( تــوثــيـق ُ الـدّمـاءِ والأشـلاء )

  • الإثنين 11, نوفمبر 2024 01:22 م
  • ( تــوثــيـق ُ الـدّمـاءِ والأشـلاء )
وَثـّـقْ دَمـي ' لــَـتـوَثــّقُـنَ دِمـاءُ وتـُخـَلــّـدُ الأرواح ُ والشـّهـداءُ
( تــوثــيـق ُ الـدّمـاءِ والأشـلاء )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعر /
محمد عبدالرازق أبو مصطفى
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَثـّـقْ دَمـي ' لــَـتـوَثــّقُـنَ دِمـاءُ
وتـُخـَلــّـدُ الأرواح ُ والشـّهـداءُ

هذا دَمي ينساحُ في عمقِ الثـّرى
وكـأنـّـنـا في أرضِـنـا غـُرَبــاءُ

وثــّق معَ الأشلاءِ منظرَها الذي
تنشـَق ُّ منهُ الأصخُرُ الصـّمـّاءُ

واتقـُشْ على الصّفحاتِ في تاريخِنا
أيامَ عـِزٍّ شادَها العـُظماءُ

دعْ عنكَ أسفاراً على أوراقِها
لم تـُغنِ آدابٌ ولا أدباءُ

دعْ عنكَ أبياتاً على أوزانِها
لم تـُجدِ أشعارٌ ولا شعـَراء

ودعِ الضـّميرَ فإنهُ قد مات في
زمَنٍ تكالبَ فوقـَـنا الأعداء

وتكـَفـّنت كلُّ البصائرَ بالعـَمى
أمـّا العيونُ تلفـّها الظلماءُ

قل لي بربـّكَ كيفَ تعمى أمـّـةٌ
يغتالـُها الكفـّار ُ والـدُّخلاءُ

أو كيفَ تـُنسَفُ كلّ أمجادٍ لنا
خِزيٌ تضيقُ لـِهولِهِ الأنحاءُ

عَصـَفت بأمـّتنا عِصابةُ ذِلـّةٍ
يقتادُها الأنذالُ والـزُّعَماءُ

يا طـُغمةَ العهرِ المَشينِ إلى متى
يَطغى عليكم في الهـَوانِ غباءُ

كيفَ ارتضيتُم بانبِطاحِ للعِدا
ضجـّت لهُ الأجواءُ والبَطحاءُ

كيفَ انقلبتم في خـُنوعٍ صاغِرِ
دونَ الـبَـغايا كــُّكم حـُقـَراءُ

لم نلقَ مِنكم مـَوقِفا ً أو نـَخوةً
تـُفضي إليها قـِمـّة ٌ رَعناءً

مثلَ البغالِ أو العجولِ حديثـُكم
تهذي عليهِ الألسـُنُ الخـَرساءُ

مثلَ الـطـُّبولِ هياكِلٌ أجسامـُكم
خـُشـُبٌ مـُسَنـّدَة ٌ دٌمىً جـَوفاءُ

لا تسلُكونَ إلى الكرامةِ مسلـَكا ً
زَبـَدٌ يـَطوفُ على السـّيولِ جـُفاءُ

يا قادةَ العارِ المـُجلجلِ في المدى
أنتم بلاءٌ أنتمُ الـبـُـلـَداء

فلتستفيقوا يا كلابَ حِراسةٍ
ولتخجلوا يا أيـُّها الأجـَرَاءُ

فلقد نـَعَتناكم بأقذرِ خِـسّـة ٍ
فوجودُكم أكذوبة ٌ نـَـكـراءُ

يا ليتكم عـَدَمٌ وصـِفرٌ تائِـه ٌ
تحتَ الـرّمالِ تـدُسـّهُ الصـّحراءُ

فأقـَل ُّمن ذيلٍ لكلبٍ ميـّتِ
كـُنتم وما زِلتُم أيـَا لُقـَطاءُ

فلتدخلوا حُـفَرَ النـّفايات ِ التي
سَئِمَت خيانتكم أيا عـُملاء

فالـرّجسُ أنتم أصلهُ وفروعُهُ
بينَ المـَزابـِلِ كلـّكم سـُفـَهاءُ

حـَتـّى ترَعرَعَ ذُلــّـكم بـِمواقـِفِ
خَجِلت لهـُن َّ قوَاصِر ٌ ونـِساء

وطعـَنتمُ الشـّعبَ الفلسطينيَّ في
حِقد ٍ دَفينٍ سيـفـُهُ الـبلواء

وتركتمُ الأطفالَ بين َ حرائـِق ِ
قصف ٌ وجوع ٌ والأسَى وشقاءُ

بينَ المـَجازرِ لا طبيبٌ مَسعِـفٌ
أمنٌ يغيبُ ولقـمةٌ وشِفاءُ

يا قـْبحَ صَمتِكم ُ الشـّنيع ِ نذالةً
يا أيـُّها الأنجاسُ والجُبـَنـاءُ

ماذا دَهاكم يا خنازيرَ الوَرى
مِن فـِعلِكم تتبـَرأ البـَغضاءُ

أمـُغيـّبونَ عنِ الوُجودِ جميعكم
سَكرى تديرُ رؤسـَكم حسناءُ

حتـّى اختفيتم في مـَواخيرِ الهـَوى
عن طـُهرِ غـزّةَ أيـّها الـنـُّدَماءُ

لا تسمعونَ إلى انفِجارِ قذائفِ
مِن هـَولِها تتصـَدّعُ الأرجاءُ

ونـُزوحُ أهلٍ كم يمنهجُهُ الـرّدى
بقرارِ كفر ٍ اسمُـهُ الإخلاءُ

والعالمُ القـَذِرُ اللعينُ بـَذاءةً
لا العدلُ موجودٌ ولا الإصغاءُ

عامٌ يمـُرُّ ومعه ُ شهر ٌوالـدِّما
تجري وفيها تسبَحُ الأشلاءُ

والعالم ُ الأعمى الأصمُّ بـِسكرَةٍ
تـُملي عليهِ الطـّغمةُ الحـَمقـاءُ

وكأن ّ غـزة َ أصبَحَت حـِلا ً لهم
يا ويلـَهم هل غـَرّهم إغراءُ

باعوا ضَمائِرَهم لِأحذيَةِ العِدا
فوَلاؤهم يحظى بهِ الأعداءُ

ويـُكَفـّرونَ بِأرضِ غزةَ أهلـَها
ويَرونَ ذبحـَهمُ هو الإفتاءُ

ويرونَ أن ّ بقاءهم كجريمةٍ
وخطيئةٍ ما مثلَها أخطاءُ

حتـّى تكالـَبتِ الأعادي فوقـَنا
مِن كل ّ صـَوبٍ يهجم ُ الغـُرَباءُ

وثـّقْ أيا تاريخَ أمـّتـِنا التي
خانت وهانت والـسّيولُ دِماءُ

وَثـّقْ خِيانة َ أمـّتي لـِرِجالـِها
والموكـِبُ الأسمى بهِ الشـُّرَفاءُ

أقمارُ عـِز ٍّ أو نـُجـومٌ تـلـمـَعُ
أرضٌ تـُودّعُ تـَستـَضيفُ سـَماءُ

ويـقودُ هذا الـرّكبَ أبطالُ الوَغـى
لهـُمُ الفـخارُ فكلـّهم شـُهَـداءُ

يا خالِقي عـُذراً إليكَ قـَصـائدي
فلعـَل َّ يلقاها رِضا ً وجـَزاءُ

ولعـَلـّها تلقى قـبـولا ً خالٌصا ً
طوبي لها والجَنـّة ُ الفيـحاءُ

ولعَل ّ مَعذِرتي إليكَ وأسطـُري
قـُبـِلـَت لـِتصحوَ أمـّةٌ عـَمـياءُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يـُرجى نشر هذه القصيدة وتوصيلها لجميع المواقع الإليكترونية نـُصرة ً للشعب الفلسطيني ونـُصرة ً لدماء الشهداء والاطفال والأبرياء في قطاع غزة والضفة الغربية ونصرة ً للقدس الشريف والمسجد الأقصى
وجزاكم الله خير الجزاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صنعاء في الأحد
10 من شهر نوفمبر 2024 م
الموافق 8 جمادى أوّل 1446 هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ