المحرر عيايدة دخل الأسر طفلا محملا بأشواقه وخرج منه فاقدا لإدراكه

  • الأحد 01, أكتوبر 2023 11:26 ص
  • المحرر عيايدة دخل الأسر طفلا محملا بأشواقه وخرج منه فاقدا لإدراكه
أصيبت عائلة عيايدة من قرية "الشيوخ" قضاء الخليل (جنوب الضفة الغربية) بحالة من الصدمة حينما شاهدت نجلها باسل علي عيايدة (26 عاما) الذي أفرج عنه من سجون الاحتلال أمس الجمعة، بعد اعتقال دام 11 سنة أمضى أكثر من نصفها في الحجز الانفرادي.
المحرر عيايدة... دخل الأسر طفلا محملا بأشواقه وخرج منه فاقدا لإدراكه
غزة (فلسطين) - عبد الغني الشامي - قدس برس
أصيبت عائلة عيايدة من قرية "الشيوخ" قضاء الخليل (جنوب الضفة الغربية) بحالة من الصدمة حينما شاهدت نجلها باسل علي عيايدة (26 عاما) الذي أفرج عنه من سجون الاحتلال الجمعة، بعد اعتقال دام 11 سنة أمضى أكثر من نصفها في الحجز الانفرادي.
واعتقل باسل طفلا لا يتجاوز (15 عاما) وخرج شابا في عمر (26 عاما)، ولكن في حالة نفسية صعبة جدا، وفاقد الذاكرة والنطق بحسب العائلة، حيث يعاني بحسب وصف حالته من أعراض مرض "الزهايمر".
وأكد عزيز عيايدة عم الأسير المحرر أن ابن أخيه "تعرض لشتى صنوف التعذيب منذ اعتقاله، وخضع للعزل الانفرادي قرابة 7 سنوات؛ مما أثر إلى حد بعيد على حالته الصحية والنفسية".
وكشف عيايدة في حديث لـ "قدس برس" أن سلوكيات باسل تدلل على أنه تعرض لضغوط نفسية كبيرة خلال فترة عزله، مشيرا إلى أنه لا يعرف أحدا من أفراد عائلته، ودائما يصرخ "لا تضربني".
وأشار إلى أن "آثار القيود على يديه ورجليه ظاهرة؛ مما يدلل أنه كان طول فترة سجنه مقيدا بالسلاسل ودائما رأسه إلى الأرض".
وقال "حينما نطلب منه أن يرفع رأسه يرفض خشية أن يتم ضربه كما كان الحال عليه طوال السنوات الماضية من العزل".
وحمّل عيايدة دولة الاحتلال المسؤولية الكاملة عما جرى لابن أخيه "لا سيما، وأن عائلته كانت ممنوعة من زيارته طول فترة أسره لذلك فوجئت في حالته المتدهورة إلى هذا الحد".
وأوضح عيايدة أنه "خلال 11 سنة من الاعتقال، سمح قبل عام لوالدته بزيارته، وخرج لها لمدة 5 دقائق، دون أن يتحدث معها بكلمة واحدة، وقبل 5 أشهر سمح لها بالزيارة، لكن إدارة السجن أبلغتها أنه يرفض الخروج للزيارة دون معرفة إن كان رفض الخروج أم منع منه خشية معرفة حالته" وفق قوله.
وأضاف يقول إن "باسل خرج من السجن فاقدا للثقة بكل شيء حوله، ولا يعرف أحدا من عائلته، ولا يتكلم، ودائما ينظر إلى الأرض، ويخاف رفع رأسه إلى الأعلى، حتى لا يتعرض للضرب كما كان يتعرض له في السجن".
وأكد أن العائلة ستعرضه على الطبيب من أجل إجراء الفحوصات اللازمة له ومعرفة حالته بالضبط للبدء في علاجه.
واعتبر عم المحرر عيايدة، أن "باسل يمثل حال أطفال فلسطين ومعتقليها في سجون الاحتلال، لا سيما المعزولين منهم".
وأضاف: "هذا احتلال مجرم يستخدم كل أنواع التعذيب والقهر ضد الشعب الفلسطيني بشكل عام والأسرى في سجون الاحتلال على نحو خاص، وباسل نموذج بسيط لذلك، وهناك مئات الأسرى على شاكلته، وربما حالتهم أصعب".
وتابع: "الاحتلال يعتمد استراتيجية القضاء على الشعب الفلسطيني نفسيا وفكريا وعقليا وجسديا، والعالم أعور لا يرى إلا بعين واحدة" وفق وصفه.
وأضاف: "رسالتي لكل الجهات الرسمية وغير الرسمية والمؤسسات الحقوقية أن المئات من أطفال فلسطين كحال باسل داخل السجون، ويجب أن يحظوا بالاهتمام والرعاية؛ لأنهم جيل المستقبل ولا بد أن نحميهم من هذا الغول المتوحش قبل فوات الأوان".
وفي قضية مشابهة لقضية عيايدة يعاني الأسير أحمد مناصرة من مضاعفات صحية ونفسية جراء مطالبات سلطات الاحتلال بإبقائه في العزل الانفرادي لستة أشهر إضافية، رغم أن تقارير طبية عدة أكدت أن عزله المتواصل منذ تشرين أول/أكتوبر 2021، قد فاقم من وضعه الصحي والنفسي على نحو خطير
وتشكل سياسة العزل الانفرادي من أخطر السياسات، التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال، بحقّ الأسرى وهي من السّياسات الثّابتة، والتي صعّدت منها، على نحو خاص بعد عملية "نفق الحرية" التي تمكن فيها 6 أسرى فلسطينيين من انتزاع حريتهم عام 2021، مقارنة مع العشر سنوات الماضية.