ماذا وراء خريطة نتنياهو التي خلت من الضفة الغربية؟
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أثارت “الخريطة” التي غابت عنها الضفة الغربية جدلاً وغضباً واسعين، بعد أن عرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال شرحه للوضع في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) الحدودي بين قطاع غزة ومصر، أمس الاثنين، ضمن خريطة فلسطين التاريخية التي كان يعرضها وغابت عنها الضفة الغربية وأظهرت فقط قطاع غزة.
المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش سارع للتعليق على الخريطة التي عرضها نتنياهو، بالقول: “عرض مثل هذه الخرائط ليس علامة جيدة ولا يساعد حاليا”.
رسالة لباعة الأوهام
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، في تدوينة على منصة إكس – رصدها المركز الفلسطيني للإعلام – إنّ كثيرين انتبهوا إلى أن الضفة الغربية غير موجودة في الخريطة، وتساءلوا عن معنى ذلك.
وأضاف الزعاترة بالقول: الحقُّ أنه لا جديد أبدا في الأمر، فنتنياهو والغالبية الساحقة من قادة العدو يرونها “يهودا والسامرة”، وجزءا لا يتجزّأ من “أرض إسرائيل”، ولذلك كان مسمّى “اتفاق أوسلو” هو “غزة أريحا أولا”، على اعتبار أن القطاع ليس من “يهودا والسامرة”، فيما أريحا “مدينة ملعونة” في العقيدة التوراتية.
ولفت إلى أنّ هذه المسألة يعرفها باعة الأوهام في رام الله، وفي عواصم عربية أخرى، لكنهم يتجاهلونها، ويتجاهلون مشاريع الضمّ والتهجير، فيما يربطها بعضهم بالمقاومة، مع أن غيابها هو الذي سيسهّل ذلك، وإن بطريقة ناعمة عبر ما يُسمّى “السلام الاقتصادي”.
وتابع الزعاترة بالقول: منذ سنوات كفّ نتنياهو وحلفاؤه، بل أكثر قادة العدو عن لعبة الاستدراج، وأفصحوا عن حقيقة مشروعهم، بدليل الإجماع على قرار “الكنيست” بـ”رفض إقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن”، ولاحظ أن القرار لا يمانع في إقامة دولة فلسطينية “شرق النهر”، في تلميح ضمني لـ”مشروع الوطن البديل”.
وشدد على أنّ أوهام الغزاة وأحلامهم لن تمرَّ، بإذن الله، لكن الوعي بمخطّطاتهم جزء لا يتجزّأ من معركة إفشالها، الأمر الذي لن يتم بغير المقاومة.
رسالة لدعاة المحافظة على الهدوء
أما الكاتب والمحلل السياسي الدكتور أحمد عطاونة، فأورد تلك الخريطة على حسابه بمنصة أكس، وكتب تدوينة رصدها المركز الفلسطيني للإعلام تقول: لدعاة المحافظة على الهدوء في الضفة الغربية، والتوقف عن مقاومة الاحتلال ومواجهة قواته لعدم اعطائه مبررا لتدميرها كما فعل في غزة…. ها هو جواب نتنياهو … خريطة اختفت فيها الضفة الغربية تماما.
ليست جديدة.. ولكن جريئة بمضمونها
وأكد الباحث والمختص في الشأن السياسي “الإسرائيلي” فراس ياغي، أن “نتنياهو تعمد أن يظهر في مؤتمره الصحفي أمس وخلفه خارطة فلسطين التاريخية على أساس أنها إسرائيل دون أي معالم تظهر حدود الضفة الغربية المحتلة، في حين ظهر قطاع غزة فقط، في إشارة إلى أنه يعتبر الضفة الغربية جزءا من إسرائيل”.
وقال ياغي: “ليست هذه المرة الأولى من نوعها التي يتعمد نتنياهو فيها محو الضفة الغربية عن الخريطة، لكنها تعد الأكثر جرأة حتى الآن من حيث المضمون السياسي”، بحسب “قدس برس”.
وأوضح ياغي أن “هذه الخطوات تأتي في سياق محاولة رفع نسبة تأييد الأحزاب اليمينية المتطرفة في إسرائيل، خاصة في ظل الأوضاع السياسية المعقدة التي تمر بها البلاد”.
وأشار إلى أن “العقلية السياسية الإسرائيلية مرتبطة بالعقلية الدينية الصهيونية، التي تهدف إلى ضم المزيد من الأراضي، بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية، وذلك في إطار خطة تهدف إلى توسيع المستوطنات الإسرائيلية”.
وقال “هذه التحركات تأتي على الرغم من وجود اتفاقيات دولية ومساعي مستمرة لبناء دولة فلسطينية مستقلة، لكن الحكومة المتطرفة لا تلقي بالا لهذا الملف برمته”.
هروب من الأزمات
ويعتقد ياغي، أن “هذا التوجه التوسعي هو محاولة من الحكومة الإسرائيلية للهروب من الأزمات الداخلية التي تواجهها، بالإضافة إلى الفشل العسكري الذي واجهته في قطاع غزة، وأن حكومة إسرائيل تسعى من خلال هذه السياسات إلى تعزيز نفوذها الإقليمي وتأكيد سيطرتها على المناطق الفلسطينية”.
من جهته، يؤكد المختص في الشؤون الاسرائيلية ياسر مناع، أن “أعضاء حزب الليكود والائتلاف الحكومي الذي يضم شخصيات مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، يتبنون عقلية تدعم فكرة إقامة (إسرائيل الكبرى) بلا حدود، وأن هذه الرؤية تحظى بدعم من مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية، سواء من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، ما يشير إلى أبعاد دولية لهذه التحركات والسياسات”.
وتابع “باعتقادي، قد أوضح نتنياهو الغاية الاستراتيجية مما يجري في الضفة الغربية حاليًا، عندما عرض خارطة تلاشت منها حدود الضفة”.
وأشار إلى أن “الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني كانت تؤمن أن أوسلو كذبة كبيرة، وأن إسرائيل لا تعترف بها، لكن الاحتلال اليوم أعلن عن ذلك لأول مرة دون خجل أو تردد”.
من جانبها علقت وزارة الخارجية الفلسطينية بالقول: إنّ استخدام نتنياهو خريطة تظهر ضم الضفة لدولة الاحتلال اعتراف صريح بهذه الجريمة الاستعمارية واستخفاف بالشرعية الدولية،المطلوب من المجتمع الدولي احترام التزاماته وتنفيذ الرأي الاستشاري الذي صدر عن محكمة العدل الدولية فوراً وقبل فوات الأوان.
ليست خريطة عفوية
أما الدكتور مراد علي فكتب تدوينة على منصة إكس قال فيها: في مؤتمره الصحفي أمس، بنيامين #نتنياهو، رئيس الوزراء القادم من #بولندا، خريطة لدولة #إسرائيل تضمنت #الضفة_الغربية كجزء منها.
وأكد أنّ هذا الحدث لم يكن عفوياً أو خطأً، بل جزء من استراتيجية مدروسة بعناية تتماشى مع العقيدة الصهيونية التي تعتبر الضفة جزءاً لا يتجزأ من “أرض إسرائيل”.
بدوره علق الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، بالقول: تحدثت مع عدة قيادات في حركة حماس، وأجمعوا على أن تهديدات نتنياهو لا تخيفهم، بل يرون فيها تعبيراً واضحاً عن ورطته الحقيقية. وأكدوا أن نتنياهو سيضطر للخروج بالقوة من “فيلادلفيا” و”نتساريم”، التي ستتحول إلى محاور موت لجيشه.
ولفت المدهون إلى أنّ أحد القادة سخر من محاولات نتنياهو شرح خريطة قطاع غزة، مشيراً إلى أن غزة، التي تبلغ مساحتها 360 كيلومترًا مربعًا، قد وقفت في وجه نتنياهو لعام كامل دون أن يتمكن من القضاء على مقاومتها. والآن يتبجح بخططه، مما يكشف عن ضعفه وانهياره.
وقال: إنهم أجمعوا أيضاً على أن الحاضنة الشعبية هي السر وراء صمود المقاومة، وأنه لولا هذا الدعم الشعبي لما تمكنوا من مواجهة جيش الاحتلال حتى النهاية، ورغم الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا، شددوا على أنهم سيبذلون كل جهد ممكن لتعويضه وضمان حياة أفضل له، مُشيرين إلى أن هذه المعركة لن تنتهي إلا بانتصار المقاومة.
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أثارت “الخريطة” التي غابت عنها الضفة الغربية جدلاً وغضباً واسعين، بعد أن عرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال شرحه للوضع في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) الحدودي بين قطاع غزة ومصر، أمس الاثنين، ضمن خريطة فلسطين التاريخية التي كان يعرضها وغابت عنها الضفة الغربية وأظهرت فقط قطاع غزة.
المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش سارع للتعليق على الخريطة التي عرضها نتنياهو، بالقول: “عرض مثل هذه الخرائط ليس علامة جيدة ولا يساعد حاليا”.
رسالة لباعة الأوهام
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، في تدوينة على منصة إكس – رصدها المركز الفلسطيني للإعلام – إنّ كثيرين انتبهوا إلى أن الضفة الغربية غير موجودة في الخريطة، وتساءلوا عن معنى ذلك.
وأضاف الزعاترة بالقول: الحقُّ أنه لا جديد أبدا في الأمر، فنتنياهو والغالبية الساحقة من قادة العدو يرونها “يهودا والسامرة”، وجزءا لا يتجزّأ من “أرض إسرائيل”، ولذلك كان مسمّى “اتفاق أوسلو” هو “غزة أريحا أولا”، على اعتبار أن القطاع ليس من “يهودا والسامرة”، فيما أريحا “مدينة ملعونة” في العقيدة التوراتية.
ولفت إلى أنّ هذه المسألة يعرفها باعة الأوهام في رام الله، وفي عواصم عربية أخرى، لكنهم يتجاهلونها، ويتجاهلون مشاريع الضمّ والتهجير، فيما يربطها بعضهم بالمقاومة، مع أن غيابها هو الذي سيسهّل ذلك، وإن بطريقة ناعمة عبر ما يُسمّى “السلام الاقتصادي”.
وتابع الزعاترة بالقول: منذ سنوات كفّ نتنياهو وحلفاؤه، بل أكثر قادة العدو عن لعبة الاستدراج، وأفصحوا عن حقيقة مشروعهم، بدليل الإجماع على قرار “الكنيست” بـ”رفض إقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن”، ولاحظ أن القرار لا يمانع في إقامة دولة فلسطينية “شرق النهر”، في تلميح ضمني لـ”مشروع الوطن البديل”.
وشدد على أنّ أوهام الغزاة وأحلامهم لن تمرَّ، بإذن الله، لكن الوعي بمخطّطاتهم جزء لا يتجزّأ من معركة إفشالها، الأمر الذي لن يتم بغير المقاومة.
رسالة لدعاة المحافظة على الهدوء
أما الكاتب والمحلل السياسي الدكتور أحمد عطاونة، فأورد تلك الخريطة على حسابه بمنصة أكس، وكتب تدوينة رصدها المركز الفلسطيني للإعلام تقول: لدعاة المحافظة على الهدوء في الضفة الغربية، والتوقف عن مقاومة الاحتلال ومواجهة قواته لعدم اعطائه مبررا لتدميرها كما فعل في غزة…. ها هو جواب نتنياهو … خريطة اختفت فيها الضفة الغربية تماما.
ليست جديدة.. ولكن جريئة بمضمونها
وأكد الباحث والمختص في الشأن السياسي “الإسرائيلي” فراس ياغي، أن “نتنياهو تعمد أن يظهر في مؤتمره الصحفي أمس وخلفه خارطة فلسطين التاريخية على أساس أنها إسرائيل دون أي معالم تظهر حدود الضفة الغربية المحتلة، في حين ظهر قطاع غزة فقط، في إشارة إلى أنه يعتبر الضفة الغربية جزءا من إسرائيل”.
وقال ياغي: “ليست هذه المرة الأولى من نوعها التي يتعمد نتنياهو فيها محو الضفة الغربية عن الخريطة، لكنها تعد الأكثر جرأة حتى الآن من حيث المضمون السياسي”، بحسب “قدس برس”.
وأوضح ياغي أن “هذه الخطوات تأتي في سياق محاولة رفع نسبة تأييد الأحزاب اليمينية المتطرفة في إسرائيل، خاصة في ظل الأوضاع السياسية المعقدة التي تمر بها البلاد”.
وأشار إلى أن “العقلية السياسية الإسرائيلية مرتبطة بالعقلية الدينية الصهيونية، التي تهدف إلى ضم المزيد من الأراضي، بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية، وذلك في إطار خطة تهدف إلى توسيع المستوطنات الإسرائيلية”.
وقال “هذه التحركات تأتي على الرغم من وجود اتفاقيات دولية ومساعي مستمرة لبناء دولة فلسطينية مستقلة، لكن الحكومة المتطرفة لا تلقي بالا لهذا الملف برمته”.
هروب من الأزمات
ويعتقد ياغي، أن “هذا التوجه التوسعي هو محاولة من الحكومة الإسرائيلية للهروب من الأزمات الداخلية التي تواجهها، بالإضافة إلى الفشل العسكري الذي واجهته في قطاع غزة، وأن حكومة إسرائيل تسعى من خلال هذه السياسات إلى تعزيز نفوذها الإقليمي وتأكيد سيطرتها على المناطق الفلسطينية”.
من جهته، يؤكد المختص في الشؤون الاسرائيلية ياسر مناع، أن “أعضاء حزب الليكود والائتلاف الحكومي الذي يضم شخصيات مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، يتبنون عقلية تدعم فكرة إقامة (إسرائيل الكبرى) بلا حدود، وأن هذه الرؤية تحظى بدعم من مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية، سواء من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، ما يشير إلى أبعاد دولية لهذه التحركات والسياسات”.
وتابع “باعتقادي، قد أوضح نتنياهو الغاية الاستراتيجية مما يجري في الضفة الغربية حاليًا، عندما عرض خارطة تلاشت منها حدود الضفة”.
وأشار إلى أن “الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني كانت تؤمن أن أوسلو كذبة كبيرة، وأن إسرائيل لا تعترف بها، لكن الاحتلال اليوم أعلن عن ذلك لأول مرة دون خجل أو تردد”.
من جانبها علقت وزارة الخارجية الفلسطينية بالقول: إنّ استخدام نتنياهو خريطة تظهر ضم الضفة لدولة الاحتلال اعتراف صريح بهذه الجريمة الاستعمارية واستخفاف بالشرعية الدولية،المطلوب من المجتمع الدولي احترام التزاماته وتنفيذ الرأي الاستشاري الذي صدر عن محكمة العدل الدولية فوراً وقبل فوات الأوان.
ليست خريطة عفوية
أما الدكتور مراد علي فكتب تدوينة على منصة إكس قال فيها: في مؤتمره الصحفي أمس، بنيامين #نتنياهو، رئيس الوزراء القادم من #بولندا، خريطة لدولة #إسرائيل تضمنت #الضفة_الغربية كجزء منها.
وأكد أنّ هذا الحدث لم يكن عفوياً أو خطأً، بل جزء من استراتيجية مدروسة بعناية تتماشى مع العقيدة الصهيونية التي تعتبر الضفة جزءاً لا يتجزأ من “أرض إسرائيل”.
بدوره علق الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، بالقول: تحدثت مع عدة قيادات في حركة حماس، وأجمعوا على أن تهديدات نتنياهو لا تخيفهم، بل يرون فيها تعبيراً واضحاً عن ورطته الحقيقية. وأكدوا أن نتنياهو سيضطر للخروج بالقوة من “فيلادلفيا” و”نتساريم”، التي ستتحول إلى محاور موت لجيشه.
ولفت المدهون إلى أنّ أحد القادة سخر من محاولات نتنياهو شرح خريطة قطاع غزة، مشيراً إلى أن غزة، التي تبلغ مساحتها 360 كيلومترًا مربعًا، قد وقفت في وجه نتنياهو لعام كامل دون أن يتمكن من القضاء على مقاومتها. والآن يتبجح بخططه، مما يكشف عن ضعفه وانهياره.
وقال: إنهم أجمعوا أيضاً على أن الحاضنة الشعبية هي السر وراء صمود المقاومة، وأنه لولا هذا الدعم الشعبي لما تمكنوا من مواجهة جيش الاحتلال حتى النهاية، ورغم الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا، شددوا على أنهم سيبذلون كل جهد ممكن لتعويضه وضمان حياة أفضل له، مُشيرين إلى أن هذه المعركة لن تنتهي إلا بانتصار المقاومة.