أربعون ألف شهيد جريمتهم أنهم فلسطينيون

  • السبت 17, أغسطس 2024 09:58 ص
  • أربعون ألف شهيد جريمتهم أنهم فلسطينيون
أربعون ألف شهيد وما يزيدون غادرت أرواحهم وبقيت الأجساد تحت تراب غزة ، أربعون ألف لن يكونوا موجودين في اليوم الأول بعد نهاية الحرب، أربعون ألف لن يكونوا شاهدين على السيناريو الجديد الذي يُكتب ويُصنع في العديد من العواصم العالمية والعربية، أربعون ألف سينساهم العالم كما نسي عشرات الآلاف ممن سبقوهم قضوا في مجازر دير ياسين وقبية وجنين وصبرا وشاتيلا، أربعون ألف سيعتبرهم الغرب المتوحش ضريبة مقبولة يمكن التعايش معها لصناعة الشرق الأوسط الجديد حسب المخططات الصهيوأمريكية، أربعون ألف خطيئتهم الوحيده أنهم فلسطينيون صمدوا على أرضهم ورفضوا الهروب من الموت معتقدين أنه لا زال في العالم ذرة إنسانية متناسين أن عالم تُديره الصهيونية سيكون عالم نازي إرهابي.
أربعون ألف شهيد جريمتهم أنهم فلسطينيون
صالح الراشد
أربعون ألف شهيد وما يزيدون غادرت أرواحهم وبقيت الأجساد تحت تراب غزة ، أربعون ألف لن يكونوا موجودين في اليوم الأول بعد نهاية الحرب، أربعون ألف لن يكونوا شاهدين على السيناريو الجديد الذي يُكتب ويُصنع في العديد من العواصم العالمية والعربية، أربعون ألف سينساهم العالم كما نسي عشرات الآلاف ممن سبقوهم قضوا في مجازر دير ياسين وقبية وجنين وصبرا وشاتيلا، أربعون ألف سيعتبرهم الغرب المتوحش ضريبة مقبولة يمكن التعايش معها لصناعة الشرق الأوسط الجديد حسب المخططات الصهيوأمريكية، أربعون ألف خطيئتهم الوحيده أنهم فلسطينيون صمدوا على أرضهم ورفضوا الهروب من الموت معتقدين أنه لا زال في العالم ذرة إنسانية متناسين أن عالم تُديره الصهيونية سيكون عالم نازي إرهابي.
أربعون ألف فلسطيني لم يحركوا ضمير ميت لعالم مجرم، أربعون ألف لم يشعر بهم الشعوب في بريطانيا وأمريكا وفرنسا وكندا، أربعون ألف شهيد توزعت دمائهم بين دول القارة الأوروبية لتتهرب كل دولة من حصتها في الدم ودورها في العملية الإجرامية، أربعون ألف أحزنوا بعض العرب فيما البقية يلهون ويلعبون ويعبثون وكأن الدماء التي أُريقت ليست عربية، وكأن الوجع ليس فيهم وأن الموت في عدوها، فيفرحون ويرقصون ويحتفلون معتقدين أنهم في منأى عن القتل الصهيوني، وأن رقصهم وعبثهم سيشكل طريق لحمايتهم كونهم يقولون للعالم “إننا لا نأبه بهذه الدماء وإننا على الحياد”، وهي رسالة لن يسمعها عالم قائم على الانحياز إما للحق أو الظُلم.
وهنا تخيلوا لو أن الأربعين ألف شهيد فلسطيني ليسوا كذلك بل مواطنين أمريكيين من اللون الأبيض، تخيلوا لو أنهم فرنسيين أو بريطانيين أو جثث صهيونية، تخيلوا موقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وحتى جامعة الدول العربية، عندها سيقوم العالم ويتم تجهيز الجيوش وشن الحروب بلا هوادة، وسيتم قتل الأبرياء قبل القتلة انتقاماً لأرواح مواطنيهم الغربيين، فيما ستصطفّ جامعة الدول العربية بكل قوتها في الجانب الغربي لتثبت ولائها للغرب الذي يرفض أن يقول له أحد لا أو يخرج عن طوعهم.
أربعون ألف شهيد فلسطيني هي الحصيلة الأولية قبل إزالة الأنقاض في غزة إذ حينها سيرتفع العدد ويتوقع أن يصل لخمسين ألف شهيد، وإذا لم يتوقف العدوان الأخرق على غزة فان عدد الشهداء قابل للزيادة بشكل كبير، ليشكل العدوان الصهيوأمريكي جريمة كُبرى لم يتجاوزها في العصر الحديث إلا جرائم الغرب نفسه في نجازاكي وهوريشيما وبغداد والجزائر، وهذا يُشير إلى أن الدين في رقاب الغرب يتزايد والأعداء يتكاثرون والدُنيا دُول بين الناس، وأن الغرب بقوته المعهودة سيذهب إلى زوال بحرب عالمية جديدة، ويعود القتل فيهم على طريقة الحرب العالمية الأولى والثانية، فهـولاء يعشقون القتل وان لم يبقى لهم أعداء فإنهم سيقتلون بعضهم.
آخر الكلام:
لنحفظها عن ظهر قلب ونعلمها لأبنائنا وأحفادنا الذين أن “كل الطرق تؤدي إلى القدس بعد أن رُصفت جميع الطرق المؤدية إليها بجثامين الشهداء، وأصبحت تحتاج لرجال حقيقيين لإكمال مسيرة التحرير، فكونوا أنتم الرجال”.