المجازر .. سجل إسرائيلي دموي من عام النكبة إلى الإبادة في غزة

  • السبت 05, أكتوبر 2024 09:26 ص
  • المجازر .. سجل إسرائيلي دموي من عام النكبة إلى الإبادة في غزة
على مدى أكثر من سبعة عقود، ارتكب الاحتلال الصهيوني العديد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني، يكاد ينسي بعضها بعضاً، ولكنّ بعض تلك المجازر تركت أثراً سيظل محفوراً في ذاكرة الشعب الفلسطيني رغم تعاقب الأجيال.
المجازر .. سجل إسرائيلي دموي من عام النكبة إلى الإبادة في غزة
فلسطين المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام
على مدى أكثر من سبعة عقود، ارتكب الاحتلال الصهيوني العديد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني، يكاد ينسي بعضها بعضاً، ولكنّ بعض تلك المجازر تركت أثراً سيظل محفوراً في ذاكرة الشعب الفلسطيني رغم تعاقب الأجيال.
وقد استخدم الاحتلال تلك المجازر لترهيب المواطنين لتهجيرهم خارج أرضهم وإحلال المستوطنين مكانهم، كما استخدمها للانتقام من المدنيين بعد عجزه أمام المقاتلين، مدفوعاً بتحريض الحاخامات الذين وظفوا نصوص التوراة لتبرير تلك المجازر.
كيان بُني على المجازر
يقول الكاتب نبيل السهلي في مقال له، إنّ العنوان الأبرز لتوجهات الدولة المارقة إسرائيل، كان ولا يزال ارتكاب المجازر المنظمة من قبل التنظيمات الصهيونية والجيش الإسرائيلي ضد أهالي القرى الفلسطينية، من أجل حمل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين على الرحيل عن أرضهم وإحلال المهاجرين اليهود من بقاع الأرض مكانهم، بغرض فرض ديموغرافيا تهويدية إحلالية قسرية.
ويضيف أنّ وعد بلفور أسّس لإنشاء إسرائيل، لترتكب العصابات الصهيونية أثناء فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين 12 مذبحة، في حين ارتكبت 13 مذبحة بعدها، ضد الفلسطينيين العزّل. ثمّ تابعت هذه العصابات مجازرها وتدمير المنازل، والضغط على الفلسطينيين في القرى والمدن الفلسطينية كافة خصوصاً خلال الفترة من يناير/ كانون الثاني 1948 وحتى مايو/ أيار من العام ذاته
ومن أبشع المجازر التي ارتكبت مع بداية تأسيس الكيان، مجزرة دير ياسين التي ارتكبت يوم 9-4-1948، ونفذتها منظمة “شتيرن” بزعامة “إسحاق شامير” بالتعاون مع منظمة “الأرغون” بزعامة “مناحيم بيغن”، الذي قال في مذكراته: “إن دولة إسرائيل ما كانت لتقوم لولا الانتصار في دير ياسين”! والمفارقة أنّ كلّاً منهما أصبح رئيساً لوزراء إسرائيل فيما بعد.
وبحسب المصادر الفلسطينية، فقد راح ضحية المجزرة نحو 254 شهيداً، جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن. واستثمرت العصابات الإسرائيلية المجزرة لبث الرعب في سكان القرى الفلسطينية المجاورة، حيث هاجر الكثيرون إلى بلدات عربية مجاورة.
وقد أدّت المجازر الصهيونية إلى التهجير القسري لنحو 61% من سكان فلسطين العرب خلال عامي 1948 و1949، ثمّ استخدمت إسرائيل المجازر بعد ذلك كأدوات أساسية للحفاظ على البقاء بدعم غربي على كافة المستويات العسكرية والسياسية والمالية والإعلامية.
عقيدة الإحلال
وفي مقال حول المجازر التي يرتكبها الاحتلال، يتحدّث الكاتب ساري عرابي عن الرسائل والأهداف الإسرائيلية من المجازر التي تستهدف أماكن إيواء النازحين المصنفة بأنها “آمنة”، موضحاً أنّ ذلك يدلّ على استخفاف إسرائيل بأرواح الفلسطينيين في غزة، وتصويرهم كـ “حيوانات بشرية”، والدعوة لتجويعهم حتى الموت أو الاستسلام.
ساهمت المجازر الإسرائيلية في تسريع عملية تهجير الفلسطينيين من أرضهم
ويضيف بأنّ استهداف الاحتلال للمدنيين، يرمي إلى تهجير الفلسطينيين خارج وطنهم، لأنّ الوجود الإسرائيلي قام على أساس محو الهوية القومية والذاكرة التاريخية للفلسطينيين، وإحلال ذاكرة أسطورية مصطنعة لتسويغ الاحتلال الصهيوني.
وبالتالي، يفنّد عرابي الادّعاءات التي تزعم أنّ الإبادة التي يمارسها الاحتلال جاءت ردّاً على فعل المقاومة، ويؤكّد أنّها تأتي في سياق تاريخ من المجازر ومحاولات محو الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم.
توظيف النصوص الدينية
يقول الكاتب شعبان عبد الرحمن في مقال بعنوان “تاريخهم غارق في الدماء”، إنّ قادة الاحتلال يبرّرون المجازر بحقّ الفلسطينيين مستشهدين بأسفار نصوص “كتابهم المقدس” في ظنهم، فهذا سفر التثنية يقول: “فالآن اذهب واضرب عماليق، وحرموا كل ما له، ولا تعف عنهم، بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً”.
ويشير في مقاله إلى التحريض على القتل الوارد في أحد خطابات نتنياهو، حين اعتبر أنّ الشعب الفلسطيني هم “عماليق” رغم أن عرق الشعب الفلسطيني وأصوله وتاريخه مختلف تماماً عن شعب “عماليق”. مضيفاً أنّ نتنياهو يحاول وحكومته الصهيونية المحتلة إلصاق اسم “عماليق” وتاريخهم بالشعب الفلسطيني ليبرر المذابح الجماعية وحروب الإبادة الجماعية التي يشنها جيشه على الشعب الفلسطيني.
ويضرب الكاتب أمثلة على استخدام تلك اللغة التحريضية المدعومة بالنصوص الدينية من قبل العديد من حاخامات اليهود، الذين حرّضوا في خطاباتهم لجيش الاحتلال والمستوطنين على مواصلة حرب الإبادة باعتبارها استجابة لنصوصهم الدينية المحرفة.
ومن تلك الأمثلة ما قاله الحاخام “يسرائيل روزين” في فتواه التحريضية: “مَن يقتل الطلاب، وهم يتلون التوراة، ويطلق الصواريخ على مدينة “سديروت” فيثير الفزع في نفوس الرجال والنساء، ومن يرقص على الدماء، هو “عملاق”، يجب أن نرد عليه بكراهية مضادة، وعلينا أن ننزع أيّ أثر للإنسانية في تعاملنا معه، حتى ننتصر”.
‏أمّا الحاخام “إبراهام شابير”، فيقول الكاتب إنّه كان أشدّ فجوراً في التحريض على قتل الفلسطينيين حين قال: “نريد شباباً يهودياً قوياً شديداً، يدرك أنّ رسالته الوحيدة هي تطهير الأرض من المسلمين، الذين يريدون منازعتنا في أرض الميعاد، يجب أن تثبتوا لهم أنكم قادرون على اجتثاثهم منَ الأرض.. يجب أن نتخلّص منهم كما يتم التخلّص من الميكروبات والجراثيم”.
ومن أشهر المجازر التي ارتكبت بدوافع دينية مجزرة الحرم الإبراهيمي، التي ارتكبها المستوطن المتطرف “باروخ غولدشتاين”، عندما اقتحم المسجد أثناء صلاة فجر يوم 15 رمضان من العام 1994، وفتح نيران رشاشه على المصلين أثناء السجود، ليستشهد على إثر ذلك 29 مصلّياً، قبل أن يُقتل المجرم على أيدي المصلين.
لقد كان “باروخ غولدشتاين” تتلمذ في مدارس صهيونية دينية على يد متطرفين من حركة “كاخ” الإرهابية، وكان معروفاً بتطرفه تجاه المسلمين والفلسطينيين، وسبق أن حاول الاعتداء على الحرم الإبراهيمي، بواسطة مواد كيماوية حارقة، قبل المجزرة بشهور.
وفي بدايات الحرب على غزة، انتشر مقطع مصور للحاخام “إلياهو مالي” على الإنترنت، استشهد فيه بأقوال عالم يهودي من القرن الثاني عشر حول الحروب المقدسة، قال فيه: إن القاعدة الأساسية التي لدينا عندما نخوض حرباً واجبة دينية وفقاً للنصوص المقدسة، “ألا تدع نفساً على قيد الحياة”، والتفسير واضح جداً، إذا لم تقتلهم، فسيقتلونك.
الانتقام والاستقواء على الضعفاء
في أواخر آب 1982، أجبرت قوات منظمة التحرير الفلسطينية على الخروج من لبنان، ليستغل جيش الاحتلال بزعامة “أريئيل شارون” خلوّ الساحة من المقاتلين ويرتكب مجزرة صبرا وشاتيلا بحق المدنيين العزّل في المخيمين، بالتعاون مع “القوات اللبنانية” بزعامة “إيلي حبيقة”، و “جيش لبنان الجنوبي” بزعامة “سعد حداد”.
وعلى مدى ثلاثة أيام ابتداء من 16 سبتمبر/ أيلول، ارتكبت قوات الاحتلال والعصابات المتعاونة معها مجزرة مروعة في المخيمين، استخدمت فيها الرشاشات والمسدسات والسكاكين والسواطير والبلطات، ونفّذت عمليات قتل واغتصاب وتقطيع لأوصال الأبرياء العزل من أطفال ونساء وعجائز، ورموا جثثهم في العراء، وفقاً لشهادات الناجين.
وأشارت تقديرات الصليب الأحمر اللبناني إلى سقوط نحو 4000 ضحية في تلك المجزرة التي وصفها الصحفي البريطاني “روبرت فيسك” حينها بأنّها “أفظع عمل إرهابي في تاريخ الشرق الأوسط الحديث”.
أمّا في قطاع غزة، فقد أخذت المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني منحنى آخر بعد طوفان الأقصى، إذ أصبحت المجازر أكثر وحشية وفتكاً، وأخذت طابع التكرار، ولا يكاد يمرّ يوم دون ارتكاب الاحتلال لمجزرة أو أكثر بحق الفلسطينيين في القطاع.
وأمام عجز الاحتلال عن هزيمة المقاومة أو تحرير أسراه، لجأ إلى الانتقام من المدنيين في قطاع غزة، من خلال ارتكاب العديد من المجازر التي تراوحت أعداد ضحاياها بين العشرات والمئات من الشهداء، كما حصل في مجزرة المعمداني التي راح ضحيتها قرابة 500 شهيد، و مجزرة النصيرات التي أدّت إلى راح ضحيتها نحو 270 شهيداً، و مجزرة الخيام في رفح التي استشهد فيها نحو 45 فلسطينياً كثير منهم قضوا حرقاً.
وفي تفسيره لتلك الوحشية الإسرائيلية تجاه غزة وأهلها، قال الكاتب عزمي بشارة في لقاء مع قناة “العربي” بعد مجزرة المعمداني، إنّ عملية طوفان الأقصى أحدثت “جرحاً نرجسياً هائلاً” عند القيادة السياسية الإسرائيلية. وأوضح أنّ هناك حالة من الحيرة والارتباك نشأت لدى هؤلاء بعد الضربة المفاجئة التي حصلت، والتي يعتبرها الإسرائيليون “نوعاً من الإذلال”.
ولفت بشارة إلى أنّ تلك الصدمة ولّدت سلسلة من ردود الأفعال الغاضبة، التي انطوت على العديد من العوامل، ومن بينها “الانتقام” و “محاولة استعادة الهيبة”، مشيراً إلى أنّهم عملوا بناءً على ذلك على إعداد خطّة بعيدة المدى، لا تقف عند حدود القصف واستنزاف الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة في غزة فحسب، بل تشمل أيضاً وضع تصوّر لما يسمّونه بالوضع الأمني الجديد ما بعد هذه المرحلة.
وتلك الرغبة في الانتقام، أشار إليها الكاتب والباحث الفلسطيني جمال زحالقة في حديث سابق لـ “عربي21″، في معرض حديثه عن الأهداف والغايات الرئيسية للاحتلال الإسرائيلي من ارتكاب ذلك الكم الهائل من المجازر بحق المواطنين الفلسطينيين وخاصة الأطفال.
وأوضح أنّ الغاية الأولى هي إرواء “التعطش للانتقام” في المجتمع الإسرائيلي، بعد الضربة الكبيرة التي تلقتها إسرائيل يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. والغاية الثانية، هي ترميم الردع الإسرائيلي الذي تهاوى عبر إظهار أن إسرائيل لديها قوة تدميرية كبيرة. وأمّا الثالثة، فهي العمل على تهجير سكان قطاع غزة.
أبرز المجازر الصهيونية خلال حرب الإبادة في قطاع غزة
مجزرة المستشفى المعمداني
جرت وقائعها في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وأدت لاستشهاد 500 فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال الذين لجؤوا إلى المستشفى المعمداني بعد أن تلقوا تهديدات بقصف المربعات السكنية في محيطه.
مجزرة كنيسة برفيريوس
في 20 أكتوبر 2023، قصف الجيش الإسرائيلي كنيسة الروم الأرثوذكس بغزة، ما أسفر عن مقتل 20 شخصًا، بينهم 18 مسيحيًا لجأوا إلى الكنيسة للحماية.
وتعد كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس أقدم كنيسة في قطاع غزة لا تزال مفتوحة، وهي تقع بجانب مسجد بالبلدة القديمة في غزة القديمة، وبنيت فوق ضريح القديس برفيريوس.
وادعى الجيش الإسرائيلي حينها، أن طائراته قصفت مركز قيادة وسيطرة تابعا لـ”حماس” في منطقة الزيتون، قرب كنيسة الروم الأرثوذكس، بينما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة بأن الجيش قصف الكنيسة أثناء احتماء عشرات العائلات المسيحية بداخلها.
مجزرة جباليا
وقعت في 31 أكتوبر/تشرين الثاني 2024 في مربع سكني بمحاذاة المستشفى الإندونيسي في مخيم جباليا شمال شرق مدينة غزة، وخلفت استشاد وإصابة حوالي 400 فلسطيني معظمهم من الأطفال، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في غزة.ووقعت المجزرة في واحدة من أكثر مناطق غزة اكتظاظا بالسكان، إذ جرى نسف مربع سكني بالكامل جراء القصف الإسرائيلي. وحسب وزارة الداخلية في غزة، فقد تعرض المربع السكني لقصف بـ6 قنابل تزن كل واحدة منها طنا من المتفجرات.
مجازر مدرستي الفاخورة وتل الزعتر
وقعت المجزرتان فجر يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وسقط في مجزرة مدرسة الفاخورة بمخيم جباليا نحو 200 شهيد، في حين سقط بمجزرة مدرسة تل الزعتر شمال قطاع غزة 50 شهيدا.
وكانت المدرستان تؤويان مجموعات من النازحين الذين لجؤوا إليهما فرارا من القصف الإسرائيلي على المنازل والأحياء السكنية
وأظهرت الصور جثث وأشلاء النازحين ملقاة على الأرض وتغلق الممرات، بعد أن استهدف النازحون بالقصف وهم نيام، وفق شهود عيان.
وسبق لمدرسة الفاخورة -أكبر مدارس مخيم جباليا وتتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)- أن تعرضت للقصف أكثر من مرة وتحديدا في 2009 و2014، حيث استشهد في الأولى أكثر من 40 فلسطينيا وفي الثانية نحو 10 فلسطينيين.
مجزرة مستشفى كمال عدوان
وقعت في 16 ديسمبر/كانون الأول 2023، وخلفت استشهاد وإصابة عشرات المرضى والجرحى والأطقم الطبية والنازحين الذين لجؤوا إلى المستشفى الواقع في منطقة بيت لاهيا
وبدأت قوات الاحتلال التحضير لاستهداف مستشفى كمال عدوان في الأيام الأولى من شهر ديسمبر/كانون الأول، إذ فرضت إخراجه عن الخدمة بالقوة، في الوقت الذي كان يؤوي عشرات المرضى، إضافة إلى الطواقم الطبية والإدارية وأكثر من 3 آلاف نازح.
وبعد أيام من الحصار اقتحمت قوات الاحتلال المستشفى، ووفق شهود العيان فقد جرفت الجرافات الإسرائيلية خيام النازحين وهم بداخلها، ودُفن عشرات النازحين والمرضى والجرحى تحت التراب وهم أحياء، مع تسجيل إعدامات ميدانية للحوامل، وإطلاق النار على الطواقم الطبية.
وعقب انسحاب الجيش الإسرائيلي كُشف عن كارثة إنسانية في المستشفى تمثلت في العدد الكبير من الضحايا والدمار الذي لحق بالجزء الجنوبي من مبناه واستهداف سيارات الإسعاف.
مجزرة مخيم المغازي
وقعت في 24 ديسمبر/كانون الأول 2023، وأدت إلى استشهاد 70 فلسطينيا معظمهم من الأطفال والنساء، في غارة جوية إسرائيلية دمرت مجموعة منازل مأهولة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
ووصفت الضربات التي استهدفت 3 منازل في المخيم بأنها من بين أعنف الضربات التي شنتها القوات الإسرائيلية منذ بدء عدوانها على غزة حتى ذلك الحين.
ويعود العدد الكبير من الشهداء إلى وقوع القصف ليلا عندما اجتمع السكان بمنازلهم، إضافة إلى وجود نازحين ومهجرين من أماكنهم إلى المخيم.
وفي وقت لاحق اعترف الجيش الإسرائيلي باستهداف المخيم، واعتبر أن القصف جرى بالخطأ، وأن الذخيرة المستخدمة لا تتناسب مع طبيعة العملية
مجزرة الطحين
وقعت في 29 فبراير/شباط 2024 بدوار النابلسي شمال قطاع غزة، وارتقى فيها نحو 120 شهيدا فلسطينيا وجرح نحو ألف آخرين.
معظم الشهداء والجرحى أصيبوا برصاص قوات الاحتلال من مسافة قريبة، بينما كانوا في طوابير الانتظار للحصول على المساعدات الغذائية، فأطلق عليها اسم “مجزرة الطحين”.
مجزرة مستشفى الشفاء
وقعت في أواخر مارس/آذار 2024، وجرى خلالها إعدام أكثر من 300 فلسطيني من النازحين والطواقم الطبية والموظفين الحكوميين بالمجمع الطبي، إضافة إلى اعتقال نحو ألف آخرين.
فقد هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة فجر يوم 18 مارس/آذار 2024، وتوغل بالآليات لمحاصرته.
ومع فجر الأول من أبريل/نيسان انسحب الاحتلال من المستشفى الأكبر في القطاع، تاركا خلفه جثث وأشلاء الشهداء متناثرة في محيطه
ووفق شهود عيان فقد أطلق جنود الاحتلال النار على المرضى في أسرّتهم وعلى الأطباء الذي رفضوا أوامر المغادرة والتخلي عن مرضاهم، وعثر بعد انسحاب قوات الاحتلال على جثث شهداء مكبلين
كما كشف الانسحاب عن تخريب واسع في أقسام المبنى الذي دمرت كل الأجهزة والمستلزمات الطبية بداخله، ليصبح خارج الخدمة.
مجزرة رفح (محرقة الخيام)
في 26 مايو/ أيار 2024، قصفت مقاتلات إسرائيلية بعدة صواريخ مخيما للنازحين في منطقة المواصي بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 45 فلسطينيا بينهم 23 من النساء وكبار السن، ونحو 249 مصابا، في مجزرة عرفت بـ”محرقة الخيام”.
مجزرة النصيرات
جرت في 08 يونيو/حزيران 2024، وأسفرت عن استشهاد 274 فلسطينيا، إضافة إلى مئات الجرحى في واحدة من أكبر المجازر التي تعرض القطاع خلال العام الأول من العدوان بعد عملية طوفان الأقصى.
فقد شنت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات على مخيم النصيرات وصفت بأنها غير مسبوقة، وذلك للتغطية على عملية نفذتها القوات الخاصة لاستعادة 4 مختطفين.
وعقب انتهاء العملية تكشفت معطيات تؤكد استخدام قوات الاحتلال في تنفيذها شاحنة مساعدات وسيارة مدنية يختبئ بداخلهما عناصر أمن إسرائيليون.
مجزرة المواصي الأولى
وقعت في 13 يوليو/تموز 2024 في منطقة المواصي الساحلية جنوبي غرب قطاع غزة، وأسفرت عن سقوط نحو 90 شهيدا و300 جريح، نصفهم أطفال ونساء.
وبدأت المجزرة بقصف عمارة سكنية على الطريق العام ما بين مفترق النص ودوار جامعة الأقصى بواسطة الصواريخ، ما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى.
ثم شن الاحتلال هجوما بالأحزمة النارية على خيام النازحين والطواقم الطبية والدفاع المدني الذي وصل إلى المكان عينه، وفق المركز الفلسطيني للإعلام.
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرته في المواصي على الرغم من أنه ظل على مدى أشهر يدعو النازحين للتوجه إليها بدعوى أنها منطقة آمنة.
وادعت إسرائيل أن قصف المواصي كان يستهدف محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- ونائبه رافع سلامة، وهو ما نفته حماس.
مجزرة مدرسة التابعين
وقعت في 10 أغسطس/آب 2024 بمدرسة التابعين شرق مدينة غزة، وخلفت أكثر من 84 شهيدا وعشرات المصابين والمفقودين معظمهم من الأطفال والنساء.
ووفق شهود العيان فقد قصف جيش الاحتلال المدرسة المكتظة بالنازحين أثناء صلاة الفجر، عبر غارة جوية استخدمت فيها الصواريخ الحربية.
وتسببت الغارة في اندلاع حريق داخل المدرسة، فيما تحولت الجثث إلى أشلاء، كما واجهت فرق الدفاع المدني صعوبة في التعرّف على العديد من الضحايا بسبب تفحم الجثث.
وكشف حجم الإصابات البليغة والدمار الهائل عن استخدام أسلحة خاصة، ووصفت منظمة الأمم المتحدة المجزرة بأنها “إحدى أشد الهجمات دموية على مدرسة تؤوي نازحين منذ بداية الصراع”.
مجزرة المواصي الثانية
في 10 سبتمبر/ أيلول 2024، قصفت المقاتلات الإسرائيلية خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 40 فلسطينيا وإصابة 60 آخرين.
وكان الفلسطينيون في تلك المنطقة ينتظرون الحصول على مساعدات تمر عبر الحاجز الذي نصبته القوات الإسرائيلية غرب مدينة غزة، حيث كانوا يعانون من الجوع الشديد نتيجة نقص الطحين والمواد الغذائية بسبب الحصار المفروض عليهم.
أبرز المجازر الصهيونية خلال فترة النكبة عام 1948:
مجزرة «قالونيا»:
في 12 أبريل 1948م، هاجمت عصابة صهيونية من «البالماخ» الإرهابية قرية قالونيا الواقعة بجوار مدينة القدس، وهدّمت المنازل وتسببت بمقتل نحو 14 مواطناً على الأقل.
مجزرة قرية «ناصر الدين»
في 14 أبريل 1948م، أرسلت عصابتا «أرغون» و«شتيرن» قوة يرتدي أفرادها الألبسة العربية إلى قرية ناصر الدين الواقعة جنوب مدينة طبريا، وفتحوا نيران أسلحتهم على السكان؛ فاستشهد جراء ذلك الهجوم 50 شخصاً، علماً بأن عدد سكان القرية آنذاك كان 90.
مجزرة «حيفا»:
هاجم الصهاينة، في 22 أبريل 1948م، مدينة حيفا، قادمين من هادار الكرمل (الحي اليهودي في أعالي جبل الكرمل)؛ فاحتلوا البيوت والشوارع والمباني العامة، وقتلوا 50 شخصاً وجرحوا 200 آخرين.
وقد فوجئ أهالي المدينة فأخرجوا نساءهم وأطفالهم إلى منطقة الميناء؛ لنقلهم إلى مدينة عكا، وفي أثناء هربهم؛ هاجمتهم المواقع الصهيونية الأمامية؛ فاستشهد 100 شخص من المدنيين، وجرح 200 آخرون.
مجزرة «أبو شوشة»
وقعت في 14 مايو 1948م، حينما حاصرت عصابات «الهاغاناه» قرية أبو شوشة الواقعة في حيفا، وبدأت بمهاجمتها بقذائف الهاون والقتل العشوائي لرجال القرية، ما أسفر عن مقتل 60 شخصاً؛ وذلك عشية إعلان قيام دولة الاحتلال.
مجزرة «بيت دراس»:
في 21 مايو 1948م، هاجمت قوات صهيونية من لواء «جفعاتي» قرية بيت دراس الواقعة شمال شرق غزة بعد محاصرتها من كافة الجهات، وقصفتها بالمدفعية بشكل عشوائي ومكثّف؛ ما أسفر عن مقتل 260؛ بينهم نساء وأطفال وشيوخ.
مجزرة «الطنطورة»
في ليل 22-23 مايو 1948م، هاجمت كتيبة من لواء «الكسندروني» التابع لـ«الهاغاناه» قرية الطنطورة وارتكبت مجزرة بالعزل من أبنائها.
ظلت هذه المجزرة دفينة حتى عام 2000م، حين تقدم الطالب في جامعة حيفا تيد كاتس برسالته لنيل الماجستير تؤكد وقوع المجزرة التي راح ضحيتها نحو 200 شخص.
مجزرة «الرملة»:
شهدت أكبر عمليات الترحيل والقتل الجماعي، ففي يونيو 1948م، خير الصهاينة أهالي مدينة الرملة بين النزوح أو السجن كخدعة قاموا من خلالها بقتل الكثير من السكان، ولم يبق فيها بعد هذه المجزرة سوء 25 عائلة، وألقيت جثث الشهداء على الطريق العام.
مجزرة «اللد»:
في 11 يوليو 1948م، ارتكب الجنود الصهاينة مجزرة بحق سكان مدينة اللد بقيادة موشيه ديان، راح ضحيتها نحو 426، وذلك في عدة أحداث منها اقتحام مسجد دهمش، حيث أعطوا كل من دخله الأمان، لكنهم قتلوا فيه عدداً من المواطنين وصل إلى 176.
وأجبر الصهاينة سكان مدينتي اللد والرملة (60 – 70 ألفاً) على الرحيل وجردوهم من ممتلكاتهم وتوفي على الطريق بسبب الحر الشديد والعطش قرابة 350 فلسطينياً، كما نهبت العصابات المدينة ونقلت 1800 شاحنة محملة بالأغراض المسروقة.
مجزرة قرية «الدوايمة»:
من كبرى المجازر الصهيونية التي وقعت في 29 أكتوبر 1948م، راح ضحيتها أكثر من 500 شخص، بينهم 300 من أهالي القرية الواقعة في الخليل.
وتشير المصادر إلى أنها جرت على عدة دفعات، أبرزها حادثة المسجد الذي يُطلق عليه اسم «الزاوية»، حيث قتل الجنود الصهاينة نحو 50 شيخاً كانوا يتواجدون داخل المسجد، ويذكر أيضاً أنه تم قتل أطفال خلال المجزرة عبر تكسير جماجمهم بالعصيّ، كما افتخر أحد الجنود باغتصاب امرأة وقتلها
وما زالت آلة الاحتلال الإسرائيلي المجرم تمارس بطشها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، من خلال ارتكاب المجازر اليومية، وفي الوقت نفسه، لا يزال الشعب الفلسطيني صامداً في أرضه، رغم القتل والدّمار والتشريد، مدعوماً بالمقاومة الباسلة التي لا تزال تدافع عن شعبها وتثخن فيه عدوّها الجراح وشعارها “النصر أو الشهادة”.