نواب برازيليون يرحبون بزيارة غزة..ويؤكدون أهمية دعم إعادة الإعمار

  • السبت 25, يناير 2025 09:05 ص
  • نواب برازيليون يرحبون بزيارة غزة..ويؤكدون أهمية دعم إعادة الإعمار
أصدر المعهد البرازيلي الفلسطيني (ابرسبال)، بيانًا يدعو فيه النواب البرازيليين إلى زيارة قطاع غزة، تعبيرًا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ودعمًا لصموده في مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات التي يتعرض لها.
نواب برازيليون يرحبون بزيارة غزة.. ويؤكدون أهمية دعم إعادة الإعمار
برازيليا - إيمان أبو سيدو - قدس برس
أصدر المعهد البرازيلي الفلسطيني (ابرسبال)، بيانًا يدعو فيه النواب البرازيليين إلى زيارة قطاع غزة، تعبيرًا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ودعمًا لصموده في مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات التي يتعرض لها.
لاقى البيان ترحيبًا كبيرًا من قبل "الجبهة البرلمانية لدعم الشعب الفلسطيني" (نيابية-مستقلة)، في البرلمان البرازيلي. وأعلن أكثر من ثلاثين نائبًا فيدراليًا برازيليًا دعمهم له من خلال توقيعهم على مذكرة تدعو إلى توثيق الانتهاكات وجرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، فضلًا عن تأكيدهم على أهمية اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة قطرية، أمريكية، ومصرية.
وأشار البيان، الذي تلقته "قدس برس"، الجمعة، إلى أن "الاتفاق على وقف إطلاق النار يمثل بارقة أمل للشعب الفلسطيني في ظل الظروف المأساوية التي يمر بها". وأكد أن "شجاعة الشعب الفلسطيني وبطولته كانت حاسمة في تحقيق هذا الإنجاز، رغم الحصار الذي دام أكثر من 18 عامًا، والذي فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث يمارس الاحتلال انتهاكات يومية ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية".
وشدد البيان على أن "المقاومة الفلسطينية تمكنت من الصمود في وجه واحدة من أقوى الجيوش في العالم، وخرجت من هذه المواجهة أكثر قوة وتماسكًا". كما نبه البيان إلى "أهمية التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني"، داعيًا الحكومة البرازيلية والبرلمان والقضاء، إلى جانب مؤسسات حقوق الإنسان، إلى الانضمام إلى الجبهة النيابية في زيارة إلى قطاع غزة. واعتبر أن "هدف هذه الزيارة هو توثيق الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين، وإطلاع المجتمع البرازيلي على حجم الدمار ومعاناة الشعب الفلسطيني، كخطوة لتعزيز الدعم الدولي لقضيته".
من جهته قال رئيس المعهد البرازيلي الفلسطيني (ابرسبال)، أحمد شحادة، إن "الدعوة بدأ العمل عليها منذ فترة، قبل اندلاع الحرب، وكانت بمبادرة من النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة، الدكتور أحمد بحر، وقد وجهت إلى عدد من النواب البرازيليين باسم المجلس".
وأشار شحادة، في حديث لـ"قدس برس"، إلى أنه "تم تسليم الدعوة وبدء العمل عليها بجدية، إلا أن اندلاع الحرب أدى إلى توقف الجهود مؤقتًا". وأوضح أن "الحاجة إلى هذه الزيارة أصبحت اليوم أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى"، مؤكدًا أن النواب مدعوون لزيارة غزة ليشاهدوا بأعينهم معاناة الشعب الفلسطيني، ويعيشوا واقع الحياة في القطاع.
وحول أسباب هذه الدعوة وأهمية توجيهها للنواب البرازيليين، بين شحادة أن "الهدف من هذه الزيارة هو أن يلمسوا عن قرب الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها أهل غزة، وأن ينقلوا هذه الحقائق إلى العالم". مضيفًا أن "وجودهم كشهود عيان على هذه الجرائم سيساهم في تعزيز مصداقية الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني ويدحض الرواية الصهيونية الكاذبة".
وأضاف شحادة أن "رؤيتهم المباشرة لما يحدث ستجعلهم أفضل سفراء للحقيقة، وقادرين على نقلها إلى البرلمانات والهيئات الدولية". وأكد أن "هذه الزيارة تهدف إلى تسليط الضوء على بشاعة الجرائم والانتهاكات، التي لا تختلف في وحشيتها عن جرائم الإبادة الجماعية التي شهدها التاريخ".
وشدد شحادة على أن "هناك احتياجات ملحة لأهل غزة، تتمثل في إعادة الإعمار الشامل، سواء على مستوى البنية التحتية أو النظام الصحي، والشعب الفلسطيني بحاجة إلى تضميد جراحه، الجسدية والنفسية، وذلك يتطلب دعمًا دوليًا وجهودًا مضاعفة". كما دعا إلى "ضرورة استقطاب وفود أجنبية من كل مكان لزيارة القطاع، ليكونوا شهودًا على المعاناة وليساهموا في دعم الشعب الفلسطيني في مسيرته نحو العدالة وإعادة البناء".وحول سؤالنا إذا كان هناك أي خطوات رسمية تم اتخاذها لتنظيم هذه الزيارة، أجاب شحادة: "حتى الآن، نواصل العمل على هذا الموضوع دون تقديم طلب رسمي للحكومة المصرية. نأمل أن توافق الحكومة المصرية وتسهّل الإجراءات دون أي عقبات، نظرًا لأن المرور عبر مصر أمر حتمي. إسرائيل غالبًا سترفض، كما يفضل العديد من الناشطين والصحفيين تجنّب المرور عبرها".
من المخطط أن تضم الوفود صحفيين، نوابًا برلمانيين، وأطباء متخصصين. وأكد شحادة أن "مؤسسته تعمل على توفير الترتيبات اللازمة لضمان نجاح الزيارة ونقل صورة حقيقية عما يجري في غزة".
أما فيما يتعلق بتفاعل النواب مع الدعوة لزيارة غزة، أوضح شحادة أن "المبادرة حظيت بدعم فوري واهتمام واسع من نواب (الجبهة البرلمانية لدعم الشعب الفلسطيني) وصحفيين بارزين". وأضاف أن "المشاركين أبدوا رغبة في تقديم مساعدات إنسانية خلال الزيارة، إلا أن الخطط اللوجستية لا تزال قيد الإعداد. وتتطلب المرحلة المقبلة تنسيقًا مع الجهات المختصة في قطاع غزة، والمنظمات الأممية، والسلطات المصرية لضمان نجاح المبادرة".
وأكد شحادة أن "النواب البرازيليين رحبوا باتفاق وقف إطلاق النار لكنهم شددوا على أهمية محاكمة مرتكبي الجرائم ومحاسبتهم وفق القوانين الدولية".
وبين شحادة أن "عددًا من النواب أبدى اهتمامًا كبيرًا بخطط إعادة الإعمار، وطالبوا بتوضيحات حول التصورات المستقبلية المتعلقة بهذا الموضوع لدعم قرارات الحكومة البرازيلية بهذا الصدد".
يُشار إلى أن "المعهد البرازيلي الفلسطيني - إبرسبال"، مؤسسة برازيلية مستقلة، تأسست في مدينة "ساو باولو" البرازيلية عام 2017.
والأحد الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وبين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير الجاري خلف عدوان الاحتلال الإسرائيلي بمساندة الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية، نحو 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.