جباليا بين المذبحة والملحمة

  • الثلاثاء 22, أكتوبر 2024 11:08 ص
  • جباليا بين المذبحة والملحمة
عُشْر ما يشهده مخيم جباليا هذه الأيام يشكل مذبحة رهيبة تشيب لها رؤوس الولدان.
جباليا بين المذبحة والملحمة
عبد الله المجالي
عُشْر ما يشهده مخيم جباليا هذه الأيام يشكل مذبحة رهيبة تشيب لها رؤوس الولدان.
ما يحدث هناك لا يمكن وصفه، حتى بعض الكاميرات التي لا زالت تجاهد لنقل عشر ما يحدث، وما لا تستطيع تلك الجولات رصده أضعاف وأضعاف وأضعاف ما لم توثقه.
جيش مدجج بكل أنواع الأسلحة الفتاكة وبأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي مدعوما بأعتى قوة عسكرية واستخباراتية على وجه الأرض، يحاصر مخيما لا تزيد مساحته عن 1.4 كيلو متر مربع.
فرقة كاملة هدفها إبادة كل شيء في هذا المخيم وتسويته في الأرض.
عائلات كاملة محاصرة بين نيران العدو دون طعام أو شراب، وهي مستهدفة إذا حاولت الحصول على ما قد يسد الرمق أو يبقي أفرادها على قيد الحياة.
ما يحصل في جباليا من مذبحة رهيبة وسط صمت وعجز وتخاذل من جهة وتآمر ومساندة من جهة أخرى تضيف مأساة على المأساة.
في المقابل فهناك مشاهد أسطورية لا يمكن أن يتخيلها أحد.
مقاومة باسلة لا زالت تقاوم بل وتثخن في العدو.
لا وجه للمقارنة في المقاييس المادية البشرية بين جيش مدجج بكل أنواع الأسلحة الفتاكة ومدنيين عزل وحفنة من المقاتلين الذين لا يملكون سوى قذائف من صناعة يدوية.
يصمد هؤلاء حتى اللحظة أكثر من أسبوعين أمام تلك الآلة الحربية الرهيبة التي لا تتوقف عن القتل، ومع تدمير كل مقومات الحياة، يصبح صمودهم أسطورة ومعجزة ستسجل في التاريخ.
في ظل هذه الظروف القاهرة كانت المقاومة في جباليا أول من يأخذ بثأر القائد السنوار فتدمر الدبابات وناقلات الجند، وأكثر من ذلك تجندل قائد لواء ولغ في دماء الغزيين طيلة عام كامل.
أي مقاومة هذه؟! وأي أسطورة هذه؟!