تقرير غزّة.. خيَّاطون يحوِّلون "بطَّانيَّات المساعدات" إلى "جاكيتات" شتويَّة للنَّازحين
فلسطين اون لاين
غزة / رامي محمد:
في شارع رئيس قلب مدينة دير البلح المكتظة بنازحي حرب الإبادة، يعكف مجموعة من الخياطين على تحويل الأغطية الشتوية الموزعة على النازحين إلى "جاكيتات" دافئة تحمي أجسادهم من برودة الطقس.
بين هؤلاء الخياطين، يبرز أبو أدهم خليفة رجل طويل القامة وعريض المنكبين على عتبة عامه الخمسين، يستقبل الزبائن بابتسامة دافئة ويأخذ قياساتهم بدقة، متأكدًا من أن كل "جاكيت" يصنعه فريق الخياطين يجمع بين خبرتهم وذوق الزبائن.
هؤلاء الخياطون فروا و ما تبقى من أسرهم تحت القصف الإسرائيلي لأحيائهم ومخيماتهم إلى أكثر من مكان داخل قطاع غزة حتى وصل بهم الحال إلى المكوث وسط قطاع غزة داخل مراكز إيواء والسكن عند الأقارب .
يعمل الفريق بجد لساعات طويلة، ومن خلال استخدام مهاراتهم اليدوية وإبداعهم، يحولون الأغطية البسيطة إلى "جاكيتات" ذات اللون الرمادي والبني موزعين عليها اكسسوارات تعطيها طابع حديث.
حيث يعتقد الناظر إلى نماذج الجاكيتات المعلقة على أعمدة خيمة الخياطين بأنها مستوردة .
يقول الخياط أبو غسان حسونة :" دفعت بنا الظروف المعيشية الصعبة إلى البحث عن فرصة عمل،جراء الحرب، اتفق خياطون أصدقاء على العمل المشترك ".
وأضاف" التقينا بشخص أخذ مهمة المسؤول حيث وفر لنا ماكينات خياطة للعمل عليها نتقاضى الأجر حسب ساعات العمل".
يواجه هؤلاء الخياطون تحديا كبيرًا يواجههم يوميًا ألا وهو أزمة التيار الكهربائي الذي يُعيق سير العمل، لكن عزيمتهم لا تنكسر، وبتلاحمهم وتعاونهم المستمر، يجدون طرقا للتغلب على هذا التحدي من خلال استخدام أنظمة الطاقة الشمسية تارة وتشغيل المولدات الكهربائية تارة أخرى.
وحسب اتحاد مصانع الخياطة فان المصانع المحلية المسجلة لدى الاتحاد قبل الحرب تبلغ 291 مصنعًا وهي تشغل أكثر من 8 آلاف عامل.
تلك المصانع كانت تستطيع تغطية السوق المحلي بمختلف القطاعات بجودة عالية باستثناء بعض المنتجات التي تحتاج لتقنيات عالية غير متوفرة في القطاع.
يقول الخياط سمير أبو عزام:" تستغرق عملية تحويل كل غطاء شتوي"بطانية" إلى جاكيت تدفئة مدة تصل إلى 3 ساعات مقابل 50 شيكلا يدفعها الزبون.
وأشار إلى أن مايدفعه الزبون من المبلغ المذكور يعد في الأوضاع العادية مرتفع الثمن لكن التكلفة التشغيلية اليوم مرتفعة ومستلزمات الحياكة غالية.
وكان قطاع الخياطة والنسيج من أكثر القطاعات الاقتصادية استيعابا للأيدي العاملة في قطاع غزة قبل الانتفاضة الثانية، ولكن منذ ذلك التاريخ أخذ في التراجع لا سيما في ظل الحروب المتوالية على القطاع وفرض الحصار.
حيث استهدفت الترسانة الحربية الإسرائيلية المصانع ودفعت أزمة الكهرباء الكثير العزوف عنه والاتجاه لمهن أخرى.
وعبر هؤلاء الخياطون عن أملهم بأن توقف حرب الإبادة ويعودوا إلى سكنهم مطالبين المؤسسات المانحة بسرعة تعويضهم عن خسارتهم في السكن والمنشآت الاقتصادية لإعادة نشاطهم من جديد.
فلسطين اون لاين
غزة / رامي محمد:
في شارع رئيس قلب مدينة دير البلح المكتظة بنازحي حرب الإبادة، يعكف مجموعة من الخياطين على تحويل الأغطية الشتوية الموزعة على النازحين إلى "جاكيتات" دافئة تحمي أجسادهم من برودة الطقس.
بين هؤلاء الخياطين، يبرز أبو أدهم خليفة رجل طويل القامة وعريض المنكبين على عتبة عامه الخمسين، يستقبل الزبائن بابتسامة دافئة ويأخذ قياساتهم بدقة، متأكدًا من أن كل "جاكيت" يصنعه فريق الخياطين يجمع بين خبرتهم وذوق الزبائن.
هؤلاء الخياطون فروا و ما تبقى من أسرهم تحت القصف الإسرائيلي لأحيائهم ومخيماتهم إلى أكثر من مكان داخل قطاع غزة حتى وصل بهم الحال إلى المكوث وسط قطاع غزة داخل مراكز إيواء والسكن عند الأقارب .
يعمل الفريق بجد لساعات طويلة، ومن خلال استخدام مهاراتهم اليدوية وإبداعهم، يحولون الأغطية البسيطة إلى "جاكيتات" ذات اللون الرمادي والبني موزعين عليها اكسسوارات تعطيها طابع حديث.
حيث يعتقد الناظر إلى نماذج الجاكيتات المعلقة على أعمدة خيمة الخياطين بأنها مستوردة .
يقول الخياط أبو غسان حسونة :" دفعت بنا الظروف المعيشية الصعبة إلى البحث عن فرصة عمل،جراء الحرب، اتفق خياطون أصدقاء على العمل المشترك ".
وأضاف" التقينا بشخص أخذ مهمة المسؤول حيث وفر لنا ماكينات خياطة للعمل عليها نتقاضى الأجر حسب ساعات العمل".
يواجه هؤلاء الخياطون تحديا كبيرًا يواجههم يوميًا ألا وهو أزمة التيار الكهربائي الذي يُعيق سير العمل، لكن عزيمتهم لا تنكسر، وبتلاحمهم وتعاونهم المستمر، يجدون طرقا للتغلب على هذا التحدي من خلال استخدام أنظمة الطاقة الشمسية تارة وتشغيل المولدات الكهربائية تارة أخرى.
وحسب اتحاد مصانع الخياطة فان المصانع المحلية المسجلة لدى الاتحاد قبل الحرب تبلغ 291 مصنعًا وهي تشغل أكثر من 8 آلاف عامل.
تلك المصانع كانت تستطيع تغطية السوق المحلي بمختلف القطاعات بجودة عالية باستثناء بعض المنتجات التي تحتاج لتقنيات عالية غير متوفرة في القطاع.
يقول الخياط سمير أبو عزام:" تستغرق عملية تحويل كل غطاء شتوي"بطانية" إلى جاكيت تدفئة مدة تصل إلى 3 ساعات مقابل 50 شيكلا يدفعها الزبون.
وأشار إلى أن مايدفعه الزبون من المبلغ المذكور يعد في الأوضاع العادية مرتفع الثمن لكن التكلفة التشغيلية اليوم مرتفعة ومستلزمات الحياكة غالية.
وكان قطاع الخياطة والنسيج من أكثر القطاعات الاقتصادية استيعابا للأيدي العاملة في قطاع غزة قبل الانتفاضة الثانية، ولكن منذ ذلك التاريخ أخذ في التراجع لا سيما في ظل الحروب المتوالية على القطاع وفرض الحصار.
حيث استهدفت الترسانة الحربية الإسرائيلية المصانع ودفعت أزمة الكهرباء الكثير العزوف عنه والاتجاه لمهن أخرى.
وعبر هؤلاء الخياطون عن أملهم بأن توقف حرب الإبادة ويعودوا إلى سكنهم مطالبين المؤسسات المانحة بسرعة تعويضهم عن خسارتهم في السكن والمنشآت الاقتصادية لإعادة نشاطهم من جديد.