الأسيرة الطويل.. تواصل السلطة حرمانها الراتب في رمضان
الرسالة نت– مها شهوان
بعدما فرغت الأسيرة بشرى الطويل -29 عاما- من تصوير إحدى المناسبات في مدينة جنين يوم الحادي والعشرين من مارس الماضي، جلبت هدية يوم الأم واتصلت على والدتها "منتهى" لتخبرها أنها في الطريق للبيت.
خلال المكالمة كانت تتحدث الطويل لوالدتها عن الازدحام المروري وأنها قد تتأخر قليلاً، حتى وصلت حاجز زعترة الفاصل بين مدينتي نابلس ورام الله، وهناك سمعت الأم، عبر الهاتف، صرخات ابنتها وسؤالها للجندي الإسرائيلي "ليش (..) بحكي مع أمي".
تحكي السيدة منتهى "للرسالة نت" أنها كانت تسمع صرخات ابنتها وهاتفها مفتوح لكن "بشرى" لا تجيب، وبعدها حاولت الأم الاتصال عليها حتى وقت المغرب ليصلها خبر اعتقالها.
اعتادت الأم على اعتقال ابنتها، فهي منذ عمر الثامنة عشر يتم اعتقالها دون وجه حق. بعد يومين من احتجازها عُرضت على قاضي الاحتلال فحكم عليها بـ 72 ساعة، تعلق والدتها "عادة هذا الحكم لا يخيف"، وتضيف: في اليوم التالي تواصل معنا المحامي وظننت أن هناك خبراً مفرحاً ليفاجئني باعتقالها إدارياً ثلاثة شهور".
وتذكر الأم أن ابنتها قضت مجموع ثلاث سنوات وتسعة شهور في الأسر، ففي المرة الأولى حين اعتقلت كانت تخشى عليها كثيراً، لكن حين كانت تزورها وترى معنوياتها عالية أيقنت أن ابنتها قوية لم يكسرها السجن.
وخلال شهر رمضان الحالي، تفتقد عائلة الطويل رب الأسرة والابنة الوحيدة بشرى، تقول والدتها: "الأمر ليس سهلاً، أحاول صناعة البهجة لعائلتي (..) وعند زيارة ابنتي وزوجي لا أخفي عنهم طقوس رمضان فأخبرهم ما جهزت من أطعمة، ومقدار شغفنا للمة العائلة على المائدة الرمضانية".
وتتابع: "أحاول قدر الإمكان ألا أخفي أي خبر حتى لو كان صغيرا عن زوجي وابنتي ليشعرا أننا بالقرب منهما ولا يخفى عنهما شيء حتى وهما معتقلان".
وتشير إلى أنها كالفلك الذي يدور حول السجون لزيارة ابنتها وزوجها لنقل أحوال العالم الخارجي لهم، فمن حقهما معرفتها، حتى لا يشعرا بعد الافراج عنهما أن شيئاً تغير عليهما.
وذاقت "منتهى" تجربة الأسر عام 2010 حين اختير زوجها رئيسا لبلدية البيرة، لكنه تعرض للوشاية بهدف التخلص منه وإشغاله بشيء بعيداً عن البلدية، لكن قوات الاحتلال اعتقلتها هي، مشيرة إلى أنها ظنت أن هناك خطأ والمقصود هو زوجها وليست هي.
وكانت التهمة التي اعتقلت عليها عملها في مؤسسة يصنفها الاحتلال بأنها "إرهابية"، وحينئذ استغرب القاضي وجودها وعلق، وفق قولها، "كيف لزوجة تأتي لحضور جلسات زوجها بشكل مستمر تمتلك الوقت للعمل في مؤسسة إرهابية".
ومنذ 2014 قطعت سلطة رام الله راتب "بشرى"، لكن خلال شهر رمضان جاء لوالدتها خبر أن مبلغا في رصيد ابنتها لا بد من استلامه، فهرعت الأم فرحة فهي بحاجة لتسدد "كنتينة" ابنتها، لكن "يا فرحة ما تمت" كما تقول، موضحة أن موظف البريد أخبرها بسحب المبلغ واسم ابنتها من الكشف.
وتعلق الأم بحرقة: "لا يسعني القول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل (..) البيت القائم على الجهاد يعتاد جميع أشكال المنغصات سواء من السلطة أو الاحتلال".
وعن أول شيء اعتادت فعله "بشرى" فور خروجها من السجن هو أن تشتري الملابس الجديدة لها ولأمها، بينما توزع القديم، وحول ذلك توضح والدتها: "هي صبية ومن حقها شراء ما تشاء".
يذكر أن الطويل تعرضت للاعتقال أكثر من 6 مرات كان أولاها قبل صفقة وفاء الأحرار عام 2011، وكانت ضمن المحررين، ودوما يتعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف عائلة الطويل، فحين يفرج عنها يعتقل والدها والعكس، لكن اليوم يقبع الاثنان داخل المعتقلات الإسرائيلية.
والأسيرة الطويل هي واحدة من بين 41 أسيرة يعشن ظروفاً صعبة وقاسية في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ومعروف عنها دفاعها عن حقوق الأسرى كونها صحافية، ولها نشاط بارز طيلة أيام إضراب المحررين احتجاجاً على قطع رواتبهم من السلطة، كما شاركت في الكثير من الفعاليات الوطنية.
الرسالة نت– مها شهوان
بعدما فرغت الأسيرة بشرى الطويل -29 عاما- من تصوير إحدى المناسبات في مدينة جنين يوم الحادي والعشرين من مارس الماضي، جلبت هدية يوم الأم واتصلت على والدتها "منتهى" لتخبرها أنها في الطريق للبيت.
خلال المكالمة كانت تتحدث الطويل لوالدتها عن الازدحام المروري وأنها قد تتأخر قليلاً، حتى وصلت حاجز زعترة الفاصل بين مدينتي نابلس ورام الله، وهناك سمعت الأم، عبر الهاتف، صرخات ابنتها وسؤالها للجندي الإسرائيلي "ليش (..) بحكي مع أمي".
تحكي السيدة منتهى "للرسالة نت" أنها كانت تسمع صرخات ابنتها وهاتفها مفتوح لكن "بشرى" لا تجيب، وبعدها حاولت الأم الاتصال عليها حتى وقت المغرب ليصلها خبر اعتقالها.
اعتادت الأم على اعتقال ابنتها، فهي منذ عمر الثامنة عشر يتم اعتقالها دون وجه حق. بعد يومين من احتجازها عُرضت على قاضي الاحتلال فحكم عليها بـ 72 ساعة، تعلق والدتها "عادة هذا الحكم لا يخيف"، وتضيف: في اليوم التالي تواصل معنا المحامي وظننت أن هناك خبراً مفرحاً ليفاجئني باعتقالها إدارياً ثلاثة شهور".
وتذكر الأم أن ابنتها قضت مجموع ثلاث سنوات وتسعة شهور في الأسر، ففي المرة الأولى حين اعتقلت كانت تخشى عليها كثيراً، لكن حين كانت تزورها وترى معنوياتها عالية أيقنت أن ابنتها قوية لم يكسرها السجن.
وخلال شهر رمضان الحالي، تفتقد عائلة الطويل رب الأسرة والابنة الوحيدة بشرى، تقول والدتها: "الأمر ليس سهلاً، أحاول صناعة البهجة لعائلتي (..) وعند زيارة ابنتي وزوجي لا أخفي عنهم طقوس رمضان فأخبرهم ما جهزت من أطعمة، ومقدار شغفنا للمة العائلة على المائدة الرمضانية".
وتتابع: "أحاول قدر الإمكان ألا أخفي أي خبر حتى لو كان صغيرا عن زوجي وابنتي ليشعرا أننا بالقرب منهما ولا يخفى عنهما شيء حتى وهما معتقلان".
وتشير إلى أنها كالفلك الذي يدور حول السجون لزيارة ابنتها وزوجها لنقل أحوال العالم الخارجي لهم، فمن حقهما معرفتها، حتى لا يشعرا بعد الافراج عنهما أن شيئاً تغير عليهما.
وذاقت "منتهى" تجربة الأسر عام 2010 حين اختير زوجها رئيسا لبلدية البيرة، لكنه تعرض للوشاية بهدف التخلص منه وإشغاله بشيء بعيداً عن البلدية، لكن قوات الاحتلال اعتقلتها هي، مشيرة إلى أنها ظنت أن هناك خطأ والمقصود هو زوجها وليست هي.
وكانت التهمة التي اعتقلت عليها عملها في مؤسسة يصنفها الاحتلال بأنها "إرهابية"، وحينئذ استغرب القاضي وجودها وعلق، وفق قولها، "كيف لزوجة تأتي لحضور جلسات زوجها بشكل مستمر تمتلك الوقت للعمل في مؤسسة إرهابية".
ومنذ 2014 قطعت سلطة رام الله راتب "بشرى"، لكن خلال شهر رمضان جاء لوالدتها خبر أن مبلغا في رصيد ابنتها لا بد من استلامه، فهرعت الأم فرحة فهي بحاجة لتسدد "كنتينة" ابنتها، لكن "يا فرحة ما تمت" كما تقول، موضحة أن موظف البريد أخبرها بسحب المبلغ واسم ابنتها من الكشف.
وتعلق الأم بحرقة: "لا يسعني القول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل (..) البيت القائم على الجهاد يعتاد جميع أشكال المنغصات سواء من السلطة أو الاحتلال".
وعن أول شيء اعتادت فعله "بشرى" فور خروجها من السجن هو أن تشتري الملابس الجديدة لها ولأمها، بينما توزع القديم، وحول ذلك توضح والدتها: "هي صبية ومن حقها شراء ما تشاء".
يذكر أن الطويل تعرضت للاعتقال أكثر من 6 مرات كان أولاها قبل صفقة وفاء الأحرار عام 2011، وكانت ضمن المحررين، ودوما يتعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف عائلة الطويل، فحين يفرج عنها يعتقل والدها والعكس، لكن اليوم يقبع الاثنان داخل المعتقلات الإسرائيلية.
والأسيرة الطويل هي واحدة من بين 41 أسيرة يعشن ظروفاً صعبة وقاسية في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ومعروف عنها دفاعها عن حقوق الأسرى كونها صحافية، ولها نشاط بارز طيلة أيام إضراب المحررين احتجاجاً على قطع رواتبهم من السلطة، كما شاركت في الكثير من الفعاليات الوطنية.