حين قابلنا مراد لنكتب قصته قبل الاعتقال. كان جل تركيزه على عائلته، قال أن يشتاق ليسهروا سويةً بسلام، وأنه لم يعد يتكلم معهم سوا عن طريق الوتساب بسبب حصار الحي والاقتحامات اليومية. نحن نعرف مراد، لا يأبه للقيد بقدر خوفه على والدته التي لا تنام وهي تفكر فيه. لكن هناك تفصيلة أخرى مهمة. مراد كان يحلم من صغره أن يكون مدير مدرسة، وقد قال لنا أن النظام التعليمي في القدس يحكمه الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يقبل أن يكون مدراء المدارس ذوي تاريخ نضالي، وأضاف بأنه اضطر للحديث في السياسة للدفاع عن عائلته وحقه في الوجود وهو هدف نبيل لم يندم عليه يوماً، لكنه لا ينفك أن يفكر ب٢٦ سنة دراسية في المدرسة والجامعة .. هل يمكن أن يذهبوا هباءً ويسقط حلم طفولته لأنه يدافع عن حقه في الوجود والحياة الكريمة!
ان اعتقال مراد مؤلم، والالم ليس فقط بخبر الاعتقال بل بالتفاصيل، التفاصيل تقتلنا، وعجزنا عن ايقاف دموع والدته قاتل أكثر.
يوم الأحد ستكون محكمة مراد.
كونوا مع مراد
