في لقاء تضامني واسع.. القدس الدولية تطلق تقريرها السنوي حال القدس

  • الثلاثاء 21, مارس 2023 09:54 ص
  • في لقاء تضامني واسع.. القدس الدولية تطلق تقريرها السنوي حال القدس
نظّمت مؤسسة القدس الدولية، أمس الإثنين 2023/3/20، لقاء تضامنيًا في العاصمة اللبنانية بيروت، أطلقت فيه تقريرها السنوي حال القدس 2022: قراءة في مسار الأحداث والمآلات، وشهد اللقاء حضورًا واسعًا من رموز وشخصيات عديدة تمثل القوى والفصائل الفلسطينية وقوى المقاومة والأحزاب العربية والإسلامية والجهات العلمائية من مختلف أطياف الأمة، وتخلله كلمات من عدد من الشخصيات اللبنانية والفلسطينية وممثلي الفصائل والأحزاب.
في لقاء تضامني واسع.. القدس الدولية تطلق تقريرها السنوي حال القدس 2022 تحت عنوان تصاعد العدوان وتوسع المقاومة والمواجهة
مدينة القدس
نظّمت مؤسسة القدس الدولية، أمس الإثنين 2023/3/20، لقاء تضامنيًا في العاصمة اللبنانية بيروت، أطلقت فيه تقريرها السنوي حال القدس 2022: قراءة في مسار الأحداث والمآلات، وشهد اللقاء حضورًا واسعًا من رموز وشخصيات عديدة تمثل القوى والفصائل الفلسطينية وقوى المقاومة والأحزاب العربية والإسلامية والجهات العلمائية من مختلف أطياف الأمة، وتخلله كلمات من عدد من الشخصيات اللبنانية والفلسطينية وممثلي الفصائل والأحزاب.
بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني، كانت كلمة لمعالي الأستاذ بشارة مرهج، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، الذي قال إنّ اللقاء التضامني مع فلسطين والقدس إنّما هو قسط من الواجب على كل أحرار العالم في سياق معركة التصدي والنضال والتحرير.
وبيّن مرهج أنّ الاحتلال قتل أكثر من 80 فلسطينيًا في أقل من ثلاثة أشهر من عام 2023، في تجلّ واضح لعقيدته الإرهابية، حيث يتبارى قادته لإظهار أكبر قدر من العنصرية والتطرّف، ضمن خطاب يلخّصه عنوان واحد: إنهاء الوجود العربي، الإسلامي والمسيحي، في فلسطين، وطمس هويتها. ولفت إلى أنّ الاحتلال ينفذ جرائمه في ظلّ صمت دولي مريب ومواقف قد تستنكر وتدين ثم تشارك مع العدو في ما تسمى مؤتمرات أمنية لتبحث طرق "نزع فتيل الانفجار" عبر تبديد حالة المقاومة وإنهائها بدلاً من إنهاء الاحتلال وسياساته الإجراميّة.
وأشار مرهج إلى أنّه على الرغم من قتامة المشهد وإيغال العدو في الدم الفلسطيني، فإنّ في مقابل ذلك فرصًا يمكن الاستفادة منها من دون الاستسلام للواقع الذي يحاول العدوُ فرضَه بإسناد من داعميه ورُعاتِه. فكيان العدو يواجه أصعب كوابيسه وهي تشرذمه السياسي وانقسامه المجتمعي، والتطرّف يحكم مكوّناته، حتى أنّ مسؤولين سياسيين وأمنيين في كيان العدو يحذّرون من خطورة ما تشهده الساحة الإسرائيلية ويعبّرون عن خشيتهم من حالة التفكك الذاتي التي تمرّ بها دولة الاحتلال بما سيؤدّي إلى انهيارها، وهي حالة تذكّرنا أنّ الاحتلال أوهن من بيت العنكبوت.
وقال مرهج إنّ التغيرات في المنطقة وإعادة ترتيب المشهد فيها عامل شديد الخطورة بالنسبة إلى الاحتلال الذي طالما عمل على تأجيج نار الفتنة والاختلافات بين دول المنطقة، وتعزيز الشقاق بينها لأنّ في احترابها واختلافها مكسبًا له يجعله في راحة ومأمن.
وختم مرهج بالتأكيد أنّ التركيز على العدو الحقيقي، واستعادةَ البوصلة وتحديدَ الهدف، وتوحيدَ الصفّ، أَوْلى أولويّات المرحلة، مذكرًا أنّ العدو هُزم في لبنان وغزة وكان في ظاهرِ قوة، فهزيمتَه اليومَ أرجح وهو في تشرذم واضح ووهنٍ جليّ.
واستعرض الأستاذ هشام يعقوب، رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية، المشهد الذي رصده تقرير حال القدس السنوي 2022، على مستوى أبرز مشاريع التهويد ومساراتها التي سار بها الاحتلال في عام 2022، وكذلك القفزات التي حققها الاحتلال على مستوى التهويد والاستيطان والاستيلاء على البيوت، وهدمها، والمصادرة والاعتقالات.
وقال يعقوب إنّ الاحتلال واصل تسجيل أرقام قياسية في مجالات التهويد المختلفة، مدفوعًا بقوة من اليمين المتطرف الذي تتموضع القدس في صميم معتقداته وأجنداته، ولفت إلى أنّ المسجد الأقصى كان أحد أبرز الميادين التي سعت المنظمات الإسرائيلية المتطرفة ومن خلفها الحكومات الإسرائيلية إلى تحقيق المكاسب فيها، حيث رصد تقرير حال القدس زيادة تقارب 40% في عدد المقتحمين عام 2022 مقارنة بعام 2021 الذي سبقه، علاوة على مظاهر فرض التأسيس المعنوي للمعبد عبر أداء الصلوات اليهودية العلنية والجماعية في الأقصى، وتأدية الطقوس التلمودية في المسجد، لا سيما في المناسبات العبرية.
ولفت يعقوب إلى أنّ اعتداءات الاحتلال طالت المقدسات المسيحية ورجال الدين المسيحيين، فيما أنشأ مستوطنون متطرفون شركات وهمية، بينها واحدة مغربية، واستخدموها في عملية السيطرة على عدد من العقارات العربية التابعة للكنيسة الأرثوذكسية في القدس بغرض تهويدها، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال وسياساته أدّت على انخفاض أعداد المسيحيين في القدس من 20% عام 1948 إلى أقلّ من 2%.
وبيّن يعقوب أنّ القدس بكل مساحتها وقضاياها كانت عرضة لآلة التهويد التي لم تتوقف، بل زادت شراستها في عام 2022، وذلك على صعد الاستيطان، والمصادرة، والهدم، والاستيلاء على منازل المقدسيين وعقاراتهم، والاعتقالات، واستهداف حياة المقدسيين وقطاعات حياتهم، وخاصة التعليم. وأشار إلى أنّ سلطات الاحتلال صادقت في عام 2022 على أكثر من 50 خطة استيطانية، فيما أشارت المعطيات إلى ارتفاع أعداد الوحدات الاستيطانية التي أقرتها سلطات الاحتلال بنحو 24% في عام 2022. وأشار إلى هدم 140 منشأة في القدس، واعتقال قرابة 3000 مقدسي على مدى عام 2022 بزيادة توازي 8% مقارنة بالعام السابق، وإصدار 523 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى، و436 قرار إبعاد عن القدس القديمة، و31 قرار إبعاد عن مدينة القدس، ناهيك عن سحب تراخيص ستّ مدارس في القدس في سياق محاولات أسرلة قطاع التعليم في شرق القدس.
وتطرّق يعقوب إلى قوة الفعل الفلسطيني الشعبي في عام 2022، كما رصدها تقرير حال القدس، والقفزة النوعية التي حقّقتها العمليات الفلسطينية ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه ومصالحه، إذ ارتفعت العمليات في الضفة الغربية بنسبة 40%، وأسفرت عن مقتل 31 مستوطنًا إسرائيليًا، من بينهم 7 عناصر أمنية، وإصابة 525 مستوطنًا.
وفي استكمال للمشهد الذي قدّمه تقرير حال القدس، ألقى الأستاذ ياسين حمود، المدير العام لمؤسسة القدس الدولية، كلمة تضمّنت خمس نقاط توجز مسارات المشهد في فلسطين المحتلة ومتطلباته، أوّلها أنّ تصاعد وتيرة التهويد تتطلب مضاعفة الجهود لدعم صمود المقدسيين، والضغط على الاحتلالِ بكلِّ السبل المتاحة، ودعم كلِّ مسارٍ يؤدي إلى عرقلة هذه الماكينة، وتدفيع الاحتلال ضريبة جرائمه بحقِّ القدس وأهلها ومقدساتها.
والنقطة الثانية مفادها أنّ القدس مقبلة على محطات كثيرة للتصعيد، من أخطرها العدوان على الأقصى في "الفصح العبري"، الذي يتزامن مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان وتحضر "جماعات المعبد" لاقتحامات واسعة فيه تبدو أن حكومة المتطرفين بقيادة نتنياهو تميل إلى التجاوب معها، والمهمّ هو تكثيف الرباط وفتح باب الاعتكاف منذ ليلة رمضان الأولى.
أما النقطة الثالثة فهي مشهد الخلافات الحادة بين مكونات الاحتلال، وهو ما يشكل فرصة يمكن الاستفادة منها واغتنامها وتوجيه الضربات للاحتلال بما يعمّق هذا التفكك والتمزق، وهو ما يحتاج إلى خطة عمل عاجلة.
وفي النقطة الرابعة، لفت حمّود إلى استعادة الضفة الغربية دورها الحيوي في مقارعة الاحتلال، بالتكامل مع القدس والداخل المحتل، مؤكّدًا أنّ هذه الحالة المقاوِمة هي أفضل حالة يتوخَّاها شعبُنا وهي حالة ينبغي على كل شرفاء الأمّة دعمها ومساندة تطويرها.
وأسف حمّود، في النقطة الخامسة والأخيرة، لإصرار بعض الحكومات العربية على إلقاء حبل النجاة لدولة الاحتلال وعقد اللقاءات مع مسؤولين إسرائيليين لبحث سبل إنهاء الحراك الشعبي المقاوم، وقال إنّ شعوب أمّتنا مطالبة بلفظ المطبعين، والحكومات التي تورطن بالتطبيع عليها التراجع عنه فورًا، وتقديم كل الدعم للفلسطينيين في وجهِ الاحتلال.
وختم حمود قائلاً: نحن في مرحلة خطيرة تتطلب تصليب جبهة الحق الفلسطيني والعربيِّ والإسلاميِّ، ومضاعفة الجهود للدفاع عن قدسنا وأقصانا وقيامتنا وأهلِنا، وكلَّما اشتدَّت صخرتنا كانَ ذلك أدعى لتحطُّم كيان الاحتلال الذي بدا جليًّا أنَّه بلغ من الوهن، والتشرذم ما يجعله أقرب لتتحطم مطامعه على صخرة مقاومة شعبنا، وإسناد أمتنا وأحرار العالم.
وبعد إطلاق التقرير كانت مداخلات لعدد من ممثلي الفصائل والأحزاب اللبنانية والفلسطينية، أكّدت الوقوف إلى جانب الفلسطينيين، ودعت إلى دعم مقاومتهم في وجه الاحتلال، وإلى نبذ التطبيع معه.