يوم الأسير الفلسطيني.. حقائق صادمة وعقود من القهر
غزة - صفا
يُحيي الفلسطينيون يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق السابع عشر من أبريل/ نيسان من كل عام، بفعاليات تنطلق في أرجاء فلسطين والشتات، وفي عدد من دول العالم، تضامناً وتسليطًا للضوء على هذا الملف.
وأقرّ المجلس الوطني الفلسطيني باعتباره السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية، هذا اليوم خلال دورته العادية يوم السابع عشر من نيسان/أبريل عام 1974، ليكون يومًا وطنيًا للوفاء للأسرى الفلسطينيين وتضحياتهم، باعتباره يوماً لشحذ الهمم وتوحيد الجهود، لنصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم بالحرية، ولتكريمهم وللوقوف بجانبهم وبجانب ذويهم.
ويقبع في سجون الاحتلال حسب مؤسسات دولية ومحلية تعنى بشؤون الأسرى نحو (9500) أسير، بينهم (80) أسيرة، و(200) طفل، تقل أعمارهم عن (18 عاما).
وأوضحت المؤسسات في تقرير لها عشية يوم الأسير، أن من بين الأسرى أكثر من (3660) معتقلا إداريّا، و (56) صحفيا.
وذكرت أن عدد النواب المعتقلين في سجون الاحتلال 17 جلهم رهن الاعتقال الاداري، أقدمهم الأسيرين أحمد سعدات ومروان البرغوثي.
وأفادت بأن هذه الإحصائيات لا تشمل معطيات معتقلي غزة، كونهم رهن الاعتقال القسري حتى اللحظة.
وأشارت إلى أنّ المتغير الوحيد القائم هو أنّ سلطات الاحتلال وبأجهزتها المختلفة، عملت على تطوير المزيد من أدوات التّنكيل، وتعمق انتهاكاتها عبر بنية العنف الهادفة إلى سلب الأسير الفلسطيني فاعليته وتقويض أي حالة نضالية متصاعدة ضده بهدف تقرير مصيره، وحماية حقوقه الإنسانية.
وأشارت إلى أن عدد المعتقلين القدامى بلغ بعد استشهاد المعتقل وليد دقة 21 معتقلا، أقدمهم المعتقل محمد الطوس من بلدة الجبعة بمحافظة بيت لحم، والمعتقل منذ عام 1985.
كما يبلغ عدد المعتقلين الذي يقضون أحكاما بالسجن المؤبد نحو 600 معتقل، أعلاهم حكما المعتقل عبد الله البرغوثي المحكوم بالسجن 67 مؤبدا، يليه إبراهيم حامد 54 مؤبدا.
وحول شهداء الحركة الأسيرة، أشارت المؤسسات إلى أن العدد ارتفع إلى 252 شهيدا منذ عام 1967، وذلك بعد أن ارتقى داخل سجون الاحتلال (16) معتقلا، وهذا لا يشمل كافة شهداء الحركة الأسيرة بعد السابع من أكتوبر، مع استمرار إخفاء هويات غالبية شهداء معتقلي غزة الذين ارتقوا في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، فيما يبلغ عدد الشهداء المعتقلين المحتجزة جثامينهم 27 شهيدا، أقدمهم الشهيد أنيس دولة المحتجز جثمانه منذ عام 1980.
ومنذ السابع من أكتوبر تتعرض الحركة الأسيرة إلى هجمة غير مسبوقة لتحقيق ما عجزت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عن تحقيقه.
ووجدت حكومة نتنياهو، تحت غطاء العدوان على قطاع غزة فرصتها للاستفراد بالأسرى والانقضاض عليهم وتعذيبهم والتنكيل بهم وفرض العقوبات الجماعية عليهم وعزلهم عن العالم الخارجي؛ فحرمتهم من زيارات الأهل ومنعت الصليب الأحمر من زيارات السجون، ونفذت جريمة الإخفاء القسري بحق أسرى قطاع غزة، وطبقت عليهم قانون المقاتل غير الشرعي.
واستخدمت إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات سلاح الجوع والبرد والمرض مما عرّض حياتهم وصحتهم لخطر حقيقي فخسروا من أوزانهم، بسبب هذه السياسة، ما معدله 15 كغم لكل منهم.
إثبات وفاء
ويريد الفلسطينيون من إحياء هذا اليوم إثبات الوفاء لشهداء الحركة الأسيرة أيضًا، الذي قضوا نحبهم داخل سجون الاحتلال قبل أن يروا نور الحرية.
ويسعى ناشطون فلسطينيون وأنصار للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ونشطاء عرب وغربيين من دول مختلفة إلى تدويل يوم الأسير، عبر إقامة الفعاليات والأنشطة المتنوعة والتي تستمر أيام بعد هذا التاريخ.
ومن المقرر أن تشهد المحافظات الفلسطينية سلسلة من الفعاليات كالمهرجانات والندوات والمسيرات والوقفات التضامنية مع المعتقلين.
وتمارس "إسرائيل" جرائم حرب بحق الأسرى داخل السجون، ليس بدءًا بالإهمال الطبي ويعاني أكثر من 150 أسيرًا من أمراض مزمنة، ومرورًا بالاعتقال الإداري الذي يبقى الأسير من خلاله داخل المعتقل دون تهمة أو محاكمة، وأيضًا منع أهالي عدد كبير منهم من زيارته لسنوات، بالإضافة لأنواع من التعذيب والشبح والتنكيل أثناء وخلال فترة الأسر، وغيرها.
وأبرِمت عدد من صفقات تبادل في تاريخ الحركة الأسيرة، أطلق خلالها سراح ألاف الأسرى، كانت أخرها صفقة "وفاء الأحرار" التي تم إطلاق سراح 1027 أسيرًا مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان معتقلًا لدى كتائب القسام بغزة في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2011.
إضرابات الكرامة
وخاض الأسرى في السجون الإسرائيلية عدة إضرابات مطلبية جماعية وفردية لتحسين ظروفهم واحتجاجًا على انتهاكات إدارة سجون الاحتلال لحقوقهم، أبرزها إضراب سجن عسقلان عام 1970، الذي استشهد فيه الأسير عبد القادر أبو الفحم، وإضراب نفحة عام 1980 الذي استشهد إثره ثلاثة أسرى وإضراب 1992، وإضراب مايو/أيار 2012 الذي أدى إلى إخراج الأسرى المعزولين وإعادة الزيارات لذوي أسرى غزة.
وفي أواخر عامي 2011 و2012 اتسع نطاق الإضرابات الفردية، بفضل إضراب الأسير الشهيد خضر عدنان الذي سلط الضوء على الاعتقال الإداري ثم أفرج عنه، وتلته إضرابات أخرى لفترات متفاوتة ما تزال مستمرة.
ويعقد الأسرى في سجون الاحتلال أملًا كبيرًا في نيل حريتهم من خلال صفقة تبادل أسرى جديدة تبرمها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ممثلة بجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام، التي أسرت خلال عدوان "إسرائيل" على غزة صيف عام 2014 أربعة جنود إسرائيليين، كما أسرت خلال عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023 نحو 200 من الجنود والمستوطنين، أفرجت عن نحو نصفهم في صفقة تبادل إنسانية، وتحتفظ بالباقين لإنجاز "صفقة مشرفة".
غزة - صفا
يُحيي الفلسطينيون يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق السابع عشر من أبريل/ نيسان من كل عام، بفعاليات تنطلق في أرجاء فلسطين والشتات، وفي عدد من دول العالم، تضامناً وتسليطًا للضوء على هذا الملف.
وأقرّ المجلس الوطني الفلسطيني باعتباره السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية، هذا اليوم خلال دورته العادية يوم السابع عشر من نيسان/أبريل عام 1974، ليكون يومًا وطنيًا للوفاء للأسرى الفلسطينيين وتضحياتهم، باعتباره يوماً لشحذ الهمم وتوحيد الجهود، لنصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم بالحرية، ولتكريمهم وللوقوف بجانبهم وبجانب ذويهم.
ويقبع في سجون الاحتلال حسب مؤسسات دولية ومحلية تعنى بشؤون الأسرى نحو (9500) أسير، بينهم (80) أسيرة، و(200) طفل، تقل أعمارهم عن (18 عاما).
وأوضحت المؤسسات في تقرير لها عشية يوم الأسير، أن من بين الأسرى أكثر من (3660) معتقلا إداريّا، و (56) صحفيا.
وذكرت أن عدد النواب المعتقلين في سجون الاحتلال 17 جلهم رهن الاعتقال الاداري، أقدمهم الأسيرين أحمد سعدات ومروان البرغوثي.
وأفادت بأن هذه الإحصائيات لا تشمل معطيات معتقلي غزة، كونهم رهن الاعتقال القسري حتى اللحظة.
وأشارت إلى أنّ المتغير الوحيد القائم هو أنّ سلطات الاحتلال وبأجهزتها المختلفة، عملت على تطوير المزيد من أدوات التّنكيل، وتعمق انتهاكاتها عبر بنية العنف الهادفة إلى سلب الأسير الفلسطيني فاعليته وتقويض أي حالة نضالية متصاعدة ضده بهدف تقرير مصيره، وحماية حقوقه الإنسانية.
وأشارت إلى أن عدد المعتقلين القدامى بلغ بعد استشهاد المعتقل وليد دقة 21 معتقلا، أقدمهم المعتقل محمد الطوس من بلدة الجبعة بمحافظة بيت لحم، والمعتقل منذ عام 1985.
كما يبلغ عدد المعتقلين الذي يقضون أحكاما بالسجن المؤبد نحو 600 معتقل، أعلاهم حكما المعتقل عبد الله البرغوثي المحكوم بالسجن 67 مؤبدا، يليه إبراهيم حامد 54 مؤبدا.
وحول شهداء الحركة الأسيرة، أشارت المؤسسات إلى أن العدد ارتفع إلى 252 شهيدا منذ عام 1967، وذلك بعد أن ارتقى داخل سجون الاحتلال (16) معتقلا، وهذا لا يشمل كافة شهداء الحركة الأسيرة بعد السابع من أكتوبر، مع استمرار إخفاء هويات غالبية شهداء معتقلي غزة الذين ارتقوا في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، فيما يبلغ عدد الشهداء المعتقلين المحتجزة جثامينهم 27 شهيدا، أقدمهم الشهيد أنيس دولة المحتجز جثمانه منذ عام 1980.
ومنذ السابع من أكتوبر تتعرض الحركة الأسيرة إلى هجمة غير مسبوقة لتحقيق ما عجزت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عن تحقيقه.
ووجدت حكومة نتنياهو، تحت غطاء العدوان على قطاع غزة فرصتها للاستفراد بالأسرى والانقضاض عليهم وتعذيبهم والتنكيل بهم وفرض العقوبات الجماعية عليهم وعزلهم عن العالم الخارجي؛ فحرمتهم من زيارات الأهل ومنعت الصليب الأحمر من زيارات السجون، ونفذت جريمة الإخفاء القسري بحق أسرى قطاع غزة، وطبقت عليهم قانون المقاتل غير الشرعي.
واستخدمت إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات سلاح الجوع والبرد والمرض مما عرّض حياتهم وصحتهم لخطر حقيقي فخسروا من أوزانهم، بسبب هذه السياسة، ما معدله 15 كغم لكل منهم.
إثبات وفاء
ويريد الفلسطينيون من إحياء هذا اليوم إثبات الوفاء لشهداء الحركة الأسيرة أيضًا، الذي قضوا نحبهم داخل سجون الاحتلال قبل أن يروا نور الحرية.
ويسعى ناشطون فلسطينيون وأنصار للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ونشطاء عرب وغربيين من دول مختلفة إلى تدويل يوم الأسير، عبر إقامة الفعاليات والأنشطة المتنوعة والتي تستمر أيام بعد هذا التاريخ.
ومن المقرر أن تشهد المحافظات الفلسطينية سلسلة من الفعاليات كالمهرجانات والندوات والمسيرات والوقفات التضامنية مع المعتقلين.
وتمارس "إسرائيل" جرائم حرب بحق الأسرى داخل السجون، ليس بدءًا بالإهمال الطبي ويعاني أكثر من 150 أسيرًا من أمراض مزمنة، ومرورًا بالاعتقال الإداري الذي يبقى الأسير من خلاله داخل المعتقل دون تهمة أو محاكمة، وأيضًا منع أهالي عدد كبير منهم من زيارته لسنوات، بالإضافة لأنواع من التعذيب والشبح والتنكيل أثناء وخلال فترة الأسر، وغيرها.
وأبرِمت عدد من صفقات تبادل في تاريخ الحركة الأسيرة، أطلق خلالها سراح ألاف الأسرى، كانت أخرها صفقة "وفاء الأحرار" التي تم إطلاق سراح 1027 أسيرًا مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان معتقلًا لدى كتائب القسام بغزة في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2011.
إضرابات الكرامة
وخاض الأسرى في السجون الإسرائيلية عدة إضرابات مطلبية جماعية وفردية لتحسين ظروفهم واحتجاجًا على انتهاكات إدارة سجون الاحتلال لحقوقهم، أبرزها إضراب سجن عسقلان عام 1970، الذي استشهد فيه الأسير عبد القادر أبو الفحم، وإضراب نفحة عام 1980 الذي استشهد إثره ثلاثة أسرى وإضراب 1992، وإضراب مايو/أيار 2012 الذي أدى إلى إخراج الأسرى المعزولين وإعادة الزيارات لذوي أسرى غزة.
وفي أواخر عامي 2011 و2012 اتسع نطاق الإضرابات الفردية، بفضل إضراب الأسير الشهيد خضر عدنان الذي سلط الضوء على الاعتقال الإداري ثم أفرج عنه، وتلته إضرابات أخرى لفترات متفاوتة ما تزال مستمرة.
ويعقد الأسرى في سجون الاحتلال أملًا كبيرًا في نيل حريتهم من خلال صفقة تبادل أسرى جديدة تبرمها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ممثلة بجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام، التي أسرت خلال عدوان "إسرائيل" على غزة صيف عام 2014 أربعة جنود إسرائيليين، كما أسرت خلال عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023 نحو 200 من الجنود والمستوطنين، أفرجت عن نحو نصفهم في صفقة تبادل إنسانية، وتحتفظ بالباقين لإنجاز "صفقة مشرفة".