في ذكرى انطلاق الطوفان
د . أحمد الشحروري
اليوم هو السادس من أكتوبر ذكرى حرب عام ١٩٧٣ م، وهو اليوم الذي يسبق بساعات موعد انطلاق طوفان الأقصى في العام السابق، ويقف العالم على قدم واحدة بانتظار ردة الفعل الصهيوعالمية على ضرب إيران لأهداف عسكرية صهيونية بعد أن أعترف النتن بإصابة الإيرانيين أهدافا عسكرية فعلا.
بعد عام مضى على انطلاق الطوفان لم تعد المواجهة فلسطينية صهيونية، لكن دائرة حمم الموت اتسعت، وفيها لبنان واليمن والعراق وسورية. والأردن يضع يده على قلبه لموقعه الجغرافي الذي يُخشَى من توريطه في المواجهة بدون أدنى نية مسبقة حفاظا على أمن المواطنين وإبقاء على استقرار الأردن المحكوم ب”تكبيرالأطراف المتورّطة عقلها” مع حذرها من بقاء بؤرة ينفذ منها أطراف الصراع عند الضرورة.
إياكم أن تظنوا أني أبرر موقف أحد هنا، إنما أعمل على توصيف الواقع بعيدا عن قناعاتي التي بثثتها في مقالاتي اليومية منذ انطلاق الطوفان.
وأحرص هنا على توضيح بعض المسلّمات أحببناها أو لم نحبّها:
١) أهل غزة وحدهم في الميدان إذا ذكرت الأنظمة السياسية وألقيت نظرة على الواقع الدولي الذي يفترض أن يحمي المظلومين عمليا عبر مؤسسات الأمم المتحدة، أما الجامعة العربية فحالها كحالي مع بعض صفحات الواتس أب التي أخجل من الانسحاب منها ولكني عمليا لست فيها ولا معها..
٢) المحور الإيراني والمُنْضَوون تحت لوائه شاركوا في الطوفان، أصابوا وأخطأوا، ولنا معهم تاريخ مؤلم حديث في سورية، لكننا نعلم أن هذا هو حال روسيا والصين اللتين أبادتا كثيرا من التجمعات الإسلامية في العالم، ومع ذلك مددنا أيدينا إليهما لتسليح الثورة الفلسطينية وتدريبها قديما ففعلتا، فشكرناهما ونحن نعلم مواقفهما السابقة، لكن التحالفات العسكرية لا مجال فيها للعواطف إذا حافظنا على عقيدتنا ولم نتنازل عن مبادئنا ولم ننسَ تاريخنا ولم نحبّ أو نكره إلا بمرجعية ديننا وأخلاقنا، وقد نخطئ أو نصيب على الطريق، ودوام المراجعة ضروري، والاعتراف بالخطأ دين ومبدأ وروح تكفل حياة مشروعنا على خُطا الحبيب عليه الصلاة والسلام
٣) ما ينتظر مسار الطوفان في عامه الثاني ما زال غيبا، لكن بعض الإرهاصات تدلّ عليه وتنبئ به، ولن تبقى الساحة الأردنية بعيدة عن الخطر، وبدلا من مخاطبة الشعب لأخذ الحذر لا بد من استشراف المستقبل وبناء التوازنات والأحلاف حتى لا نبقى وحدنا، ولا ينفعنا تغطية رؤوسنا في الرمال، وكياننا السياسي يحتاج إلى دعاء بالتوفيق مع الاستعانة بشيء من القطران، فالأخذ بالأسباب حمالة قضاء الحاجات وإجابة الدعوات، والحوقلة والحسبنة لن تنقذنا إذا لم تصحبها واقعية تسترنا من عُوار الأيام القادمة.
٤) الشعب الأردني مخلِص محب لدينه وأمّته متعلق بأسراه ومسراه، وعلى قادة العمل السياسي من الحزبيّين والنواب والكتاب والمنظّرين أن ينبذوا خلافاتهم وأن ينظروا إلى الواقع كما هو، ولن ينفع عندها إلا أن يقف الشعب مع النظام في خطة محكمة للدفاع عن الأرض والعرض، فإنه لن ينفعنا أن نبقى متفرجين لأننا لا ندري أين يصيبنا سهم عدونا عندئذ.
د . أحمد الشحروري
اليوم هو السادس من أكتوبر ذكرى حرب عام ١٩٧٣ م، وهو اليوم الذي يسبق بساعات موعد انطلاق طوفان الأقصى في العام السابق، ويقف العالم على قدم واحدة بانتظار ردة الفعل الصهيوعالمية على ضرب إيران لأهداف عسكرية صهيونية بعد أن أعترف النتن بإصابة الإيرانيين أهدافا عسكرية فعلا.
بعد عام مضى على انطلاق الطوفان لم تعد المواجهة فلسطينية صهيونية، لكن دائرة حمم الموت اتسعت، وفيها لبنان واليمن والعراق وسورية. والأردن يضع يده على قلبه لموقعه الجغرافي الذي يُخشَى من توريطه في المواجهة بدون أدنى نية مسبقة حفاظا على أمن المواطنين وإبقاء على استقرار الأردن المحكوم ب”تكبيرالأطراف المتورّطة عقلها” مع حذرها من بقاء بؤرة ينفذ منها أطراف الصراع عند الضرورة.
إياكم أن تظنوا أني أبرر موقف أحد هنا، إنما أعمل على توصيف الواقع بعيدا عن قناعاتي التي بثثتها في مقالاتي اليومية منذ انطلاق الطوفان.
وأحرص هنا على توضيح بعض المسلّمات أحببناها أو لم نحبّها:
١) أهل غزة وحدهم في الميدان إذا ذكرت الأنظمة السياسية وألقيت نظرة على الواقع الدولي الذي يفترض أن يحمي المظلومين عمليا عبر مؤسسات الأمم المتحدة، أما الجامعة العربية فحالها كحالي مع بعض صفحات الواتس أب التي أخجل من الانسحاب منها ولكني عمليا لست فيها ولا معها..
٢) المحور الإيراني والمُنْضَوون تحت لوائه شاركوا في الطوفان، أصابوا وأخطأوا، ولنا معهم تاريخ مؤلم حديث في سورية، لكننا نعلم أن هذا هو حال روسيا والصين اللتين أبادتا كثيرا من التجمعات الإسلامية في العالم، ومع ذلك مددنا أيدينا إليهما لتسليح الثورة الفلسطينية وتدريبها قديما ففعلتا، فشكرناهما ونحن نعلم مواقفهما السابقة، لكن التحالفات العسكرية لا مجال فيها للعواطف إذا حافظنا على عقيدتنا ولم نتنازل عن مبادئنا ولم ننسَ تاريخنا ولم نحبّ أو نكره إلا بمرجعية ديننا وأخلاقنا، وقد نخطئ أو نصيب على الطريق، ودوام المراجعة ضروري، والاعتراف بالخطأ دين ومبدأ وروح تكفل حياة مشروعنا على خُطا الحبيب عليه الصلاة والسلام
٣) ما ينتظر مسار الطوفان في عامه الثاني ما زال غيبا، لكن بعض الإرهاصات تدلّ عليه وتنبئ به، ولن تبقى الساحة الأردنية بعيدة عن الخطر، وبدلا من مخاطبة الشعب لأخذ الحذر لا بد من استشراف المستقبل وبناء التوازنات والأحلاف حتى لا نبقى وحدنا، ولا ينفعنا تغطية رؤوسنا في الرمال، وكياننا السياسي يحتاج إلى دعاء بالتوفيق مع الاستعانة بشيء من القطران، فالأخذ بالأسباب حمالة قضاء الحاجات وإجابة الدعوات، والحوقلة والحسبنة لن تنقذنا إذا لم تصحبها واقعية تسترنا من عُوار الأيام القادمة.
٤) الشعب الأردني مخلِص محب لدينه وأمّته متعلق بأسراه ومسراه، وعلى قادة العمل السياسي من الحزبيّين والنواب والكتاب والمنظّرين أن ينبذوا خلافاتهم وأن ينظروا إلى الواقع كما هو، ولن ينفع عندها إلا أن يقف الشعب مع النظام في خطة محكمة للدفاع عن الأرض والعرض، فإنه لن ينفعنا أن نبقى متفرجين لأننا لا ندري أين يصيبنا سهم عدونا عندئذ.