريفة لا تَذلّ للئيم، ولا تنحني لمتكبّر، ولا تتطاوع لمتجبّر .
ولا خذلان !
د. أسامة الأشقرد. أسامة الأشقر
1. عندما يكون المرء أسيراً لدى عدوّ قاهر لسنوات متطاولات فإنّ نفسه الشريفة لا تَذلّ للئيم، ولا تنحني لمتكبّر، ولا تتطاوع لمتجبّر .
2. والأسير صاحب قضية، وحامل رسالة، وهو فوق ذلك ممن قرَن القول بالعمل، وقرن العمل بالثبات، ودفع ثمن ذلك من عمره الغالي، وفقد واحدة من أغلى ما يملكه الإنسان: الحرية.
3. ولأن الكرامة قرينة الحرية، وهي تبقى لدى الإنسان الحرّ رغم قيده فإن التمرد على السجّان المتمادي في طغيانه، والمنغمس في ظلمه حيث لا يكتفي بهذا السجن للآلاف من أكرم شعبنا بل يفرض عليهم ظروفاً قاهرة وعقوبات لا تنتهي ويحرمهم من حقوقهم التي ناضلوا طويلاً لأجل تثبيتها مع إدارات السجون البغيضة... هذه الثورة أصبحت واجباً لا مفرّ منه ولا مهرب.
4. وقد أصبحت حياتهم جحيماً بعد عملية النفق العظيمة فلم تزل تحرص على كسر صلابتهم، ونزع شوكتهم، وسلب إرادتهم، وتنغيص معيشتهم، وتمتهن كرامتهم في كل قرار أو ممارسة بشأن حياتهم في الأسر.
5. وبلغ السوء بحالهم أن حُرموا حتى من القدور والملاعق والمغارف لأنها يمكن أن تستعمل في الحفر، فوق الحرمان من الهواتف العامة للأسيرات، واستمراء سياسة العزل الانفرادي، وتوفير رعاية طبية ملائمة، وتوسّع سياسة الاعتقال الإداري... ليكون السجن عذاباً وعقاباً لا يجدون فيه إلا العناء والمشقة.
6. ولذلك قرروا أن يلجؤوا إلى آخر أسلحتهم وهم مجرّدون من كل سلاح آخر يمكن أن يؤثر في عدوهم، فاستعدوا لإعلان إضراب مفتوح عن الطعام قبيل شهر رمضان المكرّم، آملين أن يكون هذا الشهر بركة عليهم فيما عزموا عليه، إذ لا عيش بلا كرامة، ولا احترام إلا إذا كنتَ حرام الحِمَى.
7. ولأننا مقصّرون مع هؤلاء في كل أمر ينبغي علينا رغم وجوب النصرة لهم، وضرورة مظاهرتهم، ولزوم احتضان قضيتهم فإن أمرهم ينبغي أن يشغلنا في كل شأن نستطيع القيام به أشخاصاً ومؤسسات لاسيما في القطاعات القانونية والحقوقية والسياسية والتعبوية، وأن نكون مواكبين لثورتهم، حريصين على تبليغ رسالتهم لذوي القرار والمسؤولية، وحماية ظهرهم حتى يبلغوا مرادهم.
8. وقد لجؤوا إليكم اليوم، وهم يعلمون أنكم لستم بخاذليهم فيما تستطيعون إن شاء الله، فالله اللهَ في إخوانكم.