المحرر المبحوح يكشف لـ"صفا" تفاصيل عملية "الثأر" للأسيرات ومحاولات تصفيته
غزة- مدلين خلة - صفا
كشف الأسير المحرر يوسف المبحوح من جباليا في شمالي قطاع غزة تفاصيل عملية "الثأر للأسيرات"، التي نفذها عقب اعتداء إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي عليهن بالضرب والسحل عام 2021.
وقال المبحوح، في حديث خاص لوكالة "صفا" يوم الثلاثاء: إن "عملية الثأر للحرائر عام 2021، كانت بموافقة الهيئة القيادية للحركة الأسيرة داخل السجون، وبتخطيط مسبق مع قيادة الظل داخل السجون".
وأوضح أن "قيادة الحركة الأسيرة وضعت عددًا من الخطوط الحمراء، والتي يعني تجاوزها من الاحتلال؛ إعلان العصيان على السجان، والسير في خطوات تصعيدية".
وأضاف أن "الخطوط الحمراء للحركة الأسيرة تمثلت بدخول وحدات المتسادا إلى السجون، والاعتداء على الأسيرات، والذي اعتبرته بمثابة انتهاك للعرض والشرف".
وتابع "في تلك المرحلة، تجاوز الاحتلال أكثر المواضيع والقضايا حساسية بالنسبة للأسرى، وهي الاعتداء على الأسيرات بالضرب والسحل وخلع حجابهن، مما تطلب ردًا قاسيًا، لذلك كان لابد من الثأر لهن".
وأوضح أن عددًا من الأسرى قدموا أسماءهم لتنفيذ هذا الانتقام، إلا أن الاختيار وقع علي، لأخذ "الثأر" لحرائرنا داخل المعتقلات.
وأردف أنه تمكن من طعن مدير سجن "نفحة" الصحراوي، في جسده 12 مرة، في "رسالة مفادها أن الاعتداء على الأسيرات وخلع حجابهن يُقابل بالدم، لأن حرائرنا خط أحمر لا يمكن تجاوزه".
وعلى إثر عملية الطعن، حُكم المبحوح 12 عامًا مضافة إلى الحكم السابق، الا أن طعن المحامي خففها لثماني سنوات.
وأشار إلى أن الحكم استند على عدد الطعنات التي حفرها في جسد الضابط الاسرائيلي.
وأضاف "خلال فترة وجودي داخل السجن تعرضت لعدة محاولات تصفية من الضابط الذي قام بطعني ثأرًا للأسيرات في (الدامون)، لكنه نجوت بفضل الله من الموت".
والمبحوح الذي لُقب بـ"المنتقم للأسيرات"، هو أحد الأسرى المفرج عنهم ضمن الدفعة الخامسة من المرحلة الأولى لصفقة "طوفان الأقصى" لتبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال.
وتعرض المبحوح لأقسى صنوف العذاب حتى آخر لحظات الإفراج عنه، قائلًا: "تعرضت إلى ضرب مبرح، أدى لإصابتي بعدة كسور في أنحاء جسدي، منها مفاصل يدي وكتفي وضلوع الصدر، إضافة إلى شعر بالفك السفلي، عدا عن الضرب المبرح بالهراوات الحديدية على كافة أنحاء الجسد".
وتابع "بعد أربعة أشهر من الضرب والتعذيب، والتي مُنعت خلالها من العلاج، والاقتصار فقط على تناول الأكامول، استطعت الذهاب إلى مستشفى العفولة، وهناك استغرب الطبيب المعالج من التئام الكسور دون جبيرة توضع عليها".
وأكد أن السجان تعمد ممارسة صنوف مختلفة من التعذيب بحقه، بهدف إنهاء حياته، وخاصة حين نقلته وحدة "نخشون" من سجن "مجدو" إلى سجن "إيشل" دون ملابس أو طعام أو أي مظاهر للحياة.
"والنخشون" وحدة خاصة إسرائيلية من مهامها قمع الأسرى، ونقلهم بين السجون عبر ما تُعرف بـ"البوسطة" بشكل منعزل مع تقييد الأيدي والأقدام، والحرمان من الماء والطعام عدة أيام مع تعريتهم من ملابسهم.
وقال المبحوح: إن "تعامل الاحتلال مع الأسرى الغزيين يعتبر أسوأ بكثير من تعاملهم مع أسرى الضفة الغربية، كونهم يحرمون من زيارات الأهل والمحامين ومن الملابس والأموال الخاصة بالكنتينا، وتطبيق قانون عقوبات شاليط عليهم".
وأوضح أنه بعد السابع من أكتوبر تصاعدت اعتداءات الاحتلال على الأسرى من حيث التعذيب والحرمان والضرب والتنكيل.
ووصف ما عايشه وباقي الأسرى خلال حرب الابادة على قطاع غزة، بأنه "نقطة في بحر ما يُقرأ في كتب التاريخ عن سجون سوريا، والأنظمة العربية، وسجن غوانتنامو".
وذكر أن عددًا كبيرًا من الأسرى استشهدوا في سجون الاحتلال، نتيجة الإهمال الطبي وتفشي الأمراض.
وأكد أن بعض الأسرى الغزيين، نتيجة لسوء الوضع داخل السجون وعدم تضميد جراحهم، خرج "الدود" من أجسادهم، دون تقديم أي علاج لهم حتى فارقوا الحياة.
وبين أن ما حدث في 7 أكتوبر جدد الأمل في نفوس الأسرى بقرب اللقاء مع الأهل، وانتهاء فصول المعاناة التي أرهقت أرواحهم وأذابت جلودهم.
وشدد على أن الاحتلال سعى حتى آخر لحظات الإفراج عن الأسرى إلى إذلالهم وطمس فرحتهم بالحرية، مبينًا أنه "تعرض للتهديد بالتصفية في حال قيامه بأي عمل ضد الاحتلال".
ولم يتوقع المحرر المبحوح إدراج اسمه ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل.
ووصف فرحته بالإفراج عنه بأنها منقوصة، مع فقدانه لعدد من أفراد عائلته خلال الحرب الإسرائيلية، وخاصة ابنته وشقيقيه.
واعتُقل المبحوح عام 2019، وحُكم عليه بالسجن 18 عامًا، أضيف إليها ثماني سنوات أخرى، عقب طعنه مدير سجن "نفحة"، انتقامًا للأسيرات، وعلى إثر ذلك نُقل إلى العزل الإنفرادي، وبقي هناك حتى الإفراج عنه.
وفقد الأسير المحرر ابنته البكر رانيا وشقيقيه، وعددًا من أفراد عائلته خلال الحرب على غزة، ودمر الاحتلال منزله وسط مخيم جباليا.
غزة- مدلين خلة - صفا
كشف الأسير المحرر يوسف المبحوح من جباليا في شمالي قطاع غزة تفاصيل عملية "الثأر للأسيرات"، التي نفذها عقب اعتداء إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي عليهن بالضرب والسحل عام 2021.
وقال المبحوح، في حديث خاص لوكالة "صفا" يوم الثلاثاء: إن "عملية الثأر للحرائر عام 2021، كانت بموافقة الهيئة القيادية للحركة الأسيرة داخل السجون، وبتخطيط مسبق مع قيادة الظل داخل السجون".
وأوضح أن "قيادة الحركة الأسيرة وضعت عددًا من الخطوط الحمراء، والتي يعني تجاوزها من الاحتلال؛ إعلان العصيان على السجان، والسير في خطوات تصعيدية".
وأضاف أن "الخطوط الحمراء للحركة الأسيرة تمثلت بدخول وحدات المتسادا إلى السجون، والاعتداء على الأسيرات، والذي اعتبرته بمثابة انتهاك للعرض والشرف".
وتابع "في تلك المرحلة، تجاوز الاحتلال أكثر المواضيع والقضايا حساسية بالنسبة للأسرى، وهي الاعتداء على الأسيرات بالضرب والسحل وخلع حجابهن، مما تطلب ردًا قاسيًا، لذلك كان لابد من الثأر لهن".
وأوضح أن عددًا من الأسرى قدموا أسماءهم لتنفيذ هذا الانتقام، إلا أن الاختيار وقع علي، لأخذ "الثأر" لحرائرنا داخل المعتقلات.
وأردف أنه تمكن من طعن مدير سجن "نفحة" الصحراوي، في جسده 12 مرة، في "رسالة مفادها أن الاعتداء على الأسيرات وخلع حجابهن يُقابل بالدم، لأن حرائرنا خط أحمر لا يمكن تجاوزه".
وعلى إثر عملية الطعن، حُكم المبحوح 12 عامًا مضافة إلى الحكم السابق، الا أن طعن المحامي خففها لثماني سنوات.
وأشار إلى أن الحكم استند على عدد الطعنات التي حفرها في جسد الضابط الاسرائيلي.
وأضاف "خلال فترة وجودي داخل السجن تعرضت لعدة محاولات تصفية من الضابط الذي قام بطعني ثأرًا للأسيرات في (الدامون)، لكنه نجوت بفضل الله من الموت".
والمبحوح الذي لُقب بـ"المنتقم للأسيرات"، هو أحد الأسرى المفرج عنهم ضمن الدفعة الخامسة من المرحلة الأولى لصفقة "طوفان الأقصى" لتبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال.
وتعرض المبحوح لأقسى صنوف العذاب حتى آخر لحظات الإفراج عنه، قائلًا: "تعرضت إلى ضرب مبرح، أدى لإصابتي بعدة كسور في أنحاء جسدي، منها مفاصل يدي وكتفي وضلوع الصدر، إضافة إلى شعر بالفك السفلي، عدا عن الضرب المبرح بالهراوات الحديدية على كافة أنحاء الجسد".
وتابع "بعد أربعة أشهر من الضرب والتعذيب، والتي مُنعت خلالها من العلاج، والاقتصار فقط على تناول الأكامول، استطعت الذهاب إلى مستشفى العفولة، وهناك استغرب الطبيب المعالج من التئام الكسور دون جبيرة توضع عليها".
وأكد أن السجان تعمد ممارسة صنوف مختلفة من التعذيب بحقه، بهدف إنهاء حياته، وخاصة حين نقلته وحدة "نخشون" من سجن "مجدو" إلى سجن "إيشل" دون ملابس أو طعام أو أي مظاهر للحياة.
"والنخشون" وحدة خاصة إسرائيلية من مهامها قمع الأسرى، ونقلهم بين السجون عبر ما تُعرف بـ"البوسطة" بشكل منعزل مع تقييد الأيدي والأقدام، والحرمان من الماء والطعام عدة أيام مع تعريتهم من ملابسهم.
وقال المبحوح: إن "تعامل الاحتلال مع الأسرى الغزيين يعتبر أسوأ بكثير من تعاملهم مع أسرى الضفة الغربية، كونهم يحرمون من زيارات الأهل والمحامين ومن الملابس والأموال الخاصة بالكنتينا، وتطبيق قانون عقوبات شاليط عليهم".
وأوضح أنه بعد السابع من أكتوبر تصاعدت اعتداءات الاحتلال على الأسرى من حيث التعذيب والحرمان والضرب والتنكيل.
ووصف ما عايشه وباقي الأسرى خلال حرب الابادة على قطاع غزة، بأنه "نقطة في بحر ما يُقرأ في كتب التاريخ عن سجون سوريا، والأنظمة العربية، وسجن غوانتنامو".
وذكر أن عددًا كبيرًا من الأسرى استشهدوا في سجون الاحتلال، نتيجة الإهمال الطبي وتفشي الأمراض.
وأكد أن بعض الأسرى الغزيين، نتيجة لسوء الوضع داخل السجون وعدم تضميد جراحهم، خرج "الدود" من أجسادهم، دون تقديم أي علاج لهم حتى فارقوا الحياة.
وبين أن ما حدث في 7 أكتوبر جدد الأمل في نفوس الأسرى بقرب اللقاء مع الأهل، وانتهاء فصول المعاناة التي أرهقت أرواحهم وأذابت جلودهم.
وشدد على أن الاحتلال سعى حتى آخر لحظات الإفراج عن الأسرى إلى إذلالهم وطمس فرحتهم بالحرية، مبينًا أنه "تعرض للتهديد بالتصفية في حال قيامه بأي عمل ضد الاحتلال".
ولم يتوقع المحرر المبحوح إدراج اسمه ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل.
ووصف فرحته بالإفراج عنه بأنها منقوصة، مع فقدانه لعدد من أفراد عائلته خلال الحرب الإسرائيلية، وخاصة ابنته وشقيقيه.
واعتُقل المبحوح عام 2019، وحُكم عليه بالسجن 18 عامًا، أضيف إليها ثماني سنوات أخرى، عقب طعنه مدير سجن "نفحة"، انتقامًا للأسيرات، وعلى إثر ذلك نُقل إلى العزل الإنفرادي، وبقي هناك حتى الإفراج عنه.
وفقد الأسير المحرر ابنته البكر رانيا وشقيقيه، وعددًا من أفراد عائلته خلال الحرب على غزة، ودمر الاحتلال منزله وسط مخيم جباليا.