عضوات للترويج في مجلسي الكونغرس والنواب

  • الأحد 05, مايو 2024 10:01 ص
  • عضوات للترويج في مجلسي الكونغرس والنواب
نظّم المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي (JINSA)، يوم الاثنين الموافق 8 أبريل/ نيسان الجاري، ندوة عبر الإنترنت بعنوان “ستة أشهر على هجوم ٧ أكتوبر”، لمناقشة الوضع الحالي والتوقعات المرتقبة للحرب الدائرة في قطاع غزة، وأثر ذلك على العلاقة بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والشرق الأوسط على نطاق أوسع.
عضوات للترويج في مجلسي الكونغرس والنواب
محمود عبد الهادي - مونة العرب
نظّم المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي (JINSA)، يوم الاثنين الموافق 8 أبريل/ نيسان الجاري، ندوة عبر الإنترنت بعنوان “ستة أشهر على هجوم ٧ أكتوبر”، لمناقشة الوضع الحالي والتوقعات المرتقبة للحرب الدائرة في قطاع غزة، وأثر ذلك على العلاقة بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والشرق الأوسط على نطاق أوسع.
ما لفت انتباهي أكثر من موضوع الندوة، استعانة المنظمين لها بثلاث سيدات من أجل الترويج لها، وتشجيع المعنيين على متابعتها، وهؤلاء السيدات هن: كلوديا تيني، عضوة مجلس النواب الأميركي، وجوني إرنست عضوة مجلس الشيوخ الأميركي، وجاكي روزين عضوة مجلس الشيوخ الأميركي كذلك، وقد سجّلت كل منهن كلمة مصورة بالفيديو، وبدا ما قالته السيدات الثلاثة وكأنه مكتوب بقلم واحد، اختار كلماته بعناية فائقة.
الساسة الأميركيون في الإدارة التنفيذية ومجلسي الشيوخ والنواب، لا يرون إلا بعيون اللوبي اليهودي ولا يسمعون إلا بأذنيه، والحقيقة التي يؤمنون بها هي ما تصلهم عن طريق اللوبي، وما عداها فهو مجرد افتراءات وأكاذيب.
– لسنا في حساباتهم
ما أثار انتباهي في كلمات عضوات الكونغرس والبرلمان، أنهن يتحدثن بمناسبة مرور ستة أشهر على حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، إلا أن الزمن بالنسبة لهن توقف عند السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يوم هجوم الأقصى، وكأن شيئاً لم يحدث في قطاع غزة بعد هذا اليوم، فالفلسطينيون والعرب والمسلمون، شعوباً وحكومات، ليسوا في حسابات الساسة الأميركيين إلا عندما يتعلق الأمر بمصالحهم المباشرة، وعندما يكون أول خيط هذه المصالح بيد اللوبي اليهودي/ الصهيوني في الولايات المتحدة؛ فهذا يعني أن الساسة الأميركيين في الإدارة التنفيذية ومجلسي الشيوخ والنواب، لا يرون إلا بعيون اللوبي اليهودي ولا يسمعون إلا بأذنيه، والحقيقة التي يؤمنون بها هي ما يصلهم عن طريق اللوبي، وما عداها فهو مجرد افتراءات وأكاذيب.
تقول كلوديا تيني، عضوة مجلس النواب عن نيويورك، في كلمتها:
“في ذكرى مرور 6 أشهر على الأحداث المروّعة التي وقعت في 7 أكتوبر، نتذكر 1200 إسرائيلي بريء ذبحوا على أيدي إرهابيي “حماس” المدعومين من إيران، أولئك الذين اختُطفوا وما زالوا محتجزين في غزة، وآلافًا غيرهم ممن تعرضوا للاغتصاب والمعاملة الوحشية في منازلهم.
من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن نعيد تأكيد دعمنا لإسرائيل، حليفتنا الأكثر أهمية في الحرب ضد الإرهاب في الشرق الأوسط، حيث إن تصاعد المشاعر العنيفة المؤيدة لحماس ومعاداة السامية أمر مقلق للغاية، وكذلك المعلومات الجديدة حول المنظمات الدولية التي تمولها الولايات المتحدة مثل الأونروا، التي ساعدت في الواقع في تنفيذ مذبحة السابع من أكتوبر.
إن الشراكة الأميركية الإسرائيلية الاستراتيجية ساعدت إسرائيل لتدافع عن نفسها، وكذلك العالم الغربي، ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف.. لا تستطيع الولايات المتحدة أن تتخلى عن حليفتنا الأكبر والديمقراطية الوحيدة في المنطقة، لابد من الاستمرار في تزويد إسرائيل بما تحتاجه للدفاع عن نفسها، وتحرير الرهائن وتحقيق العدالة لضحايا الإرهاب الفلسطيني المتطرف.. سأقف دائما مع إسرائيل، بارك الله في إسرائيل، وفي شراكتها العظيمة مع الولايات المتحدة”.
أكثر من ٨٠٪ من أعضاء مجلسي الكونغرس والنواب الأميركيين، لا يعترفون بحقوق الشعب الفلسطيني، ولا يرون فيه سوى مجموعات من الإرهابين والمتطرفين والفاسدين، ويدعون إلى ترحيلهم واستيعابهم في الدول العربية والأوروبية، لاستكمال إقامة دولة يهودية كاملة على أرض فلسطين التاريخية.
– التوصيف الصحيح
لم تخرج الكلمتان الأخريان عن مضمون هذه الكلمة، والتي تعبّر عن موقف أكثر من ٨٠٪ من أعضاء مجلسي الكونغرس والنواب في الولايات المتحدة، ممن لا يعترفون بشيء من حقوق الشعب الفلسطيني، ولا يرون فيه سوى مجموعات من الإرهابين والمتطرفين والفاسدين، ويدعون إلى ترحيلهم واستيعابهم في الدول العربية والأوروبية، لاستكمال إقامة دولة يهودية كاملة على أرض فلسطين التاريخية، ويدعمون بشدة المطالب اليهودية والصهيونية الداعمة لدولة الكيان الصهيوني، بل إن بعضهم يدعو إلى مسح الفلسطينيين عن وجه الأرض، ويطالب حكومة الولايات المتحدة بإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة.
هذه الحالة، تدفعنا إلى الرجوع إلى الخلف قليلاً لنعيد توصيف الساسة الأميركيين، ومن يتخذون القرارات التشريعية والتنفيذية في الولايات المتحدة، وتوصيف موقفهم مما يجري في قطاع غزة، باعتبارهم الرعاة لمصالح اللوبي اليهودي الصهيوني، ومصالح دولة الكيان الصهيوني، فهذا اللوبي ليس مجرد مجموعة من الأثرياء، وإنما المتحكم في بؤر النفوذ والتأثير في مختلف المجالات، ضمن علاقات شبكية متينة لا تخطئ.
لقد أظهر تحقيق صحفي قامت به صحيفة الغارديان البريطانية، نشرته في يناير/ كانون الثاني الماضي، أن أعضاء الكونغرس الأكثر دعماً لإسرائيل، والذين تصل نسبتهم إلى ٨٢٪ من أعضاء المجلس البالغ عددهم ١٠٠ عضو، تلقّى الواحد منهم ما معدله ١٢٥ ألف دولار لتمويل حملاته الانتخابية أثناء الحرب على غزة، وقد وصل المبلغ عند بعضهم إلى أكثر من ٧ مليون دولار؛ وفي المقابل لم يتجاوز متوسط المبلغ الذي حصل عليه كل عضو من الأعضاء التسعة الذين يدعمون فلسطين ١٨ ألف دولار. وقد تجاوز إجمالي الدعم للحملات الانتخابية لأعضاء الكونغرس ٥٨ مليون دولار، وبدون هذا الدعم لا يستطيع هؤلاء الأعضاء الوصول إلى مقاعدهم في مجلسي الشيوخ والنواب أو المحافظة عليها لدورات تالية.
وعليه، فإن توصيف الموقف الأميركي مما يجري في قطاع غزة، ينبغي ألا يخرج عن المحددات التالية:
1. أن دولة الولايات المتحدة الأميركية شريك كامل مع دولة الكيان الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية الشاملة في قطاع غزة.
2. أن دولة الولايات المتحدة الأميركية تتحمل المسؤولية الكاملة أمام كافة مؤسسات المجتمع الدولي عن كافة الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة، والنتائج المترتبة عليها في كافة المجالات المادية والمعنوية، وعلى رأسها القتلى والجرحى.
3. أن الولايات المتحدة ليست دولة محايدة في كل ما يتعلق بالحرب الدائرة في غزة، وفي كامل القضية الفلسطينية.
4. أن جميع المسؤولين الأميركيين الذي يمثلون الولايات المتحدة، ممن يترددون على دول المنطقة لمتابعة مجريات الحرب وسبل إنهائها، ليسوا محايدين، ولا يتسمون بالنزاهة والأمانة، وإنما بالمراوغة والكذب والخداع.
ولا يغيب عنا في هذا السياق التأييد الشديد في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيَين، لطلب إدارة الرئيس جو بايدن بشأن الدعم الإضافي البالغ ٩٥ مليار دولار، من بينها ٢٦ مليار دولار للكيان الصهيوني، للدعم العسكري والاقتصادي، منها ٩ مليارات دولار للإنفاق على خططه الخاصة بالنازحين واللاجئين.