"نزوح نحو الشمال".. كتاب يوثّق حرب الإبادة على غزة
غزة – وكالة سند للأنباء
في قلب النار وتحت وابل القذائف، حين تحوّلت مدن غزة إلى رماد، بقي الكاتب والروائي الفلسطيني يسري الغول (45 عاماً) شاهدًا حيًا يكتب بدموعه قبل حبره، ويوثّق تفاصيل المأساة كما عاشها لحظة بلحظة.
في حديثٍ خاص لـ"وكالة سند للأنباء"، يفتح "الغول" صفحات كتابه الجديد "نزوح نحو الشمال"، الذي دوّن فيه فصول النزوح والمجاعة والموت والحياة في آنٍ واحد، خلال حرب الإبادة التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 واستمرت لعامين كاملين.
لم يكن "الغول" مجرد كاتبٍ في هذه الحرب، بل أحد الناجين القلائل الذين ظلّوا في شمال القطاع يوثّقون بعيونٍ دامعة وأصابع مرتجفة مأساة جيلٍ بأكمله.
رحلة نزوح لا تنتهي
يروي "الغول" تفاصيل رحلته القاسية بين النزوح والنجاة، من منزله في حي النصر إلى مخيم الشاطئ، ثم إلى مخيم جباليا، قبل أن يعود إلى الشاطئ مجددًا ومنها إلى حي الشيخ رضوان، متنقلاً بين الموت أكثر من ثماني مرات.
يقول ضيف "سند": كنت أكتب والقذائف تتساقط من حولي… أقول لنفسي في اللاوعي: اكتب يا يسري، لأنك ربما تكون الوحيد الذي سيكتب عن هذه المجاعة."
سيرة الجوع والوجع
في فصلٍ حمل عنوان "سيرة الجوع والوجع"، يوثّق "الغول" مرحلة المجاعة التي ضربت شمال قطاع غزة، حيث كان الجوع موازيا لقساوة القذائف، كتب عن الأطفال الذين ماتوا بحثًا عن لقمة، وعن الأمهات اللواتي كنّ يطبخن ما تبقى من أعشاب الأرض.
ويضيف: "كنت أمشي لساعات طويلة لأشحن حاسوبي أو هاتفي لأواصل الكتابة، لأنني شعرت أن العالم لن يعرف الحقيقة إن لم أكتبها."
أطفال ونساء وجدران تنزف
يضم الكتاب عشرات القصص التي تمزق القلب؛ منها قصة الزهرة التي رويت بدم الأطفال، وشهادة تقدير لطفل استُشهد، ووسام تكريم لفتاة بُترت قدمها.
كما يروي قصة فتاة من جباليا فقدت يديها الاثنتين واستُشهد والدها، فتمتمت وهي ترتدي سوارًا صغيرًا: "مش مهم تروح إيدي، المهم يضلّ أبي حيّ."
وفي قصة أخرى، يحكي الغول عن الطفل أمير بدوية الذي قُتل بشظية وهو يلعب بدراجته الهوائية، وعن كمال الغول، ابن شقيقته، الذي استُشهد وهو يحاول شراء غرامات من السكر في زمن المجاعة.
وصية الذاكرة الفلسطينية
كتب "الغول" وسط أصوات الانفجارات، وهو يرافق والده في مستشفى المعمداني بمدينة غزة بعد بتر قدمه، بينما يرى الشهداء والمصابين من حوله.
"كنت أكتب والدموع تملأ عيني من هول ما أراه… أكتب وجع الناس، لأنني شعرت أن الكتابة هي النجاة الوحيدة من الفناء."
يرى "الغول" أن كتابه "نزوح نحو الشمال" ليس مجرد توثيق للأحداث، بل وثيقة إنسانية وتاريخية لحرب الإبادة التي عاشها الفلسطينيون في غزة، وصرخة بوجه العالم الصامت.
يختتم الغول حديثه قائلًا: "نحن شعب أحب الحياة، كنا نغني ونرقص تحت المطر، لكن الاحتلال انتزع كل أحلامنا."
ورغم وجع الكلمات، يظل صوته يحمل إصرارًا على الحياة، لأن غزة التي كتب عنها "الغول" بالحبر والدم ستبقى رمزًا للثبات والكرامة، وشاهدًا على حربٍ حاولت محو الوجود، فخلّدته بالحروف.
غزة – وكالة سند للأنباء
في قلب النار وتحت وابل القذائف، حين تحوّلت مدن غزة إلى رماد، بقي الكاتب والروائي الفلسطيني يسري الغول (45 عاماً) شاهدًا حيًا يكتب بدموعه قبل حبره، ويوثّق تفاصيل المأساة كما عاشها لحظة بلحظة.
في حديثٍ خاص لـ"وكالة سند للأنباء"، يفتح "الغول" صفحات كتابه الجديد "نزوح نحو الشمال"، الذي دوّن فيه فصول النزوح والمجاعة والموت والحياة في آنٍ واحد، خلال حرب الإبادة التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 واستمرت لعامين كاملين.
لم يكن "الغول" مجرد كاتبٍ في هذه الحرب، بل أحد الناجين القلائل الذين ظلّوا في شمال القطاع يوثّقون بعيونٍ دامعة وأصابع مرتجفة مأساة جيلٍ بأكمله.
رحلة نزوح لا تنتهي
يروي "الغول" تفاصيل رحلته القاسية بين النزوح والنجاة، من منزله في حي النصر إلى مخيم الشاطئ، ثم إلى مخيم جباليا، قبل أن يعود إلى الشاطئ مجددًا ومنها إلى حي الشيخ رضوان، متنقلاً بين الموت أكثر من ثماني مرات.
يقول ضيف "سند": كنت أكتب والقذائف تتساقط من حولي… أقول لنفسي في اللاوعي: اكتب يا يسري، لأنك ربما تكون الوحيد الذي سيكتب عن هذه المجاعة."
سيرة الجوع والوجع
في فصلٍ حمل عنوان "سيرة الجوع والوجع"، يوثّق "الغول" مرحلة المجاعة التي ضربت شمال قطاع غزة، حيث كان الجوع موازيا لقساوة القذائف، كتب عن الأطفال الذين ماتوا بحثًا عن لقمة، وعن الأمهات اللواتي كنّ يطبخن ما تبقى من أعشاب الأرض.
ويضيف: "كنت أمشي لساعات طويلة لأشحن حاسوبي أو هاتفي لأواصل الكتابة، لأنني شعرت أن العالم لن يعرف الحقيقة إن لم أكتبها."
أطفال ونساء وجدران تنزف
يضم الكتاب عشرات القصص التي تمزق القلب؛ منها قصة الزهرة التي رويت بدم الأطفال، وشهادة تقدير لطفل استُشهد، ووسام تكريم لفتاة بُترت قدمها.
كما يروي قصة فتاة من جباليا فقدت يديها الاثنتين واستُشهد والدها، فتمتمت وهي ترتدي سوارًا صغيرًا: "مش مهم تروح إيدي، المهم يضلّ أبي حيّ."
وفي قصة أخرى، يحكي الغول عن الطفل أمير بدوية الذي قُتل بشظية وهو يلعب بدراجته الهوائية، وعن كمال الغول، ابن شقيقته، الذي استُشهد وهو يحاول شراء غرامات من السكر في زمن المجاعة.
وصية الذاكرة الفلسطينية
كتب "الغول" وسط أصوات الانفجارات، وهو يرافق والده في مستشفى المعمداني بمدينة غزة بعد بتر قدمه، بينما يرى الشهداء والمصابين من حوله.
"كنت أكتب والدموع تملأ عيني من هول ما أراه… أكتب وجع الناس، لأنني شعرت أن الكتابة هي النجاة الوحيدة من الفناء."
يرى "الغول" أن كتابه "نزوح نحو الشمال" ليس مجرد توثيق للأحداث، بل وثيقة إنسانية وتاريخية لحرب الإبادة التي عاشها الفلسطينيون في غزة، وصرخة بوجه العالم الصامت.
يختتم الغول حديثه قائلًا: "نحن شعب أحب الحياة، كنا نغني ونرقص تحت المطر، لكن الاحتلال انتزع كل أحلامنا."
ورغم وجع الكلمات، يظل صوته يحمل إصرارًا على الحياة، لأن غزة التي كتب عنها "الغول" بالحبر والدم ستبقى رمزًا للثبات والكرامة، وشاهدًا على حربٍ حاولت محو الوجود، فخلّدته بالحروف.