ترامب وسلفه وأحلام العرب
د. أحمد داود شحروري
في مقال أمس أكّدْتُ أن أمريكا لها سياساتها التي تسعى إلى تحقيقها على يد أي شخص يتولى رئاستها بغضّ النظر عن جنسه أو عرقه، وقد يبدو لبعض القراء من فوز دونالد ترامب الرئيس المجرَّب أن كلامي فيه نظر، فمن يوشك أن يعود للرئاسة بعد سنوات كانت عجافا على العرب والمسلمين هو الذي شفط ملياراتهم فدفعوها له عن يد وهم صاغرون، وهو ذاته صاحب صفقة القرن التي ستحوّل فلسطين عند تطبيقها إلى أرض بلا سيادة ولا أضراس مع رشّ بعض فضلات المال الدولي رشوة للقبول بالأمر الواقع، وهو هو الذي خاطب النتن بضرورة الاستعجال بفعل ما يريد بغزة قبل استلامه مسؤولياته في البيت الأبيض، أبَعدَ ذلك كله يُزعَم أن كل من يسكن بيتهم الأَسوَد سواء؟!
وكأن الذي يذكر محاذير عودة ترامب كان يعيش نعيما في عهد من سبقه، ولئن كان مِن فَرْقٍ بين ما صنعه ترامب حين فضح الأعراب على وسائل الإعلام وهو يبتزّهم، فإن بايدن برع في الابتزاز الصامت، وحقق ما يريد، ولا فرق إلا في طريقة الإخراج، كلاهما صنع قصة درامية كان فيها أحدهما سوبرمان وكان الآخر جِنّا أزرق، الأول كان يطير في الهواء على الملأ والآخر كان يأخذ ما يريد بالصمت والخفاء، والنتيجة واحدة، كلاهما ولغ في الدماء الفلسطينية وغيرها، أحدهما بدأ التخطيط للملحمة والآخر نفّذ، شيطان يريد أن يظهر بمظهر المخلّص فيتعهّد في حملته أن ينهي حرب غزة، لكنه يوحي إلى مجرمها النتن أن يسرع في إكمال مهمته قبل أن تبدأ فترة رئاسته، وشيطان لا يأبه بأن يكون أمام الدنيا بأسرها صهيونيا أصيلا، فما الفرق بين الإثنين؟
لقد ظل النتن يمسك بقلبه خشية أن يسقط بين رجليه وهو ينتظر أن يفوز شخص يشبهه بالجنون وإن كان الرئيس الذي سبقه لا يقل عنه إخلاصا ولا تفانيا بخدمة يهود، فهو الذي أجج الحرب على غزة وهندس جحيمها بإشراف وزير خارجيته اليهودي، ولن تعيش فلسطين في سمن ولا عسل ببركات أيّ من سكان البيت الأبيض جلّله الله بالسواد.
لا أحد من رؤساء أمريكا يستغني عن حشو بطانته بالأتباع والموظفين من اليهود، واليهودي لا يغير جلده ليناسب أحدا من السياسيين أو الرؤساء، بل على كل من يعمل معه أن يتكيّف مع مصالحه سواء كان فوقه أو تحته في الرتبة، وذلكم هو بقية العلو المكتوب لهم في الأرض إلى أجل.
إن تطلّعنا نحن العرب والمسلمين ينبغي أن يكون إلى انتخابات الرئاسات العربية لتُنتِج غيورين على أمتهم وأوطانهم بعيدا عن رضا أمريكا أو سخط بريطانيا أو فرنسا، وإن الأمة التي تنتظر أن تجني من الشوك العسل حرِيّة بالبكاء على نفسها، ثم لن يفيد البكاء.
د. أحمد داود شحروري
في مقال أمس أكّدْتُ أن أمريكا لها سياساتها التي تسعى إلى تحقيقها على يد أي شخص يتولى رئاستها بغضّ النظر عن جنسه أو عرقه، وقد يبدو لبعض القراء من فوز دونالد ترامب الرئيس المجرَّب أن كلامي فيه نظر، فمن يوشك أن يعود للرئاسة بعد سنوات كانت عجافا على العرب والمسلمين هو الذي شفط ملياراتهم فدفعوها له عن يد وهم صاغرون، وهو ذاته صاحب صفقة القرن التي ستحوّل فلسطين عند تطبيقها إلى أرض بلا سيادة ولا أضراس مع رشّ بعض فضلات المال الدولي رشوة للقبول بالأمر الواقع، وهو هو الذي خاطب النتن بضرورة الاستعجال بفعل ما يريد بغزة قبل استلامه مسؤولياته في البيت الأبيض، أبَعدَ ذلك كله يُزعَم أن كل من يسكن بيتهم الأَسوَد سواء؟!
وكأن الذي يذكر محاذير عودة ترامب كان يعيش نعيما في عهد من سبقه، ولئن كان مِن فَرْقٍ بين ما صنعه ترامب حين فضح الأعراب على وسائل الإعلام وهو يبتزّهم، فإن بايدن برع في الابتزاز الصامت، وحقق ما يريد، ولا فرق إلا في طريقة الإخراج، كلاهما صنع قصة درامية كان فيها أحدهما سوبرمان وكان الآخر جِنّا أزرق، الأول كان يطير في الهواء على الملأ والآخر كان يأخذ ما يريد بالصمت والخفاء، والنتيجة واحدة، كلاهما ولغ في الدماء الفلسطينية وغيرها، أحدهما بدأ التخطيط للملحمة والآخر نفّذ، شيطان يريد أن يظهر بمظهر المخلّص فيتعهّد في حملته أن ينهي حرب غزة، لكنه يوحي إلى مجرمها النتن أن يسرع في إكمال مهمته قبل أن تبدأ فترة رئاسته، وشيطان لا يأبه بأن يكون أمام الدنيا بأسرها صهيونيا أصيلا، فما الفرق بين الإثنين؟
لقد ظل النتن يمسك بقلبه خشية أن يسقط بين رجليه وهو ينتظر أن يفوز شخص يشبهه بالجنون وإن كان الرئيس الذي سبقه لا يقل عنه إخلاصا ولا تفانيا بخدمة يهود، فهو الذي أجج الحرب على غزة وهندس جحيمها بإشراف وزير خارجيته اليهودي، ولن تعيش فلسطين في سمن ولا عسل ببركات أيّ من سكان البيت الأبيض جلّله الله بالسواد.
لا أحد من رؤساء أمريكا يستغني عن حشو بطانته بالأتباع والموظفين من اليهود، واليهودي لا يغير جلده ليناسب أحدا من السياسيين أو الرؤساء، بل على كل من يعمل معه أن يتكيّف مع مصالحه سواء كان فوقه أو تحته في الرتبة، وذلكم هو بقية العلو المكتوب لهم في الأرض إلى أجل.
إن تطلّعنا نحن العرب والمسلمين ينبغي أن يكون إلى انتخابات الرئاسات العربية لتُنتِج غيورين على أمتهم وأوطانهم بعيدا عن رضا أمريكا أو سخط بريطانيا أو فرنسا، وإن الأمة التي تنتظر أن تجني من الشوك العسل حرِيّة بالبكاء على نفسها، ثم لن يفيد البكاء.