المواقف تتغير

  • السبت 24, مايو 2025 09:18 ص
  • المواقف تتغير
"دول تقطع العلاقات، والعزلة تزداد وإسرائيل تخسر خارجيا وتُحبط داخليا وتفشل ميدانيا".. هكذا وصفَ المشهدَ الحالي ناصحو نتنياهو من الخبراء الإسرائيليين والأمريكيين يوم السابع من أكتوبر حينما قرر الإبادة والقتل.
المواقف تتغير
محمد القيق
"دول تقطع العلاقات، والعزلة تزداد وإسرائيل تخسر خارجيا وتُحبط داخليا وتفشل ميدانيا".. هكذا وصفَ المشهدَ الحالي ناصحو نتنياهو من الخبراء الإسرائيليين والأمريكيين يوم السابع من أكتوبر حينما قرر الإبادة والقتل.
رد نتنياهو وقال "سأسحق وأكسر غزة وأعزلها عن العالم ولتعلُ راية إسرائيل".
باتت إسرائيل تواجه جبهات متنوعة ولم تعد ميدانية فقط:
* أخطر الأخبار التي لم يحلم نتنياهو أن يسمعها أن أوروبا تهدد إسرائيل بالرغم من الدعم العالمي المطلق الذي حصل عليه يوم السابع من أكتوبر، إلا أن فشله في تحقيق الأهداف جعل الكل ينقلب في مواقفه، فما زالت تل أبيب تحت قصف اليمن الذي يحظر الملاحة البحرية والجوية، وما زال الأسرى الإسرائيليون مفقودين وما زال جنود نتنياهو عالقين في رمال غزة.
* ⁠أفقد نتنياهو "الجنسية الإسرائيلية" هيبتها بعد أن فشل في استعادة الجندي عيدان الذي تحرر فقط لأنه يحمل الجنسية الأمريكية، ما أحبط المستوطنين الذين ظنوا لوقت طويل أن جنسيتهم خط أحمر.
* ⁠لم تعد إسرائيل الضحية التي سوقها نتنياهو يوم السابع من أكتوبر، ولم تستمر صورة إسرائيل التي استهلكت طاقتها لأكثر من 75 سنة في التزييف والتجميل، ليكون يوم السادس من أكتوبر آخر ساعة في الصورة المراد لها عالميا.
* ⁠شوارع بات أغلبها يلعن إسرائيل هناك في أوروبا وأمريكا بجامعاتها ونقاباتها وبرلماناتها، ليصل اليوم صوت الرفض والغضب إلى الحكومات وقادة هذه الدول.
* ⁠قطع علاقات ونبذ واشمئزاز ومنع لبيع السلاح ومقاطعة وصولا إلى تهديد بعقوبات.
* ⁠غزة لم تنكسر بل صوتها بات في كل العالم، وإسرائيل تنعزل يوما بعد يوم وصوتها بات النشاز وتلاشت أسطوانة الرواية المحرفة.
* ⁠الردع تهالك والاستنزاف يخيم على الجيش، حتى القوات الخاصة لم تسجل إنجازاً لرفع المعنويات، وما زالت التكنولوجيا وسلاح الجو يمارس الإبادة دون تحقيق أهداف نصر عسكري وأمني، وهذا في عرف الجيوش هزيمة مدوية تنعكس على مستقبل الجيش وفكرة وجوده.
صحيح أن نتنياهو يراهن على الوقت في صمت العرب وخوف بعض دول أوروبا من اللوبي الصهيوني إلا أن الخسارة كبيرة واستراتيجية حتماً لدولة كان مشروعها السيطرة على المنطقة لا العزلة، فكُشف القناع والقتل والإبادة وبناء الجدران في مشهد يؤكد أنها فشلت في التأقلم الذي حلمت به كثيرا، وأن الحركة الصهيونية تحرق أوراقها لإنقاذ إسرائيل التي تزداد حالتها صعوبة، وبات تخوف كبير لديهم أن يتكرر نموذج انتصار ڤيتنام وانتهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وفي هذين النموذجين كان الرأي العام الدولي مركزيا في الضغط بجانب صمود الثوار والشعوب.