عائد من الإبادة.. مراسل TRT World في غزة نزار سعداوي يروي تجربته

  • الجمعة 24, مايو 2024 10:23 ص
  • عائد من الإبادة.. مراسل TRT World في غزة نزار سعداوي يروي تجربته
حاورت TRT عربي نزار سعداوي مراسل قناة TRT World في غزة، وسألته عن معنى أن تكون صحفياً في الحرب، وكيف توازن بين الرغبة في نقل الحقيقة والحفاظ على أمنك الشخصي وفي ظل هذه الحسابات كيف تكون على مستوى الحدث؟
عائد من الإبادة.. مراسل TRT World في غزة نزار سعداوي يروي تجربته
عربي بوست
حاورت TRT عربي نزار سعداوي مراسل قناة TRT World في غزة، وسألته عن معنى أن تكون صحفياً في الحرب، وكيف توازن بين الرغبة في نقل الحقيقة والحفاظ على أمنك الشخصي وفي ظل هذه الحسابات كيف تكون على مستوى الحدث؟
عمل نزار في مجال الصحافة المكتوبة والمسموعة والمصورة لمدة 17 عاماً، نقل خلالها أخبار غزة باللغتين العربية والإنجليزية / صورة: وسائل التواصل الاجتماعي (وسائل التواصل الاجتماعي)
لسنواتٍ ونزار سعداوي يكتب ويتحدث وينقل ما يجري في غزة، أملاً في أن يدرك العالم أن من فيها ليسوا أرقاماً، بل بشر لا يستحقون أن ترتكب إسرائيل بحقهم الجرائم. غطّى نزار جميع حروب إسرائيل على قطاع غزة بما فيها الحرب الأخيرة التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كبقية زملائه من الصحفيين والإعلاميين، استيقظ نزار على أخبار بدء عملية "طوفان الأقصى"، لم يسعفه الوقت كثيراً قبل بدء التغطية التي استمرت شهوراً، عايش فيها الحرب صحفياً وإعلامياً وإنساناً ينتمي إلى مدينة غزة وشاهداً على فصول حرب الإبادة.
حاورت TRT عربي نزار سعداوي مراسل قناة TRT World في غزة، وسألته عن معنى أن تكون صحفياً في الحرب، وكيف توازن بين الرغبة في نقل الحقيقة والحفاظ على أمنك الشخصي، وبين التفكير فيما يجري حولك والتفكير بأحبابك ومن يعنيك، وفي ظل هذه الحسابات كيف تكون على مستوى الحدث؟
بين الميدان وكتاب إرشادات السلامة
عمل نزار في مجال الصحافة المكتوبة والمسموعة والمصورة لمدة 17 عاماً، نقل خلالها أخبار غزة باللغتين العربية والإنجليزية، لكن هذه السنوات كلها في كف، وتجربة الشهور الماضية في تغطية الحرب على غزة في كف أخرى كما يقول.
فالأمر لا يتعلق بـ"حجم الدمار" الذي تعرّض له قطاع غزة وأحياؤه والذي أنهى كل مظاهر الحياة فيه، إنما يمتد إلى الأمن الشخصي للعاملين في المجال الإعلامي، فمنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتلت إسرائيل 143 صحفياً وإعلامياً وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
كثافة القصف وشدته، والاستهداف المباشر والمقصود للإعلاميين، وعدم مراعاة أي خصوصية لعملهم الصحفي جعل من ميدان العمل في غزة مختلفاً عن ميادين العمل الصحفي الأخرى، فـ"كل ما تعلمناه في التدريبات الخاصة بالسلامة المهنية وخصوصاً التدريبات التي نتلقاها بوصفنا مراسلين غير قابلة للتطبيق في غزة" يضيف نزار.
فما يتلقاه الصحفي من تعليمات نظرية وإرشادات سلامة عند اصطدامها بالواقع الميداني تصبح بلا فائدة، لأن الميدان نفسه لا يضم أي مكان آمن، ففي أي لحظة تكون عرضة لصاروخ أو قذيفة، تشرح لك كتب ونظريات السلامة ما الذي يجب عليك عمله، خذ ساتراً على سبيل المثال، لكن نزار يجيب "كيف تأخذ ساتراً وأين؟ سؤال منطقي، كنت في الميدان أعمل وأتواصل مع القناة، صار قصفاً قريباً جداً، ومن خوفهم عليَّ قالوا: ألغِ البث المباشر، وخذ ساتراً أول، سؤال يتبادر إلى ذهني: أين؟".
على من الدور اليوم؟
تخلق الشدائد والمصاعب روابط شخصية تستمد قوتها من فداحة الحدث ومحوريته في الذاكرة الشخصية والجماعية، وفي غزة وخلال الحروب تحديداً يجتمع صحفيو وإعلاميو المدينة في أماكن محددة، كالمستشفيات أو أحد المراكز في المدينة، وتتحول خيمهم وسياراتهم وفي أحيان كثيرة أرصفة الشوارع التي يعملون فيها إلى أماكن للإقامة والعمل في وقت واحد.
هؤلاء الزملاء أو الأصدقاء يصبحون تحت نار الحرب عائلة ممتدة، يتضح أنها تنقص كل يوم، فالعدد الذي يبدأ به الصحفي يومه من الأصدقاء، لا يكون هو نفسه عندما ينهي يوم عمله، وعند كل حادثة فقد تسأل مجموعة من الأسئلة: "عمَّن كان؟ ولمن كان يعمل؟ وهل كنتم تعرفونه شخصياً أم لا؟".
استمرارية الفقد، والعيش تحت حد ال